فرص نجاح اتفاق الغوطة في ظل خروقات النظام المتصاعدة



قال يعقوب الشامي، القائد العسكري في “فيلق الرحمن” لـ (جيرون): إنّه “لا فرص على الإطلاق، لنجاح اتفاق خفض التصعيد، في الغوطة الشرقية بريف دمشق، في ظل القصف اليومي للنظام وحليفه الروسي على المنطقة”.

ذكر ناشطون أنّ 70 مدنيًا على الأقل، قضوا في هجمات جوية شنها طيران النظام وروسيا على الغوطة الشرقية، منذ الإعلان عن اتفاق خفض التصعيد في المنطقة، في آب/ أغسطس الماضي.

قال وائل علوان، ممثل (فيلق الرحمن) في مباحثات أستانا السابقة: إنّ “الوضع عاد إلى ما كان عليه، قبل توقيع اتفاق (خفض التصعيد)، فالغارات الجوية لم تهدأ على الغوطة بعد توقيع الاتفاق، بالتزامن مع محاولات متكررة من قبل قوات النظام لاقتحام أحياء شرق دمشق”.

ورأى أنّ “روسيا تناور، من خلال المؤتمرات الدولية، والاتفاقات الجانبية؛ لكسب الوقت والتغطية على جرائم الأسد”، وقال لـ (جيرون): إنّ “الأسد يُمعن في الحل العسكري، وروسيا تقدّم له كل ما يحتاج إليه من دعم (عسكري، سياسي، لوجستي، وإعلامي)”.

أشار علوان إلى أن “فصائل المعارضة توثّق كافة الخروقات والانتهاكات والجرائم التي يقوم بها نظام الأسد في الغوطة، وتبلّغ الجانبَ التركي بها بشكل دوري، وكذلك الوفد الروسي الذي وقع على اتفاق خفض التصعيد في جنيف”، وأضاف: “لا يوجد أي جدية في وضع حدٍّ للأسد، أو تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، من وقف لإطلاق النار في المنطقة”.

فيما يتعلّق بخيارات المعارضة، قال علوان: “ليس أمام الفصائل سوى الصمود، والاستعداد الدائم لصدّ أي تقدم لقوات النظام، إلى جانب المناورة السياسية”، وطالب المجتمعَ الدولي بالعمل على “إنهاء مأساة الشعب السوري”، لكنه في الوقت ذاته لا يرى “أي جدية من جانب المجتمع الدولي، ولا صدقية من الجانب الروسي في المضي بأي حل سياسي، يوقف آلة القتل”.

أعلن (فيلق الرحمن)، أمس الجمعة، “مقتل نحو 50 عنصرًا من قوات النظام، في عين ترما بغوطة دمشق، بعد أن نصب عناصر الفيلق كمائن، في أثناء محاولة قوات النظام اقتحام المنطقة”. وأكد قيادي في الفيلق أن “الكمائن تأتي ضمن سياسة فصائل الغوطة؛ لإيجاد مقومات ردع عسكري لقوات الأسد”.

في السياق ذاته، رأت الناشطة سيدرا محمد، من الغوطة الشرقية أنّ “اتفاق (خفض التصعيد) في الغوطة الشرقية هو مجرد حبرٍ على ورق، لا فاعلية له على الأرض”، وقالت لـ (جيرون): “لم يُنفَّذ أي بند من بنود الاتفاق، بل على العكس؛ زاد الحصار والغلاء والقصف”.

نفت سيدرا أن يكون للاتفاقين المنفصلين مع الروس لفصيلي الغوطة، أي تأثير، وترى في اتفاق الغوطة “استكمالًا لسلسلة النكوص باتفاقات وقف إطلاق النار، التي تنتهي على الدوام بتسليم المناطق”. تصرُّ سيدرا على أنّ “الإرادة وحب الأرض هما السلاحان الوحيدان بيد أهالي الغوطة”، ولا تُبدي أي مخاوف من مصير مشابه قد يلحق بأهالي الغوطة، كنظرائهم في أحياء دمشق، من تهجير قسري إلى الشمال.

يذكر أن روسيا وقّعت اتفاقين منفصلين لخفض التصعيد في الغوطة الشرقية بريف دمشق، مع (جيش الإسلام)، في تموز/ يوليو الماضي في القاهرة، ومع (فيلق الرحمن) في آب/ أغسطس الماضي في جنيف، لكن مفاعيل الاتفاقين ظلّت بلا أثر على الأرض، بل على العكس اشتدت وتيرة قصف قوات النظام، وكثرت محاولات اقتحام أحياء شرق العاصمة.




المصدر
منار عبد الرزاق