on
من معتقلٍ غيّب المئات إلى خراب… معبر (نصيب) وسنوات الحرب
مضر الزعبي: المصدر
شهد معبر (نصيب) الحدودي مع الأردن خلال السنوات السبع الماضية مجموعةً من التحولات، والتي أوصلت المعبر في الوقت الراهن لكتلةٍ من الدمار، وذلك عقب إغلاقه في شهر نيسان/أبريل من العام 2015 بعد سيطرة كتائب الثوار عليه، وانسحاب قوات النظام التي كانت تتمركز في المعبر باتجاه محافظة السويداء.
من معبرٍ حدوديٍ إلى سجن
“فؤاد الزعبي” وهو أحد العاملين في المعبر حتى تاريخ إغلاقه، قال إن معبر (نصيب) ومنذ شهر آذار/مارس من العام 2011، تحول إلى معتقل يتبع لـ (المخابرات الجوية)، فقوائم أسماء المطلوبين للنظام كانت تصل بشكل يومي لمفرزة (المخابرات الجوية) في المعبر، والتي كانت بدورها تقوم بتحويل المعتقلين مباشرة إلى مطار (المزة) العسكري.
وأضاف “الزعبي” في حديث لـ (المصدر)، أن عناصر وضباط المفرزة كانوا خلال تلك الفترة يتقاضون مبلغ 50 ألف ليرة سورية مقابل الإبلاغ عن الشخص القادم إلى سوريا أو المسافر إن كان مطلوباً لأحد الأفرع الأمنية.
وأكد أن المعبر خلال الفترة الممتدة بين شهر آذار/مارس من العام 2011 ونيسان/أبريل من العام 2015 اعتقل مئات المسافرين من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للنظام، وأن العشرات منهم تم تصفيتهم بشكل فوري، بينما قُتل آخرون في سجون النظام.
تصفية المعتقلين
المحامي “عبد المنعم الخليل”، قال لـ (المصدر)، إنه في العام 2012 تم اعتقال (سعد الدين المحمود) وهو سائق سيارة (شحن) بضائع، من قبل أجهزة الأمن في معبر (نصيب) الحدودي، وبعد عام من الاعتقال توسطت العائلة لدى (فيصل المقداد) لمعرفة مصيره، وتم إبلاغهم بأنه قضى في المعتقل.
وقال الصحفي “عبد الحي الأحمد” لـ (المصدر)، إن ابن عمه (سفيان خالد البرم) تم اعتقاله مطلع العام 2014، من قبل الأجهزة الأمنية في المعبر، على خلفية عثورهم على (مطبعة) ضمن أغراضه الشخصية، واستمرت مدة اعتقاله سبعة أشهر، قبل أن يتم تسليمه لذويه جثة هامدة، بعد أن قضى على يد أجهزة النظام الأمنية في سجن (عدرا).
وبدوره قال الناشط “شريف علوش” لـ (المصدر)، إن والده (غسان علوش) تم اعتقاله من قبل أجهزة النظام الأمنية في المعبر في العام 2013، وأن مصيره إلى اليوم لا يزال مجهولا.
وأشار الناشط “ماجد الحريري” في حديث لـ (المصدر)، إلى أن (عمر الحريري)، وهو أحد سكان مدينة (داعل)، تم اعتقاله من معبر (نصيب) مطلع العام 2012، وتم تسليم أوراقه الثبوتية لذويه بعد أربعة سنوات من الحادثة.
طريقٌ بديل
وأوضح القيادي في كتائب الثوار “سعيد الحريري” أن قوات النظام توقفت مطلع العام 2013 عن استخدام طريق دمشق ـ درعا الدولي، للوصول إلى المعبر، وبدأت باستخدام طريق جديد، وهو عبارة عن خط عسكري بين فرع (المخابرات الجوية) بدرعا ومنطقة (غرز) ليصل إلى معبر (نصيب).
وأضاف “الحريري” في تصريح لـ (المصدر) أن سيطرة كتائب الثوار في مطلع العام 2014 على منطقة (غرز) وسجن درعا المركزي وصوامع الحبوب، أدت لقطع الطريق، لتقوم قوات النظام بنشر كتائب من الفرقة 15 قوات خاصة، على الطريق (الحربي) الرابط بين المعبر ومحافظة السويداء، ليصبح هو الطريق رسمي لقوات النظام والقوافل التجارية الداخلة والخارجة إلى المعبر.
سيطرة كتائب الثوار
وأشار الناشط “أحمد المصري” إلى أن معبر (نصيب) بقي خارج الأهداف العسكرية لكتائب الثوار لسنوات على الرغم من تحويله من قبل النظام لثكنة عسكرية يتم من خلاله استهداف البلدات المحررة في ريف درعا الشرقي.
وأكد “المصري” لـ (المصدر) أن سيطرة كتائب الثوار على مدينة (بصرى الشام) في شهر آذار/مارس من العام 2015 كانت ضربة قاصمة لقوات النظام في المعبر، كون الطريق (الحربي) الممتد من المعبر إلى محافظة السويداء أصبح تحت مرمى نيران كتائب الثوار، ويصعب على قوات النظام إرسال أي تعزيزات جديدة للمعبر.
وأشار إلى أن (هيئة تحرير الشام) كانت في ذات التوقيت تعمل على حفر نفق يصل إلى المعبر تمهيداً لاقتحامه، وهذا كان السبب المباشر لانسحاب النظام من المعبر في شهر نيسان/أبريل من العام 2015، وتمكنت كتائب الثوار من السيطرة عليه دون أي معارك تذكر، ودون خراب في المرافق داخل المعبر.
فشلٌ في الإدارة
وصرّح “قاسم أبازيد”، وهو أحد تجار درعا، لـ (المصدر)، بأن الفشل كان حليف كتائب الثوار منذ الساعات الأولى للسيطرة على المعبر، كون عمليات السلب والنهب شملت جميع الموجودات داخل المعبر، بغض النظر عن ملكيتها إن كانت عامة أو خاصة.
وأضاف أن محكمة (دار العدل) حاولت تفادي الموقف من خلال تشكيل إدارة مدنية للمعبر لكن دون جدوى، فبعض كتائب الثوار كانت متورطة بعمليات السلب والنهب، والتي شملت حتى أثاث وتجهيزات مرافق المعبر، ليتحول خلال أسابيع إلى (خرابة).
وأشار “أبازيد” إلى أن المعبر شهد مطلع العام 2016 عمليات تأهيل جزئية لبعض مرافقه لتصبح مكاتب لبعض الفعاليات الثورية في درعا، بالإضافة لاستقبال مئات النازحين فيها، ولكن النظام بدأ باستهدافه بالطيران الحربي، فعدد الغارات والبراميل المتفجرة التي استهدفت المعبر تجاوز الـ 200 خلال السنوات الماضية، وكان آخرها في شهر حزيران/يونيو الماضي.
المصدر