واشنطن- موسكو تنسيق في سورية أم تنافس؟

30 سبتمبر، 2017

تصاعدت الخلافات الروسية الأميركية في سورية، بخاصة في ما يتعلق بالمناطق الشمالية الشرقية من البلاد، ذات الأهمية الاستراتيجية على أكثر من مستوى؛ أولًا لأنها غنية بمصادر متنوعة للطاقة، وثانيًا لكونها عقدة مواصلات مهمّة؛ ما يمنح المعارك أبعادًا جيوسياسية، تتخطى الحدود الوطنية السورية.

وجهت موسكو -في أكثر من مناسبة- اتهامات صريحة للأميركيين، بعدم جديتهم في الحرب على الإرهاب، وفي هذا السياق قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، في وقت سابق: إن “بلاده تنتظر من الأميركيين أفعالًا على الأرض، تؤكد أنهم جادون في محاربة الإرهاب، بخاصة (جبهة النصرة)”، وقد زعمت روسيا أنها تتلقى دعمًا مباشرًا من الولايات المتحدة.

من جهتها، لم تدخل واشنطن في تصعيد إعلامي ضد الدور الروسي في سورية، واستمرت في سياسة الضغط عن طريق العقوبات على موسكو. وترى روسيا أن العقوبات الأمريكية-الأوروبية هي محاولة لوضع حد لطموحاتها في إعادة إنتاج نفسها، كأحد أبرز صناع القرار الدولي، وهو ما يؤكده الإصرار الروسي على فرض وجهة نظر موسكو للحل في سورية، والتي تبدو واشنطن حتى اللحظة غير جادة في مواجهته، أو تغيير ملامحه.

بدورها، تنقسم آراء المعارضة السورية بين وجهتي نظر: الأولى ترى أن هناك تنافسًا شديدًا بين الروس والأميركيين في سورية، ولا سيّما في المناطق الشمالية الشرقية من البلاد، والثانية تذهب إلى أن التفاهمات الروسية الأميركية في سورية تتطابق إلى حد كبير، وهي من يحدد مصير ومستقبل البلاد في الوقت الحالي، مع وجود خلافات بسيطة على بعض القضايا الإجرائية.

في هذا الصدد، قال سعيد سيف الناطق الإعلامي لقوات أحمد العبدو في حديث لـ (جيرون): “هناك تنافس وسباق محموم، بين الروس والأميركيين، للسيطرة على مدينة دير الزور وامتدادها في البادية الشامية، وهذا التنافس يجسد التناحر بين الطرفين لوارثة ملك (داعش)، في تلك المنطقة الغنية بالنفط والغاز”.

في حين قالت مصادر من المعارضة -فضلت عدم الكشف عن اسمها- إن “هناك تفاهمات كبيرة، بين الروس والأميركيين، ليس في ما يخص المنطقة الشمالية الشرقية ودير الزور فحسب، بل في عموم المناطق السورية، وإلا؛ فكيف نفهم اتفاقية خفض التصعيد للجنوب السوري، وقد جاءت خارج إطار محادثات أستانا، وبناءً على تفاهمات أميركية روسية”.

أضافت المصادر: “هناك خلافات بين الطرفين ربما حول طبيعة الأدوار للاعبين الإقليميين الفاعلين في الملف السوري (طهران/ تركيا)، وبدرجة أقل المحيط العربي؛ بمعنى تجري محاولات لإنتاج نظام إقليمي، قد يغير من طبيعة الأدوار الوظيفية لدول عديدة في المنطقة، ومن هنا؛ قد توجد خلافات حول الحصة الأكبر ورقعة النفوذ الأوسع”.

مسألة التنافس أو الخلاف بين الروس والأميركيين تتجاوز القضية السورية إلى مناطق متعددة من العالم مثل أوكرانيا، الكوريتين، وحتى أقصى جنوب شرق آسيا، وأوروبا الشرقية؛ ما دفع البعض إلى الإشارة إلى أن موسكو تحاول -عبر نفوذها في سورية- أن تحمي مصالحها في تلك المناطق الأهم، استراتيجًيا، لروسيا.

بينما اعتبر وزير الخارجية الألماني زيغمار غابرييل، خلال تصريحات صحفية نهاية آب/ أغسطس الماضي، أن العالم يشهد “حربًا باردة ثانية، وقد تحول إلى ساحة للحرب، سينتصر فيها فقط من يثبت أنه الأقوى، وهذا تطور خطير”. وشدد على أن الرئيسين الأميركي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين “يعتقدان أن الصراع هو السمة الرئيسية للعلاقات بين الشعوب، ولا يعتبران العدالة وقوة القانون أولويةً”. (م.ش).

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]

جيرون