عرض كتاب: الاضطهاد والإبادة الجماعية للمسيحيين في الشرق الأوسط.. المنع والحظر والملاحقة القضائية




الكتاب: الاضطهاد والإبادة الجماعية للمسيحيين في الشرق الأوسط.. المنع والحظر والملاحقة القضائية

المؤلف: رونالد ج. ريشلاك (مؤلف، محرر)، جين ف. أدولف (محرر)

الناشر: أنجليكو برس

تاريخ الإصدار: 7 يونيو 2017

“محنة”، “اضطهاد”، “دموية”، “اغتصاب”، “تعذيب”، “تحويل قسري إلى الإسلام”، “بيع مسيحيات عمرهن 3 أعوام في أسواق الرقيق”، “حرق كنائس قديمة”، “مهاجمة مدن مسيحية”، هذه هي الألفاظ التي تصافحك لأول وهلة حين تريد التعرُّف على محتوى كتاب “الاضطهاد والإبادة الجماعية للمسيحيين في الشرق الأوسط.. المنع والحظر والملاحقة القضائية”، الذي يحذر مؤلفاه رونالد ج. ريشلاك وجين ف. أدولف من مغبة “موجة الاضطهاد التي تهدد بالقضاء على المسيحية في الشرق الأوسط”.

كثيرة هي التقارير الإعلامية الغربية التي سلطت الضوء على التحديات التي تواجه المسيحيين في الشرق الأوسط ما بعد الربيع العربي، لكن المؤلفان يقولان: إن كثيرين في الغرب، حتى المسيحيين، لا يدركون حجم هذا الاضطهاد، وعدد أقل هو الذي يعرف ما يمكن القيام به حيال ذلك.

في الولايات المتحدة، ينصب التركيز على الاستجابات العسكرية والدبلوماسية، وفي بعض الأحيان تنتقل الأفكار إلى عالم الفعل. لكن ماذا عن النظام القانوني؟ هل هناك أشياء يمكننا أن نجربها أو يجب علينا أن نحاول معها؟ هذا السؤال يمثل مدخلا للكتاب الذي بين أيدينا باعتباره يستكشف جوانب مختلفة من الاضطهاد الديني، ويسبر غور أيديولوجية داعش وعلاقتها بالإسلام الذي يمارسه معظم المسلمين، فضلا عن استكشاف طبيعة الحرية الدينية، حسبما ورد في العرض التعريفي بالكتاب.

وقد كان وصف “إبادة جماعية” الذي أطلقه بابا الكنيسة الكاثوليكية فرانسيس على هذه الممارسات مصدر إلهامٍ لمجموعة من علماء القانون الكاثوليك والكتاب والمتخصصين في اللاهوت ليبدأوا العمل على هذا الملف. ورغم أن دراسات الحالة تركز على المسيحيين المضطهدين، يقول القائمون على البحث إن نتائج العملية التحليلية تنطبق أيضا على الضحايا الآخرين.

* يتناول الكتاب النقاط التالية:

– العنف الجنسي كتكتيك إرهابي وأحد عناصر الإبادة الجماعية بموجب القانون الدولي.

– مسؤولية ليس فقط الإرهابيين المتشددين الذين يرتكبون الجرائم ويوجهونها، ولكن أيضا شبكة الأعمال التجارية والمصرفيين وسماسرة المال وخبراء وسائل الإعلام الاجتماعية ورجال الدين والأكاديميين والمدارس وقساوسة السجون والجمعيات الخيرية والمانحين الذين يدعمونهم.

– القانون الدولي القابل للتطبيق، لا سيما القانون الجنائي، من حيث صلته بحالة داعش على وجه الخصوص وغيرها من الجماعات الإرهابية من غير الدول.

– القانون الأمريكي لمناهضة التعذيب.

– أوجه القصور في المحكمة الجنائية الدولية والدور المحتمل للمحاكم الإقليمية والوطنية المخصصة.

– الضغوط الناتجة عن السعي إلى تحقيق السلام والعدالة في الوقت ذاته.

– دور الفاتيكان في الجهود الرامية لتحقيق السلام في سوريا، والاستجابة المسيحية للاضطهاد.

حلول مدروسة أم زيادة تعقيد الأزمة؟

في حين أن مجموعة المقالات التي يجمعها الكتاب بين دفتيه تتناول اضطهاد المسيحيين في جميع أنحاء العالم، يركز هذا الاستعراض على الملاحظات المتعلقة بالشرق الأوسط. وفي حين توضح نينا شيا في مقالتها التمهيدية أن الاضطهاد الوحشي للمسيحيين في الشرق الأوسط بدأ قبل وقت طويل من ظهور داعش، فإن هذا الاستنتاج ليس جيدًا حسبما يبدو للوهلة الأولى، لأنه يوجه القارئ إلى نتيجة أخرى تزيد تعقيد الأزمة.

يقود هذا الطرح إلى القول بأن “ما يواجهه المسيحيون لا يتجسد في فصيل شرير واحد اسمه داعش، لكنه ينبع من مشاعر الإسلاميين المتفشية بين المسلمين المحليين والتي تنفجر في وقت ما عبر أشكال مختلفة مثل اغتيال رجال الدين وتدنيس الكنائس واسترقاق النساء، وكلها ترتكب خاصة لأسباب دينية”، على حد قول ستيفن هيريد في معهد أكتون.

ومما يبعث على الانزعاج بحسب “هيريد” ما يصفه بـ”الإخفاقات الإسلامية السائدة في التخلي عن بعض المبادئ الأساسية التي يتبناها داعش”، مستشهدًا على وجه الخصوص بالمملكة العربية السعودية التي يرى أنها تدين رسميا داعش، لكنها تواصل حظر بناء الكنائس داخل حدودها، مستهجنًا دعوة مفتي المملكة مؤخرا إلى “تدمير المزيد من الكنائس المسيحية”.

ويستمر الطرح في توسيع رقعة الإدانة لتشمل “الكتب المدرسية الابتدائية والثانوية المعتمدة من الدولة” التي تعلم الطلاب “أن المسيحيين أعداء المسلمين، وأن هناك صراع دائم معهم، وأن الحروب الصليبية لم تنته والتهديد الصليبي لا يزال مستمرا؛ وأن حياة المسيحي تساوي جزءا بسيطا من حياة الرجل المسلم الحر، وأن المسيحيين خنازير، وأن على المسلمين كراهية المسيحيين”.

احتفاء مسيحي بالكتاب

يقول ليونارد ليو، الرئيس السابق للجنة الأمريكية للحرية الدينية الدولية: “ إن عمليات الإبادة التي يرتكبها تنظيم الدولة ضد المسيحيين هي أحد أفظع مشكلات حقوق الإنسان في عالم اليوم، ولا ينبغي التخلي عن المجتمعات المسيحية في الشرق الأوسط وإفريقيا وبقية بقاع العالم ليواجهوا وحدهم أعمال القتل الجماعي والاغتصاب والترحيل، بل وتدمير وجودهم بالكامل. هذه الجرائم ضد الإنسانية تلتمس منا عدم الاكتفاء بالصلاة بل تتطلب أيضًا العمل الإنساني والقانوني والسياسي، وهذا الكتاب المفيد يوفر إطلالة فريدة على أزمة غالبا ما تغفل عنها وسائل الإعلام، ويخبرنا كيف يمكننا أن نساعد”.

ويصف بيل دونوهو، رئيس الرابطة الكاثوليكية للحقوق الدينية والمدنية، الكتاب بأنه “النقاش الأكثر إقناعًا حتى الآن للتهديد الذي يشكله داعش. يكتبه خبراء في العديد من المجالات، ويعرض تفاصيل اضطهاد المسيحيين وغيرهم، بدءا من الاضطهاد الديني والعنف الجنسي إلى التعذيب. ويتناول أيضًا عدم قيام الهيئات الدولية بمعالجة هذا الخطر. يجمع الكتاب بين ثروة من البيانات ونهج عقلاني لتناول هذا الموضوع الساخن، ما يجعله جديرًا بالقراءة لأي شخص يشعر بالقلق إزاء مصير الحرية في الألفية الثالثة.

Share this:


المصدر