ميليشيات نبّل والزهراء.. سوق لبيع مسروقات ريف حلب الشمالي
27 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
تواصِل ميليشيات نبل والزهراء، منذ بداية عام 2016 حتى اليوم، عملياتِ نهب وسرقة لمنازل المدنيين، في قرى وبلدات (رتيان، معرسة الخان، ماير، حردتين، وتل جبين)، في ريف حلب الشمالي، بحسب الإعلامي ماجد عبد النور.
قال عبد النور المنحدر من رتيان لـ (جيرون): “تقوم هذه الميليشيات حاليًا بعمليات اقتلاع واسعة لأشجار الزيتون، وتبيعها كحطب في أسواق مدينة نبل وعفرين، كما استولى متنفذون في نبل والزهراء على الأراضي الزراعية التابعة لتلك القرى، وزرعوها لحسابهم الشخصي”.
وكانت ميليشيات نبل والزهراء قد استباحت بلدات (معرسة الخان، رتيان، وماير)، بعد معارك فتح الطريق إلى نبّل، شتاء عام 2016، وشهدت تلك الفترة قصفًا غير مسبوق على ريف حلب الشمالي؛ انتهى بنزوح جميع السكان.
تسيطر ميليشيات نبّل والزهراء على هذه القرى والطرقات الرئيسة فيها، بإسناد من ميليشيا (حزب الله) والميليشيات الأفغانية، وبإشراف مباشر من ضباط الحرس الثوري الإيراني، بحسب أحمد عيشة، وهو من أبناء معرسة الخان، وأوضح لـ (جيرون): “تنتشر ميليشيات نبل في ماير وكفين ومسقان، بينما تسيطر ميليشيات الزهراء على معرسة الخان ورتيان وتل جبين، ولم يُسمح لأي دورية تابعة لقوات النظام، بالاقتراب من هذه القرى بشكل مطلق”.
يؤكد ناشطون أن هذه الميليشيات تمنع أهالي رتيان ومعرسة وماير من العودة إليها، ويبلغ سكان هذه القرى أكثر من 20 ألف نسمة، يسكن معظمهم في مخيمات قرب مدينة إعزاز، في أوضاع صعبة، ويقطن بعضهم الآخر في ريف حلب الغربي، فيما تمكنت عشرات العوائل من العبور إلى الأراضي التركية.
وقال عيشة إن هذه الميليشيات “أنشأت سوقًا بين مدينتي نبل والزهراء، بطول يتجاوز 500 متر، يبيعون فيها المسروقات التي نهبوها من هذه القرى، حيث قاموا بنهب كل شيء بما في ذلك الأبواب والنوافذ، حتى الحجر والبلاط والسيراميك تم اقتلاعه، في أكبر وأوسع عملية نهب تشهدها منطقة في هذا الزمن”.
يتخذ عناصر ميليشيا (حزب الله) والميليشيا الأفغانية من منازل المدنيين مقارّ عسكرية لهم، ولا يسمحون لأي أحد بدخول هذه القرى إلا بإذنٍ رسمي من ميليشيات نبل والزهراء، التي سمحت لبعض الناس بالدخول مدّة ساعة أو ساعتين، بينما “سجلت حالتين فقط، سُمح فيهما للأهالي بدفن موتاهم في مقابر معرسة الخان، خلال الفترة الماضية”، بحسب ما أكد ناشطون من ريف حلب الشمالي.
تشترك هذه القرى -وهي تشكّل نصف دائرة تحيط بنبل والزهراء- في خطوط جبهات (من الجهة الجنوبية الغربية والجنوبية) مع الجيش الحر، في بلدات حيّان وحريتان وبيانون، كما تشترك بخطوط تماس هادئة مع ميليشيات (قسد) من ناحية الشمال، في بلدات دير جمال وكفرنايا وأحرص وكفرناصح.
أكد عيشة أن “سكان هذه القرى يعانون الأمرّين في المخيمات، وسط تخوّف كبير من انتزاع قراهم لصالح هذه الميليشيات، إذ تعدّ هذه القرى حزامًا آمنًا لبلدتي نبل والزهراء”، وأضاف: “ما يزيد من سلبية المشهد أن هذه الميليشيات تنشر الأحقاد، وتبثّ فكرها المتطرف، حيث سُجّلت عدة حالات جرى فيها إرسال تهديدات مباشرة من قِبل عناصر نبل والزهراء، إلى سكان هذه القرى بقتلهم، إنْ هم عادوا”.
يبقى مصير 20 ألف مدني معلقًا، بانتظار التفاهمات الدولية حول ريف حلب بشكل عام، في هذا الجانب، أوضح عبد النور: “ننتظر فتح طريق (غازي عنتاب-حلب)، وانتشار دوريات روسية تركية مشتركة؛ عندئذٍ يمكن الحديث عن عودة تدريجية للسكان، بضمانة الوسطاء، ولكن شريطة أن تنسحب هذه الميليشيات، بجميع انتماءاتها، من هذه القرى بشكل كامل”.
تمتد مأساة المدنيين في ريف حلب الشمالي، في قرى رتيان ومعرسة الخان وماير، لتشترك مع مأساة مماثلة في مدينة تل رفعت ومنّغ ودير جمال، الخاضعة لسيطرة ميليشيات (قسد)، بانتظار حلٍّ نهائي يعيد الحقوق لأصحابها.
[sociallocker] [/sociallocker]جيرون