القضية السورية على طاولة “سلمان – بوتين” الخميس المقبل



يزور الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز العاصمةَ الروسية موسكو، الأسبوع المقبل (يوم الخميس)، للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وبحث العلاقات بين البلدين، والتعاون في قضايا المنطقة، ومناقشة القضية السورية، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أمس الجمعة.

عبّر الكرملين عن أمله في أن تعطي الزيارة المرتقبة التي سيجريها الملك سلمان إلى روسيا، دفعةً لتطوير العلاقات الثنائية، وشدد على أهمية العمل المشترك مع الرياض، باعتبارها “لاعبًا رئيسيًا وقائدًا في المنطقة العربية، خصوصًا في ما يتعلق بالملف السوري”.

في حين، قال رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشورى السعودي، زهير الحارثي: إن الملف السوري “سيتصدر القضايا ذات الاهتمام المشترك، بين الجانبين السعودي والروسي، خلال الزيارة”، مضيفًا في تصريحات لوكالة (سبوتنيك) الروسية أن “هذه الزيارة ستشهد تقاربًا بين الجانبين. الملف السوري سيكون في المقدمة، نظرًا إلى أهميته بالنسبة إلى الطرفين”.

حول الزيارة المرتقبة، قال رئيس (مركز الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والقانونية)، الدكتور أنور ماجد عشقي: إن “القمة المرتقبة منذ ما يقارب الثلاثة أشهر ستناقش القضية السورية، والعمل على تطبيق مقررات (جنيف 1) والقرارات الدولية ذات الصلة”، مؤكدًا في حديثه لـ (جيرون) “حرص المملكة العربية السعودية على وحدة الأراضي السورية”، وأن “هذا الملف سيكون له أهمية خاصة على جدول أعمال الزيارة”.

وأضاف: “المملكة العربية السعودية من الدول التي تصر على وحدة سورية وأمنها وسلامة أبنائها، والآن سورية تشرف على نهاية الحرب وإرساء السلام ضمن إطار جنيف”، وأن “المملكة طالما صرحت بأنها لا تريد قوات أجنبية في سورية. مع قدوم روسيا إلى سورية؛ استبشرنا خيرًا، لأن القرار في سورية عوضًا عن أن يكون بيد إيران، يكون بيد روسيا، وهي دولة كبيرة تحترم نفسها”. على حد قوله. وعقّب أن “المملكة لا تريد أن تفرض إيران إرادتها على الشعب السوري، كما في العراق”.

عن الموقف المحتمل للملكة العربية السعودية بخصوص بشار الأسد، قال عشقي: “المملكة صرحت مرارًا بأنها لا تحدد من يحل مكان بشار الاسد، ومع الدستور الجديد للسوريين؛ فإن الشعب السوري هو من سيختار”. وأضاف: “بشار الأسد تلوثت يداه بالدماء، ومن غير المعقول أن يبقى في سدة الحكم، ولن ترضى المملكة ببقائه، ولا الولايات المتحدة ولا حتى الأوروبيون”.

من جهة ثانية، قال مراقبون: إن المباحثات السعودية الروسية ستركز على وجود القوات الإيرانية في سورية، وضرورة إخراجها، والعمل على منع أي تدخل تركي عسكري في سورية، وأن يكون هناك ما يبرر عدم دخولها، من حيث عدم استمرار التمدد الكردي في الشمال السوري.

على صعيد آخر، ستشهد زيارة العاهل السعودي إلى روسيا التوقيعَ مع موسكو، على عدد من الاتفاقات ومذكرات التفاهم مع جهات حكومية سعودية؛ منها اتفاقات بين شركات سعودية وروسية، ومنح العديد من الرخص الاستثمارية. وقال ديمتري بيسكوف، المتحدث باسم الرئاسة الروسية في إجابته عن سؤال حول زيارة الملك السعودي إن كانت تشكل مؤشرًا على تقارب المواقف بين موسكو والرياض، لا سيما بخصوص الأزمة في سورية، قال: “السعودية دولة تلعب دورًا مهمًا في الشأن العربي وفي العلاقات بين الدول العربية، وهي من قادة العالم العربي”. وأكد أن روسيا، مهتمة -بلا شك- بالحفاظ على الحوار مع المملكة، بما في ذلك في إطار بحث الوضع في منطقة الشرق الأوسط، وفي سورية على وجه الخصوص.(م.س).




المصدر
جيرون