‘فزغلياد: يرون في الاستفتاء الكردي بشأن الاستقلال بداية حربٍ جديدة’

29 أيلول (سبتمبر - شتنبر)، 2017
10 minutes

[ad_1]

الصورة: أكو رشيد/ وكالة أنباء رويتر

المحتوى

مقدمة …………………………………………………………………..1

من أجل الاستقلال، مع بصمة الإصبع……………………………………….2

في بغداد يتوعدون بعواقب وخيمة…………………………………………….3

الديمقراطية ليست جريمة……………………………………………………4

تركيا تغلق الحدود، والولايات المتحدة الأميركية “ثمنت تطلعات الأكراد القانونية”……..5

حتمية الحرب……………………………………………………………..6

لن يحدث شيء…………………………………………………………..7

مقدمة

يجري في كردستان العراقية -إحدى أهم مناطق النفط في العالم- استفتاءٌ بشأن الاستقلال. وليس هناك شك بأن غالبية المصوتين سيقولون: نعم للاستقلال؛ إلا أن الشكوك تدور حول العواقب السياسية للتصويت، وحول ما يجب على روسيا التي تستخرج النفط هناك، أن تفعله حيال إمكانية تقسيم العراق.

مع أن إقليم كردستان المستقل لم يظهر على خارطة العالم بعد، إلا أنه بدأ يُعِد لعلاقاته مع روسيا. يرى قائد الميليشيات الكردية (البيشمركة) سروان برزاني أنه إذا تمّ إعلان الاستقلال؛ فإن الحكومة الجديدة ستلجأ إلى روسيا للحصول على السلاح. وتنقل وكالة أنباء (ريا/ نوفوستي) عن برزاني قوله: “هذا الأمر ستحدده الحكومة الجديدة، الوزراء والخبراء العسكريون. ولكنني أعتقد، أنها ستكون أسلحةً روسية في الغالب، لتوفر التجربة والخبرة في استخدامه”. كما صرح قائد البيشمركة: “نحن ممتنون لدور روسيا التي لم تهددنا، بل أعلنت أنها تحترم رأي الشعب أيًا كان. هذه هي الديمقراطية الحقة. إنه موقفٌ نبيل، يقدره كل الشعب الكردي الذي وجد نفسه في هذه الظروف”.

من أجل الاستقلال، مع بصمة الإصبع

يُقدّر عدد من يحق له التصويت بـ 3 مليون شخص، يمثلون كل من يملك المواطنة العراقية ومسجلٌ في “أراضي كردستان العراق وما بعده من الأراضي الكردية”. يبحث المصوتون عن أسمائهم في اللوائح الانتخابية الموجودة في المركز، ويضعون بصمة الإبهام في المكان المخصص. أما من يعيش خارج الحدود العراقية، فبإمكانهم التصويت عبر الإنترنت. ستعلن النتائج النهائية، يوم الخميس. يقول شهودٌ عيان إن أجواءً احتفالية تسود كردستان العراقية، حيث ارتدى الناس الملابس الوطنية التقليدية، وأحاط الكثيرون أعناقهم بلفافة ملونة (رمز كردستان). ولا يتوقف الناس عن تبادل التهاني.

في بغداد يتوعدون بعواقب وخيمة

السلطات في كردستان العراقية كانت قد حددت في بداية شهر حزيران/ يونيو موعد الاستفتاء على الاستقلال. ويجري الاستفتاء من طرفٍ واحد، من دون موافقة السلطات المركزية. يوم السبت الماضي، رفضت بغداد قرار إجراء الاستفتاء وعدّته غير دستوري. وأكد وزير الخارجية العراقية أن السلطات تهدف إلى المحافظة على وحدة البلاد، في حين حذر رئيس الوزراء حيدر العبادي من العواقب الوخيمة للاستفتاء، وأقسم إنه لن يعترف أبدًا بـ “تفكك العراق”، تنقل قناة (الجزيرة). وكانت قيادة البلاد قد دعت إلى وقف استيراد النفط من المنطقة الكردية.

الديمقراطية ليست جريمة

على الفور، وخلال خطابه، رد مسعود برزاني على تهديدات بغداد قائلًا بلهجةٍ خطابية: “هل هي جريمة أن نسال مواطني كردستان بطريقةٍ ديمقراطية، عن المستقبل الذي يريدونه!”. ووعد الزعيم الكردي بإجراء مفاوضاتٍ مع حكومة العراق حول تنفيذ نتائج الاستفتاء، حيث لخص موقفه: “إن كان لدينا حوارٌ بناء؛ يمكننا منحهم المزيد من الوقت، للتوصل إلى علاقاتٍ أفضل بين الأكراد وبغداد”. وأكدت قناة (الجزيرة) أن الاستفتاء قد أقلق في الوقت نفسه جيران العراق: تركيا، إيران وسورية؛ لأنه يقوي رغبة الانفصال عند الأقلية الكردية في هذه البلدان.

تركيا تغلق الحدود، والولايات المتحدة الأميركية “ثمنت تطلعات الأكراد القانونية”

كانت ردة الفعل التركية متوقعة، إذ تشكل النزعة الانفصالية الكردية بالنسبة إليها، إحدى المشكلات التقليدية، وقد حذرت أنقرة من استعدادها لاتخاذ إجراءات في حال مثل الاستفتاء تهديدًا لأمنها القومي. وصفت تركيا الاستفتاء نفسه بـ “الخطأ الكبير”، أما عن نتائجه، فأكد وزير الخارجية أنه لن يكون لها أي صفةٍ قانونية. بحسب أنباء وكالة (رويترز)، هدد أردوغان بأن تركيا ستوقف استيراد النفط من كردستان العراقية، في حال اختار الأكراد الاستقلال. وكان الناطق الإعلامي باسم الرئيس بوتين، ديمتري بيسكوف قد أكد سابقًا أن “موقف روسيا يصب في صالح سلامة وحدة دول المنطقة”.

بمجرد إعلان الأكراد عن تحديد موعد الاستفتاء؛ أعلنت الولايات المتحدة الأميركية موقفها الرافض. وأكد الممثل الرسمي لوزارة الخارجية الأميركية هيذر نويرت أن الولايات المتحدة تدعم “العراق المستقر الديمقراطي الموحد”. الموقف نفسه اتخذه مجلس الأمن وأكّد أن هذا الاستفتاء قد يؤدي إلى تأثيراتٍ مزعزعة للوضع في البلاد، وذكر أعضاء المجلس أن العملية ضد “تنظيم الدولة الإسلامية” ما زالت مستمرة، و”تلعب فيها تشكيلات الأكراد دورًا مهمًا”. وبهذا؛ يمكن أن يعرقل الاستفتاء “تأمين العودة الطوعية والآمنة لثلاثة ملايين نازحٍ، وأن يتسبب في حركة انتقال للأشخاص”، أكد المجلس وعبّر عن دعمه لوحدة وسلامة أراضي العراق.

حتمية الحرب

صرح لصحيفة (فزغلياد) النائب السابق في مجلس الدوما، مدير مركز دراسة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى سيمون باغداساروف: “سيتطور الوضع بشكلٍ مثير. المشكلة أنهم أجروا الاستفتاء ليس فقط في دهوك، السليمانية وأربيل، وهي مناطق كردية صِرف، بل في ما يسمى بالمناطق المتنازع عليها، حيث النفط والكثير غيره؛ ولهذا فالحرب حتمية”. وتابع الخبير: “الحكم الذاتي في كردستان قائمٌ منذ زمن حكم صدام حسين، ولكنه كان على الورق فقط. في عام 2003، بعد سقوط نظام صدام حسين؛ أصبح الحكم الذاتي واقعًا. فكردستان دولةٌ مستقلة بالفعل، على الرغم من اعتبارها ذات حكمٍ ذاتي في إطار العراق الواحد. والآن، في كردستان سورية (شمال شرق وجنوب شرق البلاد) تشكلت فيدرالية سورية الشمالية، وهي تشبه الدولة، غالبية سكانها من القومية الكردية، وستمضي إلى الاستقلال، بصورة أسرع من كردستان العراقي. أعتقد أنها مسألة سنتين أو ثلاث، وسيعلنون الاستقلال، ومع أن أحدًا لم يلاحظ، فقد أجرى هذا التشكيل الحكومي انتخابات بلدية محلية، في 22 من أيلول/ سبتمبر”.

أعرب باغداساروف عن تخوفه من أن يزعزع الاستفتاء الكردي الأوضاعَ، في إيران وتركيا، وأشار الخبير إلى أن “قيادة تركيا تسيطر في مناطق جنوب-شرق البلاد على المناطق التي تتواجد فيها حاميات من الجيش التركي، بينما تقع بقية المساحات تحت سيطرة (حزب العمال الكردستاني) وميليشيات (الحماية الذاتية). أما في إيران، فالوضع بدأ بالتوتر، حيث تجري أولى الاشتباكات”.

يرى باغداساروف أن الدولة الكردية الجديدة لن تكون وحيدةً بعد إعلانها، لأن (إسرائيل) وبعض الدول العربية ستعترف بها على الفور. ويذكر الخبير أن شركة (روس نفط) تقوم الآن بأعمالٍ نشطة في كردستان العراقية، ولهذا إذا أرادت روسيا أن تحافظ على موقعها هناك؛ فمن الضروري أن نكون يقظين. ليس من الضروري الركض أمام القاطرة، ولكن يجب ألا نكون في العربة الأخيرة. أي اختيار الوقت المناسب -بعد عام أو اثنين- يجب علينا الاعتراف بالدولة الجديدة”.

لن يحدث شيء

يخالف رئيس معهد الشرق الأوسط يفغيني ساتانوفسكي زميله الرأي، ويقول: لن تكون هناك أي عواقب سياسية جدية بعد الاستفتاء. ويؤكد: “كل ما يجري هو في إطار مساومات النُخب المحلية، بشأن شروط التعايش مع بغداد، وفي إطار التلاعب بالناخبين المحليين، للبقاء على الساحة”. وأوضح الخبير أن “استفتاءً مماثلًا جرى عام 2015 ، وأن 98 بالمئة صوتوا للاستقلال. بالطبع جرى الاستفتاء السابق ضمن مساحاتٍ أقل، ولم يحدث حينذاك شيء، والآن أيضًا لن يحدث شيء”.

ممثل الحزب الديمقراطي الكردستاني في روسيا، قال لصحيفة (نوفايا غازيتا): إن الاستفتاء خطوة أولى على طريق استقلال كردستان. المرحلة التالية ستسير بالطرق السلمية، عبر مفاوضاتٍ تراعي القانون الدولي، وسنجري مفاوضاتٍ متواصلة مع بغداد حتى تعترف بالدولة الجديدة، وللتوصل إلى حلولٍ بشأن المسائل العالقة، بخصوص التقسيم الجغرافي والموارد الطبيعية. سيستغرق الأمر سنتين على أبعد تقدير، وإلا؛ فسيُعلِن إقليم كردستان الاستقلالَ من جانبٍ واحد. العملية لن تكون سهلة؛ حيث إن إقليم كردستان محاطٌ بدولٍ، يعيش فيها أكراد. وهذا ليس ذنبنا، هكذا رسمت الحدود بعد انهيار السلطنة العثمانية. إضافة إلى ذلك، تحتل كردستان المرتبة الثانية بعد ألمانيا في التعامل التجاري مع تركيا، بقيمة تناهز 8 مليار دولار.

ستكون (إسرائيل) أول دولةٍ تعترف بكردستان المستقلة، إضافة إلى دولٍ عربية وآسيويةٍ، سبق أن أعربت عن استعدادها للاعتراف بدولتنا. الأردن وبعض دول الخليج ستقف على الحياد؛ أما تركيا وإيران؛ فستكونان مضطرتان -في نهاية الأمر- للاعتراف بالدولة، وهذا في مصلحتيهما، وإلا؛ فإن مصالحهما ستضرر. الخطر أنْ تعم  كردستان الفوضى أو الحرب، أما إذا كانت العملية سلمية؛ فعندها ستكون الدولة الجديدة عامل استقرارٍ في المنطقة.

اسم المقالة الأصلية
В курдском референдуме о независимости видят начало новой войны

كاتب المقالة
نيكيتا كوفالينكا – مارينا بولتاشوفا

مكان وتاريخ النشر
صحيفة فزغلياد. 25 أيلول 2017

رابط المقالة
https://vz.ru/world/2017/9/25/888388.html

ترجمة
سمير رمان

[ad_1] [ad_2] [sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

سمير رمان