معركة “تحرير الشام” في ريف حماة.. تعجيل التدخل التركي



رأى الدكتور يحيى العريضي، المستشار الإعلامي لوفد الهيئة العليا للمفاوضات، أنّ إعلان ” (هيئة تحرير الشام) عن فتح معركة في ريف حماة، ربما يُعجّل في دخول قوات تركية إلى إدلب، كقوات مراقبة لاتفاق (خفض التصعيد) الذي وقع في (أستانا 6)”، وقال لـ (جيرون): إنّ “(هيئة تحرير الشام) حاولت تخريب اتفاق (أستانا 6)، عبر إطلاق معركة وهمية في حماة، لم تستمر سوى سويعات قليلة”.

إطلاق معركة حماة –بحسب العريضي- أثّر سلبًا في الموقف السياسي للمعارضة من تطبيق أستانا؛ و”الذي انعكس من خلال التصعيد الروسي على إدلب” على “أمل أن يتوقف قريبًا”. وأشار إلى “سعي المعارضة للاستفادة من اتفاقيات (خفض التصعيد)، من خلال تمكين أهالي تلك المناطق من إدارة أنفسهم، وفتح ممرات للإغاثة، وتخفيف شلال الدم على الأرض”، وأكدّ أنّ “الضامن الأكثر فاعلية هو السلاح الذي تمتلكه الفصائل للرد على أي خرق”.

أطلقت (هيئة تحرير الشّام)، في 19 أيلول/ سبتمبر، الحالي معركة “يا عباد الله اثبتوا” في ريف حماة الشّمالي؛ من أجل “فك الحصار عن المدنيين في ريف حماة الشرقي، وتوسيع رقعة سيطرة المعارضة في المنطقة”؛ لكنها فشلت في تحقيق أيٍّ من أهدافها.

يعتقد الناشط معاذ المعري، المقرّب من الفصائل الإسلامية في حديث لـ (جيرون)، أنّ “الهيئة كانت قادرة على الذهاب بعيدًا في معركة حماة، وخلط الأوراق، والسيطرة على حماة المدينة، إضافة إلى فتح طريق إلى ريف حمص الشمالي، لولا الضغوط الإقليمية على الهيئة، التي أدت في النهاية إلى إيقاف معركة حماة”، نافيًا في الوقت ذاته “وجود تنسيق بين الهيئة وإيران”، وقال: “ما يجري الترويج له مجرد حرب إعلامية”.

أشار المعري إلى أن “تلويح الأتراك بالتدخل في إدلب، دفع الهيئة إلى إعادة حساباتها، والتراجع عن معركة حماة، والاستعداد لقتال عناصر (درع الفرات) الذين ربما يتدخلون في إدلب إلى جانب القوات التركية”، مستبعدًا في الوقت ذاته أن “تفتح الهيئة مواجهة مباشرة مع تركيا في حال تدخلهم، وإنما ستقاتل فصائل (درع الفرات)، إن تدّخلت في إدلب”.

من جهة ثانية، قال رضوان الأطرش، رئيس الهيئة السياسية في إدلب لـ (جيرون): إنّ “معركة حماة سُبِقت بخرق واضح للهدنة من قِبل النظام، حيث تم استهداف خان شيخون وقرى جبل الزاوية وريف المعرة، أكثر من مرة”، مشيرًا إلى أنّ “المعركة كان يُحضّر لها، قبل انعقاد مؤتمر (أستانا 6)”. رأى الأطرش أنّ ما جرى في حماة هو “دليل على عدم ترابط الملفين السياسي والعسكري”، وأكدّ أنّ “أي معركة بعيدة عن الطرح السياسي؛ ستكون فاشلة، وأنّ كلّ طرح أو حل سياسي يكون بعيدًا عن البندقية المحاربة؛ سيلقى المصير ذاته”.

ميدانيًا، قال الملازم فاروق خليف، قائد فرقة للجيش الحر في ريف حماة، لـ (جيرون): إنّ “روسيا استخدمت كافة القوى والوسائل؛ لتفشيل عملية الهجوم المعاكس في حماة، من خلال ضرب الحاضنة الشعبية، والبنية التحتية، وتهجير السكان من قراهم ومدنهم في ريف المدينة الشّمالي”. ولفت إلى “طرد فصائل المعارضة، لقوات النظام والميليشيات الموالية لها، من قرية (أم حارتين)، وقتل 65 عنصرًا من تلك القوات، وأسر 24 آخرين، إضافة إلى تفجير ثلاث دبابات، وتدمير بيك آب”، مشيرًا إلى سيطرة الفصائل أيضًا على “قرية قبيبات، وتل أسود”.

يعتقد الخليف أن “توقيت معركة حماة كان مُحرجًا للفصائل المشاركة في أستانا، وسط إبلاغهم من قبل الدول الفاعلة في الملف الإقليمي أنّ البلاد تتجه إلى التهدئة، وأن أي عمل عسكري غير مناسب”.




المصدر
منار عبد الرزاق