(ب ي د) يرحّب باستفتاء كردستان ومظاهرات الترحيب تعمّ المناطق الكردية




سامية لاوند: المصدر

بعد أشهر من إعلان إقليم كوردستان العراق عن إجراء استفتاء حق تقرير المصير، بدأت الضغوطات الخارجية بتأجيل الاستفتاء تواجهه من جهة، وتواجهه الضغوطات الداخلية من البيت الكردي نفسه، من جهة أخرى، إلى أن تلاشت الأخيرة منهما ليلة البدء بالاستفتاء، وتغيرت آراء الكتل السياسية الكردية وقررت التوجه إلى صناديق الاقتراع والتصويت بـ “نعم”.

وكانت صناديق الاقتراع صباح الاثنين (25/أيلول سبتمبر) الشاهد الوحيد على موقف مواطني إقليم كوردستان، والتي من الجدير بعد الفوز بـ “نعم” الحديث عن دولة كوردستان الوليدة، حيث توجه الآلاف منذ ليلة 25/أيلول إلى مراكز الانتخابات ليكونوا أول المصوتين باستقلال الإقليم وانفصاله عن العراق.

وتوجهت المنظمات المدنية والدولية توجهت إلى أخذ دور المراقب لدور المندوبين في سير عملية الاستفتاء. النظام والتقيد بالسن القانوني للتصويت كانا واضحين في عملية الانتخاب، في حين امتلأت الصناديق في قضاء “زاخو” لكثرة الناخبين.

“عيسى طاهر اسماعيل” أحد المراقبين على سير عملية الانتخابات في مدينة دهوك، قال “بشكل عام كان إقبال المصوتين وفي جميع المراكز التي غطيناها، إقبالا كبيراً، كان هناك انسيابية في تسيير صفوف المصوتين وتسهيل حركتهم، لم نسجل أية مشاكلة لافتة وعويصة تتعلق بسير العملية”، وتابع حديثه “كان هناك اختلاف في مواليد بعض المصوتين مع تطابق أسمائهم، وكان موظف التعريف يطلب منهم رقم الورقة التموينية، فإذا تطابقت كان يسمح لهم بالتصويت”.

وأضاف “عيسى طاهر” في سياق متصل لـ (المصدر) “كان حضور وكلاء الكيانات السياسية مقتصراً على الأحزاب الثلاث: الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني والاتحاد الإسلامي الكردستاني، وهذه دلالة واضحة على التوافق السياسي بين هذه الأطراف بشأن الاستفتاء والتوقيت الذي حدد له”، وواصل قوله “اقتصر تواجد مراقبي المنظمات على المحلية منها دون الدولية. إذ كان الحضور هزيلاً، فلم يسجل حضور لهم إلا في (3) محطات فقط من بين (12) محطة. وهذا يدل دلالة واضحة على عدم الأهمية التي أبدتها المنظمات الدولية للاستفتاء”.

ووفقا للمراقب “عيسى طاهر” فإنه “لم يتم منع أي مراقب أو كيان سياسي من دخول المحطة، ولم يتم تسجيل أية شكوى ضد نتائج التصويت.

جميع المراكز كانت ملائمة ولم يشذ أحدها عن ذلك – حسب تقييم المراقبين- لكن لوحظ عدم ملائمة بعض المحطات، خاصة التي لم تتوافر فيها الكهرباء أو التي كانت معرضة لأشعة الشمس الحارة”، وأردف قائلاً: “المواد الأساسية كانت متوفرة في كل محطة، وكان عمل المفوضين يتم بكل سلاسة. أرقام الاقفال تطابقت مع الأرقام المسجلة قبل افتتاح المحطة، واتسم عمل الموظفين بشكل عام بالشفافية والمهنية، يمكن القول باختصار، أن العملية كانت ناجحة بشكل عام.

ما موقف (ب ي د)؟

حزب الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) الذي يسيطر على المناطق ذات الغالبية الكردية ومناطق أخرى في سوريا، والذي يتخذ من أفكار قائده الكردي عبدالله اوجلان نهجا له، ومع اختلافه سياسيا وفكريا مع الحزب الديمقراطي الكردستاني في سوريا الذي يتخذ البارزانية نهجا له، كان ذا موقف إيجابي جدا مع الاستفتاء في إقليم كردستان، حيث سمح لجميع الأحزاب الكردية برفع علم كردستان وإجراء الاحتفالات في مناطقهم الكردية في سوريا دون أي اعتراض.

وأعلن رئيس «حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي» صالح مسلم ،أمس الثلاثاء، إن “وحدات حماية الشعب الكردية” ستقف إلى جانب كردستان العراق، في حال تعرضها إلى أي اعتداء بحسب صحيفة الشرق الأوسط .

وكانت هدية يوسف، الرئيسة المشتركة لمجلس فيدرالية شمال سوريا قالت في وقت سابق على حسابها في موقع «تويتر» إن “معبر سيمالكا والمعابر الأخرى مع شمال العراق ستكون مفتوحة أمام كردستان”، مضيفة أن “كرد سوريا سيكونون السند في حال تعرضهم لأي خطر، أو هجوم، أو حصار”.

تركيا قاسم مشترك

ووفقا لمحللين سياسيين، فإن موقف الاتحاد الديمقراطي (ب ي د) جاء كردة فعل عكسي على موقف تركيا الرافضة للاستفتاء، والتي هددت قيادة إقليم كردستان بفرض حصار عليهم، مشيرين إلى أن إعلان بعض المسؤولين رفيعي المستوى من (ب ي د) بأن أبواب “غرب كردستان” مفتوحة أمام الإقليم هو دليل واضح على رغبة الأول في الجلوس على طاولة الحوار مع الأحزاب الكردية في سوريا، والاتفاق على حل يقضي بإنهاء الخلافات بينهما.

المنسق العام لحركة الشباب الكرد “آزاد محمد” وأحد المشاركين في حفلات الاستفتاء أمس الثلاثاء بمدينة ديريك (المالكية ) قال “أعتقد أن حزب الاتحاد الديمقراطي يشعر بحجم التهديدات الحاصلة ضد الكرد، ووجودهم القومي ويعلم أن حصول إقليم كوردستان على استقلاله سيعزز من فرص الحقوق الكردية في أجزاء كوردستان الأخرى ؛ خاصة التهديدات التركية التي وجد فيها (ب ي د) أنها تمسه قبل كوردستان، وأن العدو يستهدف القضية الكردية وليس حزبا بعينه”.

وتابع “آزاد محمد” حديثه لـ (المصدر) قائلاً “اليوم كان يوماً تاريخياً لجميع الكردستانيين في الأجزاء الأربعة، وكان بمثابة حلم ننتظره منذ سنين باستقلال كردستان، وإعلان استقلاله هو إعلان للدولة الكردية لجميع أجزاء كردستان بعيدا عن قومية أو فكر أو طائفية”، وأوضح “أهالي ديريك وضواحيها أثبتوا إنهم مع استقلال كردستان ومع القائد مسعود برزاني، وتم رفع جميع الأعلام وعلم (يبجي) و(تف دم) أيضاً شاركوا باحتفال ديريك لأنهم ان لا بديل لأكراد إلا وهو إعلان استقلال كردستان”.

فيدرالية الشمال السوري

وجرى تزامنا مع عملية انفصال كردستان العراق انتخابات” فيدرالية الشمال السوري” حيث قال مسلم إن مجلس الفيدرالية «راضٍ عن حجم المشاركة في الانتخابات، حيث اقترع نحو 740 ألف شخص، أي أكثر بـ250 ألفاً في مناطق تضم نحو 2.5 مليون شخص.




المصدر