‘معارضون: دي ميستورا يخدم أجندات دولية وعلى المعارضة أن تستعد’

29 سبتمبر، 2017

تأتي دعوة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا لعقد جولة جديدة من المفاوضات، في مدينة جنيف السويسرية نهاية الشهر المقبل، بعد أقل من أسبوعين على تصريح له، أثار كثيرًا من الجدل، طالب فيه المعارضة بأن تتحلى بالواقعية السياسية، وبأن تقر بأنها لم تحرز نصرًا عسكريًا ضد النظام السوري.

يأتي ذلك في ظل تكثيف القوات الجوية الروسية لضرباتها على مناطق مختلفة من سورية، لا سيما في إدلب شمال غربي البلاد، مستهدفة فيها فصائل المعارضة التي وقّعت على اتفاقات (خفض التصعيد)، في العاصمة الكازاخية أستانا.

معارضون ومحللون سياسيون وصفوا دي ميستورا بـ “المهرج الذي انحاز إلى الأسد، وعمل على خدمته”، معتبرين أن “المعارضة في أوضاع لا تُحسد عليها، نتيجة تشتتها وضعفها”، ومؤكدين في الوقت عينه أنه “يتوجب على المعارضة التحضير جيّدًا لهذه الجولة الجديدة من المفاوضات؛ لأنها جزء من الصراع السياسي”.

المعارض محي الدين لاذقاني وصف المبعوث الأممي بـ “المهرج الدولي”، وقال لـ (جيرون): إن المسؤول الأممي “لم يعد جديرًا بالمتابعة، ولم يعد لحديثه أي تأثير. في سبع جولات سابقة من مفاوضات جنيف، وعلى مدى سنوات؛ لم يحقق دي ميستورا أي تقدم، بل اكتفى في تلك الجولات بتفتيت وفد المعارضة، وتحويله من وفد واحد إلى منصات متناحرة”. وأضاف أن “القاصي والداني بات يدرك أن دي ميستورا وفريقه عبارة عن فاصل مسرحي سخيف، يجري تمثيله أمام الستارة لإلهاء الجمهور، وانطلاقًا من هذا الفهم الدقيق لدور هذا المهرج الدولي؛ فإن كل من يقبل بالظهور معه، لن يكون أكثر من مهرج مثله”.

طالب لاذقاني وفدَ الهيئة العليا للمفاوضات بأن يكون مدركًا ما يحدث، وبأن “يستوعب الدروس التي مر بها في (سيرك جنيف)، وأن يصحوَ من أوهامه، ويقلبَ الطاولة على دي ميستورا وغيره”، مشددًا على “أهمية أن يقوم وفد الهيئة برفض الحضور، حتى تظهر بوادر جدية لحوار حقيقي، وضغوط حقيقية على عصابة ترفض أي حوار، ولا ترسل شبيحها الرسمي الجعفري وصبيانه إلا لإضاعة الوقت والتخريب”.

الكاتب والمحلل السياسي ماجد كيالي يرى أن “المعارضة السورية بكياناتها تذهب إلى جنيف، وهي في أوضاع لا تُحسد عليها؛ إذ إنها لم تشتغل على معالجة التحديات التي واجهتها سابقًا، وهي حاليًا تفتقد رؤية سياسية جامعة، في ظل أوضاع صعبة، وهي مشتتة وضعيفة”، مضيفًا في حديث لـ (جيرون) أن “من يحتل المشهد هو فصائل المعارضة العسكرية”.

تساءل كيالي: “هل تراهن المعارضة على تنازلات للنظام في مفاوضات شكلية لا تجري فيها أي عملية تفاوض! وهل تراهن على معسكر الدول الصديقة، ونحن نشهد تقلبات مواقف هذه الدول!”، وعقّب قائلًا: “للأسف، لا يوجد ما يمكن المراهنة عليه في هذه المفاوضات”.

إلا أن كيالي أكد -في الوقت ذاته- على “ضرورة ذهاب المعارضة إلى المفاوضات، لأنها جزء من الصراع السياسي، وجزء من عملية الصراع ضد النظام ونزع الشرعية عنه”، وعدّ أن “المعارضة معنية بإعادة ترتيب أوضاعها واستعادة الخطابات الثورية المتعلقة بالحرية والكرامة والمواطنة والديمقراطية، وتعزيز ثقتها بشعبها وبناء مؤسساتها السياسية والعسكرية، على أسس تمثيلية ونضالية ومؤسسية وديمقراطية”، وختم بالقول: “على المعارضة الكثير من الاستحقاقات التي يجب القيام بها، بمفاوضات ومن دون مفاوضات”.

من جهة ثانية، يرى الكاتب والمحلل سمير الحجاوي أن “دي ميستورا هو رجل الأسد رقم واحد”، وقال لـ (جيرون): إن “كل ما قام به هذا المبعوث الأممي، منذ اليوم الأول الذي باشر فيه مهماته، يصب في خدمة الأسد، سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة”. ورأى أنه “لا يمكن أن تنتظر شيئًا من هذه المفاوضات، على الأقل ضمن الظروف الحالية، فهذا الرجل وكل حركاته وخطواته التي قام بها تصب في خدمة الأسد، إلى درجة أنه هدد المعارضة السورية، بطريقة مباشرة، بقبول الهزيمة، متناسيًا القرارات الدولية التي يتوجب عليه العمل على تطبيقها”.

وأضاف أن “هذه المفاوضات تأتي في ظل ظروف معقدة للغاية على مستوى المنطقة، حيث تتشابك الملفات، ويتم تحميل القضية السورية وزر كل تلك الملفات”، وتابع: “على هذا الأساس يقوم هذا الرجل (دي ميستورا)، وضمن المخطط الدولي (الأمريكي-البريطاني-الفرنسي-الروسي-الإيراني)، بكل ما في وسعه من أجل الإبقاء على الأسد في مكانه، وحقق نجاحات كبيرة على هذا الصعيد”، مؤكدًا أيضًا على “ضرورة حضور المفاوضات، كجزء من المعركة السياسية، وأهمية تذليل العقبات التي تعترض وحدتها وقوتها”.

من الجدير بالذكر، أن الهيئة العليا للمفاوضات جددت موقفها الملتزم ببيان الرياض والقرارات الدولية، وقال رياض نعسان آغا، عضو الهيئة، في حوار -تنشره (جيرون) لاحقًا- إن الهيئة ستجتمع، في نهاية الأسبوع الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر، على أن تعقد مؤتمرًا موسعًا في الرياض، منتصف الشهر المقبل، مشيرًا إلى “مستجدات لا يمكن التكهن بها، في موقف هيئة المفاوضات القادم”. م.س.

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون