on
سوريات (داعش).. أدوار ثانوية
مع بداية الحملة العسكرية التي يقودها التحالف الدولي في مدينة الرقة، في حزيران/ يونيو الماضي؛ اختفت دوريات (الحِسبة) النسائية من الرقة، ولم يعد السكان يشاهدون المسلحات المهاجرات منذ ذلك الحين. وأكدت الناشطة منى فريج أن “التنظيم نقل المهاجرات في صفوفه إلى منطقة البوكمال، منذ اندلاع المعركة”.
بحسب منى “تولّت النساء الأجنبيات في تنظيم (داعش) أعمالَ التعذيب وجلد المعتقلات من النساء في مدينة الرقة، فيما اقتصرَ دور النساء السوريات اللواتي كن يتبعن التنظيم على مساعدتهن”. وأضافت في حديث لـ (جيرون) أن “المهاجرات شكلن العنصر الأبرز في (كتيبة الخنساء)، حيث كان يوكل إليهن تنفيذ مهمّات أمنية، إضافةً إلى قيادة دوريات الحسبة التي تجول في أسواق الرقة، بهدف البحث عن مخالفين لتعليمات التنظيم المتعلقة بشكل لباس النساء وتدخين السجائر، وغيرها”.
وفق تقرير أصدره (المركز الدولي لمكافحة الإرهاب)، في لاهاي العام الماضي، “تجاوز عدد المهاجرات 1000 امرأة أجنبية، يحملن إحدى الجنسيات الغربية”، وأشار التقرير إلى أن “هذا الرقم يشكل 17 بالمئة من العدد الكلي للعناصر الأجنبية في صفوف التنظيم، في سورية والعراق”.
يتألف العنصر النسائي في التنظيم من قسمين: المهاجرات والسوريات. ونقلت وسائل إعلام عن منشقين عن التنظيم “أن تجنيد المهاجرات كان يتمّ عبر الإنترنت، عن طريق حسابات نشطة تعود لعناصر التنظيم في موقع (تويتر)، ثم ينتقلن إلى مناطق سيطرة التنظيم، بمساعدة عناصر موجودين سابقًا في هذه المناطق، ليتم تجنيدهن، بعد خضوعهن لمعسكرات خاصة تُقدّم لهن خلالها دروس دينية، ويتدربن على حمل السلاح، ومعظمهن تزوج من عناصر أو قادة التنظيم الأجانب”.
أما القسم الثاني من عناصر التنظيم النسائية، فهو يتألف من نساء سوريات توكل إليهن مهمات ثانوية أو يمشين برفقة المهاجرات في دوريّات (الحِسبة). في هذا الجانب، أوضحت منى: “تنحدر العناصر المحلية من بيئات لا يتمتع أبناؤها بالوعي الكافي، ويُعرفن بسمعتهن السيئة، وكُن منبوذات من قبل المجتمع، وهذه الفئة تعاملت مع المدنيين من أهالي الرقة بطريقة فظة، وتسلّطن على النساء بطريقة ثأرية، وكأنهن ينتقمن من مجتمعهن”.
تأسست (كتيبة الخنساء) في الرقة، في شباط/ فبراير عام 2014، وتحمل نساء الكتيبة الأسلحةَ الفردية، وتسيّر دوريات في الأسواق، بهدف اعتقال النساء المخالفات لتعليمات التنظيم أو إقامة حد العقوبة على المخالفين.
أكد ناشطون أن عناصر الشرطة النسائية التابعة للتنظيم، والتي تعرف بـ “العضاضات”، مارست التعذيب الشديد على النساء المخالفات، فقد كن يقمن بـ “عضّ المرأة المخالفة حتى تصرخ من شدة الألم”، كما كشفت صحيفة (الديلي ميل) البريطانية مؤخرًا، مشيرة إلى أن “المهاجرات البريطانيات في صفوف (داعش) كُنّ الأكثر وحشية في تعذيب المعتقلين”.
دعا معهد (واشنطن لسياسة الشرق الأدنى)، في تقريرٍ أخيرٍ له، “إلى تكثيف مراقبة حسابات التواصل الاجتماعي الخاصة بالنساء المنتميات إلى تنظيم (داعش)؛ من أجل قراءة استراتيجية التنظيم في الفترة القادمة، في ظل انهياراته المتواصلة في سورية والعراق”. وأشار إلى أن “حسابات نشطة على (تويتر)، كانت تعود لسيدات ينتمين إلى التنظيم، كشفت قوة التنظيم عام 2015″، ودعا إلى “متابعة العناصر النسائية الأجنبية في صفوف التنظيم، ومحاولة فهم الأسباب التي دفعتهن إلى الانضمام إلى هذا التنظيم، بهدف وضع برنامج شامل لمحاربة هذه الأفكار”. س.أ.
المصدر
جيرون