التشكيلي العراقي مخلد مختار… عِندَما تُفكِّر في غيرِ مَا أُفكِّر




مخلد المختار رسام عراقي مجتهد ومخلص في مساره الفني والإنساني بات في هذه اللحظة نموذجا للفنان الذي يسقط وحيدا في منفاه القسري (النّمسا) وهو يتجرع قسوة الأيام، ما بين سرير المرض والحنين إلى الوطن، بسبب فساد الوعي السياسي وطائفيته لدى من يتسابقون للوصول إلى كرسي السلطة في بغداد.
لم يبخل المختار ابن مدينة الموصل بالمحبة والعطاء لكل الفنانين في جمعية الفنون التشكيلية، أيام كان يترأسها لأكثر من دورة، ولا الطلبة الذين كان مسؤولا عنهم أيام إدارته لمعهد الفنون الجميلة في بغداد منتصف سبعينيات القرن الماضي. بقيت سيرته مع الوسط الفني على هذا البريق المفعم بالعطاء حتى سقوط نظام البعث عام 2003. تهمته الوحيدة إنه كان بعثيا.
فهل من العدالة أن يطارد الإنسان، سواء كان شيوعيا أو دعويا أو بعثيا ويصبح مشردا ولاجئا لمجرد إيمانه بأيديولوجية ما؟ فكيف إذا كان فنانا؟
إذا كان عقاب الانتماء على هذه الصورة القاسية بحق الإنسان – قبل أن يكون فنانا – تكون نتيجته هذه الحال التي وصل إليها مخلد المختار، فهذا دليل على أن أي نظام سياسي يلجأ إلى مثل هذه الأساليب ويتورط في ارتكابها سيكون فاقدا للشرعية، وليس مؤهلا لرعاية حقوق وكرامة المواطنين. لا يخاف من الفكر إلاّ من كان يحتقر العقل، ولا يملك فكرا لمواجهة الفكر، عندها يصبح العنف غايته ووسيلته لهزيمته، ربما سينجح في سحق الجسد الذي يحتوي الفكرة، لكنه سيفشل حتما في إبادتها، وبما أن الأفكار «لها أجنحة» فإنها ستبقى تحلق في الفضاء. الكارثة تكمن في غباء من يراهن على العنف لتحقيق النصر على أفكار خصومه، وهذا يعني أنه لم يفهم الدرس جيدا بعد الذي انتهى إليه مصير من سبقه في اللجوء إلى العنف لتصفية خصومه. فكم سيبدو أحمق عندما يعيد إنتاج الكارثة التي سبقه في إنتاجها من كان خصما له يوما ما. لنتأمل صورة الإنسان في أوطاننا عندما يؤمن بفكرة ما.. لنتأمل صورته بين زمنين يتقاسم سلطتيهما نظامان سياسيان، أطاح أحدهما الآخر، ثم نسأل أنفسنا: أين هي خطيئته؟
إذا كانت الخطيئة في الفكرة فلماذا نقتل الجسد؟ وإذا كانت الخطيئة في الجسد فلماذا نقتل الفكرة؟ أما إذا كانت الخطيئة في كليهما فهذا يعني أننا نشرعِنُ الإبادة الجماعية لكل من يختلف معنا في الأفكار. تأملوا كيف ينتهي المطاف بالإنسان إلى أن يكون بقايا إنسان، بل مجرد ظل شاحب يشير إليه وكأنه غير متأكد إن كان هو أم لا، مِن بعد ان يتعرض صوته للقمع، ليغيَّب في زمن موحش بارد، مفرداته الإقصاء والتهميش والإجلاء القسري. العلة ليست في قسوة الحصول على لقمة العيش في بلداننا، التي لا تصلح للعيش الكريم، لأن من الممكن أن يحيا ملايين الفقراء سعداء رغم قسوة ما يعيشونه من حياة، وهذا هو حال معظم شعوب المنطقة العربية، بل العلة في العيش تحت سطوة منظومة أفكار تجد في القسوة شرعا مفروضا على من لا يؤمن بها.
سيرته الذاتية:
*ولد مخلد المختار في مدينة الموصل عام 1948 من أسرة موصلية عريقة، حصل عام 1973على شهادة البكالوريوس في فن الرسم في أكاديمية الفنون الجميلة جامعة بغداد، وفي عام 1977 نال الدبلوم العالي في أكاديمية روما للفنون الجميلة، وشهادة دبلوم الكفاءة في الفن التشكيلي في المركز العالمي ودبلوم الكفاءة للفنانين المعاصرين في إيطاليا.
أقام العديد من المعارض:
1972 على قاعة أكاديمية الفنون الجميلة / بغداد
1977 مقاطعة أوبريا/ مدينة بيروجا – إيطاليا
1978 على قاعة المرسم الحر/ الكويت
1992 قاعة عين/ بغداد
1993 قاعة لاكازا/الدوار الخامس/ عمان/ الأردن
1995 قاعة المركز الثقافي الروسي/ تونس العاصمة
1997 قاعة 88 في الكرادة / بغداد
1997 قاعة رواق فنون /المنزه السادس/ تونس العاصمة
1998 الأسطورة والتراث/ بغداد
1999 قاعة الصراف/ بغداد
2001 قاعة روكسي / مدينة أولم / ألمانيا
2002 العاصمة بكين /الصين
2003 العاصمة موسكو/ روسيا
2004 قاعة برودوي / العاصمة عمان / الأردن
2004 قاعة النادي الأرثوذكسي/ عمان/ الأردن
2006 قاعة الاحتفالات / قصر روتال/ فينا / النمسا.
2007 في المهرجان التشكيلي الدولي 2007
2007 المعرض الشخصي في مدينة نورن بيرك الألمانية/ Haltestelle kunst 2007/ Nürnberger Südstadt 2007 / المعرض الشخصي في كاليري تايم / القاعة السوداء / فيينا / النمسا Wien Wolizeile 1 /3
2012 معـــــرض شخصي في البرلمان النمساوي في فيينا .




المصدر