فوارق كبيرة في تكلفة الولادات بين دمشق وجنوبها المحاصر




فادي شباط: المصدر

بجهود 15 طبيباً وكادر صغير من المُمرضين، تُقدم مستشفى “شهيد المحراب” التابعة للهيئة الطبية العامة لجنوب دمشق، الخدمات الطبية المُتنوعة وبعض العمليات الجراحية والمُعاينات، بالإضافة للولادات الطبيعية والقيصرية بشكل مجاني لأكثر من مائة ألف مدني محاصر منذ ستة أعوام.

ونتيجةً لحصارٍ خانقٍ تعرضت له بلدات جنوب دمشق في عام 2013، اضطرت حينها لإبرام هدنة في مطلع عام 2014، كان أحد بنودها السماح لأهالي البلدات بالذهاب إلى العاصمة دمشق والإياب منها، الأمر الذي خفف عن المحاصرين الكثير من الأعباء، باستثناء جزئية الطب والعلاج، حيث بقيت غالبية العائلات تلجأ إلى الهيئة الطبية العاملة في المنطقة أثناء التعرض للمرض أو الحاجة لعملية جراحية.

وقال “أبو اليُسر” مدير مكتب الإعلام في الهيئة الطبية، إنّ إجمالي عدد الولادات التي تُجريها مُستشفى الهيئة يصل إلى 300 ولادة طبيعية وقيصرية شهرياً.

وأشار “أبو اليُسر” في حديث لـ (المصدر) إلى أن توقف الدعم عن الهيئة الطبية بكامل فروعها مُستمر منذ مطلع العام الجاري، وهذا ما يُولّد مخاوف مشروعة لدى العائلات المُحاصرة في المنطقة.

“أم يوسف” إحدى السيدات اللواتي يستطعن الخروج من جنوب دمشق إلى العاصمة والعودة منها، أجرت ولادتها في مُستشفى الهيئة الطبية بجنوب دمشق وصورّت لـ (المصدر) الفرق الكبير في الولادة بين العاصمة وجنوبها المحاصر.

“أم يوسف” ألمحت إلى أنّ الحد الأدنى لتكلفة الولادة الطبيعية في المستشفيات العامة بدمشق تبدأ بعشرين ألف ليرة سورية وتنتهي بخمسة وثلاثين ألف ليرة، وتبدأ في المُستشفيات الخاصة بثمانين ألف ليرة سورية وتنتهي بمائة وخمسين ألف، كما أن العائلة تتكلّف بين ألف ليرة وألف وخمسمائة ليرة أثناء الزيارة الواحدة لعيادات الأطباء لغرض المُعاينة والمتابعة واستشارات ما قبل الولادة وأسعار الأدوية وحليب الأطفال.

وأردفت “أم يوسف” أنّ مُعاينات ما قبل الولادة وعملية الولادة كانت مجانية بامتياز في المُستشفى الوحيدة الموجودة في جنوب دمشق، كما أنّ أكثرية أنواع الزمر الدوائية كانت مجانية والباقية شبه مجاني.

وأشارت إلى انعدام الخيارات أمام العائلات في بلدات جنوب دمشق، في حال استمر توقف الدعم عن الهيئة الطبية، خاصةّ مع وجود عدد كبير من العائلات المُهجرة التي لا تستطيع التوجه إلى دمشق أبداً، وتحتاج لموافقة أمنية في حال أرادت مُجبرةً العلاج في العاصمة، وهي بطبيعة الحال عائلات فقيرة ليس لديها أملاك وتفتقد للعمل وكُل سُبل كسب الرزق.

وتعيش العائلات المُقيمة في بلدات “يلدا وببيلا وبيت سحم” الواقعة تحت سيطرة كتائب الثوار حالة ارتباك منذ الأسبوع الماضي نتيجة تواتر أنباء عن بدء عملية حسم ملف المنطقة، وبعد أن أكّد المجلس المحلي لحي القدم في بيانٍ صدر عنه الخميس 22 أيلول/سبتمبر الجاري، إبرام الحي اتفاقاً مبدئياً يقضي بخروج كُل من لا يُريد التسوية مع النظام يوم الثلاثاء 25 أيلول الجاري.




المصدر