العصافير.. مصدر دخلٍ لأهالي القلمون الشرقي



يتفرغ قسمٌ كبير من أبناء القلمون الشرقي في ريف دمشق، لاصطياد عصفور التين، في الفترة التي تبدأ منذ آب/ أغسطس، وحتى أواسط تشرين الأول/ أكتوبر، عن طريق رصد أسرابه المهاجرة وتنقله عبر الأراضي السورية، قادمًا من تركيا والمناطق الشمالية الباردة.

في هذا الشأن، قال شاكر الموسى، أحد صيادي الطيور في مدينة الرحيبة، لـ (جيرون): “عصفور التين طائرٌ صغير مهاجر، لا يتعدى حجمه حجم راحة اليد، وله منقارٌ مدبب حاد، ذو لون رمادي، ويتغذى على بعض أنواع الفواكه الصيفية الطريّة، مثل التين والتوت والعنب. وهو يُشكل مصدر رزقٍ لكثير من عائلات المنطقة، إضافة إلى مواسم صيدٍ لاحقة خاصة بصيد طيورٍ أخرى مثل الفري”.

وأضاف أن “موسم صيد (عصفور التين) يمتد إلى شهرين ونصف تقريبًا، لأنه يهاجر عبر أسرابٍ قليلة العدد، تأتي على شكل دفعاتٍ متتالية وراء بعضها البعض. وله أنواع عدّة منها: (أبو الرمان، الحمري، أبو القصب)، وبعد صيده يتم تصديره إلى دول الخليج العربي ولبنان”.

حول طرق صيد هذا الطائر، أوضح عبد المعين أحمد، صياد طيور من مدينة جيرود المجاورة، في حديثه لـ (جيرون)، أن “هناك طريقتين لصيد عصفور التين: الأولى تعتمد على استخدام بنادق الصيد، من عيار 12، أو 36 ملم، وهي غير مرغوبة لارتفاع تكلفتها، ولأن (الخردق) يلحق أضرارًا بالعصفور، ويتسبب بتفتيته. والطريقة الثانية تتم بشباك صيدٍ، تُوضع بين الأشجار في المزارع بأطوالٍ مختلفة، يصل طول بعضها إلى نحو 20 مترًا، وبعرض 3 مترًا، تُنصب على أعمدة حديدية، على ارتفاع مترٍ ونصف عن سطح الأرض، وتُقدّر تكلفة الشبكة الواحدة بنحو 5500 ليرة سورية، أما العمود الواحد فيبلغ سعره 2000 ليرة سورية”.

بحسب ما أشار إليه أحمد، فإن الصياد “يقوم بوضع جهاز صوتٍ يُصدر صوتًا مشابهًا لصوت عصفور التين الذي يتحرك ويطير في أثناء الليل باتجاه مصدر الصوت، حيث يتجمع في الأشجار القريبة منه؛ فيصطدم بالشباك المنصوبة، ويعلق”.

نبّه أحمد إلى أن “طريقة الصيد بالشِباك هي الأكثر رواجًا، خصوصًا أن عصفور الشبك يُمْسك حيًا قبل ذبحه، لذلك يكون مرغوبًا أكثر من العصفور الذي يتم رميه بالبارودة، لأنه يحافظ على قوامه كاملًا، دون أن يتعرض لأي أضرارٍ ناجمة عن استخدام الخردق”.

حسب إحصاءات محلية، فإن أعداد عصافير التين التي يتم صيدها في منطقة القلمون الشرقي، طوال الموسم، تتجاوز مليون عصفور، أما عن الأسعار، فإنها تختلف تبعًا لنوعية العصفور، وتراوح وسطيًا بين 200 – 250 ليرة، ويعدّ العصفور الأصفر الأجود والأغلى بينها، ويراوح سعره بين 2000 – 3500 ليرة”.

يؤكل (عصفور التين) بعد شيّه على الجمر، بعظمه الهش، بعد نتفه وتنظيفه من الريش، بينما يُشكل الشحم الأصفر المتراكم على لحمه دورًا مهمًا في عملية شيّه بحرارة خفيفة، ويعدّ وجبةً شهية دسمة للغاية، بسبب مذاقه اللذيذ وغناه بالبروتينات، حيث يُقدّم في المطاعم الراقية، في لبنان وتركيا وسورية.




المصدر
خالد محمد