نيزافيسيمايا غازيتا: حزب يابلوكو(*) يحدد تكلفة الحرب في سورية



وفق حسابات المعارضة الروسية، أُنفق نحو 200 مليار روبل

 

  

الصورة: من موقع www.mil.ru

ترى المعارضة الروسية أن التواجد الروسي العسكري في سورية يستنفد الخزينة الروسية. ووفق حسابات حزب (يابلوكو) المعارض، أنفقت روسيا على عملياتها العسكرية في سورية ما بين 188.6 حتى 194.3 مليار روبل (قرابة 3.25- 3.3 مليار دولار أميركي- المترجم). تضمنت كلفة طلعات الطائرات الحربية، الصواريخ المجنحة (كاليبر)، خسائر في المعدات العسكرية، تكاليف الجنود والخبراء، المبالغ التي دفعت لأُسر القتلى والمصابين، وكذلك رحلة حاملة الطائرات (الأدميرال كوزنتسوف) إلى سورية. حاليًا، تستخدم المعلومات التي تم جمعها في الحملة المناهضة للحرب، تحت شعار (آن الأوان للعودة إلى الوطن). ويرى الخبراء أن الحملة ستكون فعالة، قبل كل شيءٍ؛ لأن المجتمع الروسي لا يفهم بشكل جيد ضرورات التواجد الروسي في سورية.

اعتمدت إدارة  الخبرات التحليلية لدى حزب (يابلكو) في تقييم تكاليف الحملة العسكرية في سورية على مصادر متنوعة، وانتهجت طرقًا مختلفة -سواء الوطنية أو الأجنبية– في التقييم. عمومًا، بشكلٍ أو آخر، قدّر الإنفاق على الحرب بـ 156.2 مليون روبل يوميًا. أي أن تكلفة عملية القوات المسلحة الروسية حتى 21 أيلول عام 2017، تشكل 188.6 إلى 194.3 مليار روبل.

بلغت تكلفة الطلعات الجوية 168.8 مليار روبل. في الوقت نفسه، أشارت معلومات من حزب (يابلوكو) إلى أن معلومات وزارة الدفاع الروسية حول عدد الطلعات متناقضة. لم تكن تكلفة إطلاق صواريخ (كاليبر) قليلةً هي الأخرى، فقد كلفت الخزينة ما بين 4.7  إلى 7.8 مليار روبل. بلغت الخسائر في المعدات العسكرية من 9.3 إلى 11.5 مليار روبل. أما رحلة حاملة الطائرات (الأدميرال كوزنيتسوف)، فقد بلغت تكلفتها 1.5- 1.8 مليار روبل، بحسب المعارضة.

أُنفق مبلغ 4.12 مليار روبل على الجنود والخبراء المتواجدين في سورية. وذكر حزب (يابلوكو)، أن “العدد الحقيقي لعناصر مجموعة القوات المسلحة الروسية في سورية لا يتم الإفصاح عنه بدقة”. إلا أن الخبراء العسكريين يقدرون تعداد عناصر الحملة بـ 1.5- 6 آلاف، بمن فيهم الطيارون، وعناصر منصات الدفاع الجوي، والمستشارون الذين يتولون تدريب عناصر الجيش السوري. وإذا اعتبر العدد وسطيًا 3 آلاف عنصر؛ فإن الحزب المعارض يقول “نفقات الطعام 1.5 مليار روبل 2.1 مليار روبل تعويضات (الراتب وتوابعه)”. يشير خبراء الحزب إلى أنه بضم النفقات المستورة وغير المحسوبة؛ فإن تكلفة مشاركة روسيا في الحرب السورية يمكن أن تكون أعلى بـ 1.5 مرة من مبلغ 194.3 مليار روبل.

تحدث رئيس فرع موسكو في حزب (يابلوكو) سيرغي ميتروخين، إلى صحيفة (نيزافيسمايا غازيتا) قائلًا إن الحسابات قد أُجريت بمشاركة مجموعةٍ من الخبراء والمحللين في الحزب، بطلبٍ من غريغوري يافلينسكي. وبحسب ميتروخين، أُخذت كافة المعلومات من مصادر متاحةٍ. وقال إنه يرى أن الرقم المشار إليه هو الحد الأدنى للنفقات، وأن الإنفاق في واقع الحرب في سورية قد تجاوز 250 مليار روبل.

نائب رئيس الحزب، نيقولاي ريباكوف قال: إن مجموعة الحزب من الخبراء والمحللين استقت معلوماتها من موقع وزارة الدفاع، وأوضح: “ذُكر هناك، على سبيل المثال، عدد الصواريخ التي أُطلقت؛ فقام خبراؤنا بتحويلها إلى روبلات”. وأشار ريباكوف أيضًا إلى أن التكاليف الفعلية قد تكون أكبر من الأرقام المذكرة آنفًا. وقال: “ربع إجمالي نفقات الحزينة الروسية سرّي. ويبقى لغزًا كم ذهب منها للحرب في سورية”.

نوه ريباكوف إلى أن الحزب وجه استفسارًا إلى وزارة المالية، حيث وردتنا من هناك رسالةٌ تقول: عليكم سؤال وزارة الدفاع. وهذه الوزارة بدورها، لم تعط أي إجابة على طلبنا الذي أرسلناه قبل شهر. من جانبه أكد ميتروخين: “نحن نحاول الاستعلام من الرئيس، الحكومة ومجلس الدوما، ونحاول المبادرة لإجراء تحقيقٍ برلماني وتشكيل لجنة للرقابة؛ لتطلب من وزارة الدفاع تقديم كشفٍ بإنفاقها على الحرب في سورية”.

المشرف على مركز الدراسات السياسية-الجغرافية نيقولاي بتروف قال: أعلنت وزارة الدفاع أنه “سيتم إدراج النفقات العلمية في سورية ضمن ميزانية الوزارة المخصصة للتدريبات. واضحٌ من الآن أن الأمر ليس هكذا؛ حيث تتزايد النفقات أكثر فأكثر، بينما تتضاءل المخرجات”.

أوضح ميتروخين أنه سيتم بالطبع استخدام جميع المعطيات في الحملة التي ترفع شعار (آن الأوان للعودة إلى الوطن)، وقال: “لا يدرك الناس، حتى الآن، أن ما يجري هو إفراغ جيوبهم، ولكنهم يرون أن نوعية الخدمات العامة -الصحية والتعليم- قد تدهورت؛ ولهذا يتزايد الاهتمام بالقضية، ومن هنا تمكنا من جمع 100 ألف توقيع تطالب بوقف الحرب”.

بتروف من جهته قال: إن “الأثر الإيجابي من سورية (للسلطة- المترجم) قد استنفد، والأثر السلبي بدأ لتوه يزداد. لا يفهم الناس لماذا تنفق أموال الخزينة في سورية، ومن أجل ماذا يموت جنودنا هناك!”. برأي الخبير، من هنا يأتي جوهر وفاعلية حملة حزب (يابلوكو)؛ في الأفق القريب ستكون الحملة قادرةً على تجييش مزاج الروس الاحتجاجي. “على الأرجح، سيحاول الكرملين إنهاء الحرب في سورية قبل موعد الانتخابات؛ ليظهر للشعب أنه انتصر”؛ وسيكون من المفيد لحملة حزبنا (يابلوكو) التميز عن هذه المقاربة، بطرحها أسئلة تهم المجتمع. أي أن يافلينسكي يستخدم الانتخابات، كما هو شائع في الدول الغربية؛ لجعل أكثر المواضيع إشكاليةً موضوعًا متجددًا”، أعلن الخبير.

……………………………………………………………………………….

Тэги:

сирия, военная операция, расходы, эксперты, яблоко, антивоенная кампания

 (*) حزب “يابلوكو”: حزب روسي معارض (الحزب الروسي الديمقراطي الموحد)، بتزعمه غريغوري يافلينسكي.

اسم المقالة الأصلية “Яблоко” назвало цену войны в Сирии كاتب المقالة داريا غارمونينكا مكان وتاريخ النشر صحيفة نيزافيسيمايا غازيتا. 25 أيلول 2017 رابط المقالة http://www.ng.ru/politics/2017-09-25/3_7081_apple.html

  ترجمة سمير رمان

 




المصدر
سمير رمان