النزوح المتواصل يقهر أهالي دير الزور



تتعرض محافظة دير الزور، لهجوم مزدوج من قبل قوات النظام، وميليشيا (قوات سورية الديمقراطية)؛ ما تسبّب بنزوح أعداد كبيرة من المدنيين، تجاوزت 200 ألف إنسان، معظمهم أطفال ونساء يعانون أوضاعًا إنسانية غاية في الصعوبة، بفعل انعدام المقومات الأساسية للحياة، على الصعيدين: الصحي أو الإغاثي.

قال الناشط الإعلامي محمد حسان لـ (جيرون): “يتجاوز أعداد النازحين في محافظة دير الزور 200 ألف نازح، جلّهم من الأطفال والنساء، حيث تقدر أعداد النازحين في ريف المحافظة الشرقي بـ 120 ألف مدني، بينما تقدر أعداد النازحين من قرى (خشام، ومراط، ومظلوم، وحطلة) بـحدود 60 ألف نازح، أما نازحو المدينة نفسها فلا توجد أرقام دقيقة لأعدادهم”.

وأضاف مبينًا بعض التفاصيل: “النازحون ليسوا جميعهم من محافظة دير الزور، بل هناك نازحون من محافظات حمص، والرقة، ومدينة السخنة، ويعيش قسم كبير منهم في مخيمات عشوائية، أنشِئت بجهود ذاتية، إلا أن النظام استهدف تلك المخيمات، بعد سيطرته على منطقة التبني”.

أما بالنسبة إلى نازحي مدينة دير الزور، فأفاد حسان بأن “الحملة الجوية العنيفة لطيران النظام وروسيا، وتخوّف الأهالي من حصار المدينة بعد استهداف جسر السياسية، وهو المنفذ الوحيد للأهالي داخل المدينة؛ دفعت المدنيين إلى النزوح باتجاه الريف الشرقي، وبالتحديد إلى مدن وبلدات الميادين، العشارة، والبوكمال”.

في السياق ذاته، قال أحمد عمر من مكتب دير الزور الإعلامي الموحد لـ (جيرون): “بدأت موجة النزوح بالتفاقم، منذ أن أطلقت الميليشيات الكردية الانفصالية معركة ما يسمى (عاصفة الجزيرة)، وترافق ذلك مع سيطرة النظام على القرى المجاورة للمطار العسكري كالجفرة وحويجة المريعية، وأطراف البو عمرو؛ حيث تمكنت من نصب مدفعيتها الثقيلة على ضفة الفرات الجنوبية، وبدأت باستهداف القرى المقابلة والواقعة في منطقة الجزيرة وهي (حطلة، مرّاط، مظلوم، خشام)؛ ما تسبّب بتهجير معظم المدنيين من تلك القرى”.

أضاف عمر: “طال القصف قرى الريف الغربي، في الجهة الجنوبية من نهر الفرات، والتي يُطلق عليها منطقة (الشامية)، وذلك ضمن سياسة الأرض المحروقة التي اتبعتها طائرات الاحتلال الروسي ومروحيات النظام؛ ما تسبب بنزوح أهالي قرى (البغيلية، عياش، الخريطة، ازغيّر شامية، الحوايج، الطريف، الشميطية، البويطية، التبني، محيط حلبية وزلبية، ومعدان عتيق)، نحو الضفة الشمالية لنهر الفرات أو ما يسمى منطقة (الجزيرة)”.

مشيرًا إلى “وفاة كثير من النازحين غرقًا، في أثناء محاولتهم عبور النهر، إضافةً إلى مقتل العشرات من نازحي قرية الخريطة، نتيجة استهداف خيامهم البدائية بالقنابل العنقودية، كذلك تعرضت معظم المعابر المائية في المنطقة لقصفٍ جوي؛ خلّفَ عشرات القتلى في منطقة الحوايج”. ولفت إلى أن “هناك توقعات تفيد بنزوح معظم أهالي الريف الغربي، بدءًا من الحسينية، وحتى الكبر، بعد انتقال الميليشيات الكردية للقتال في ضفة الفرات الجنوبية”.

يعيش هؤلاء النازحون أوضاعًا إنسانية بالغة الخطورة، في ظل نقص شديد في المساعدات الإنسانية، ولا سيّما الصحية، في ظل توقف عمل المنظمات الإنسانية والإغاثية؛ بسبب منع تنظيم (داعش) دخول هذه المنظمات، إضافة إلى النقص الكبير في الكوادر الطبية والأدوية، بفعل الحصار الذي تفرضه قوات النظام، وميليشيا (قسد). (ف، م)




المصدر
جيرون