on
كتالونيا في طريق الاستقلال عن إسبانيا
أعلنت حكومة إقليم كتالونيا أن 90 بالمئة من أصوات الذين شاركوا بالاستفتاء -وعددهم نحو 2.26 مليون شخص- قد أيدوا الانفصال عن المملكة الإسبانية، وهذا يمثل “نسبة إقبال تبلغ نحو 42.3 في المئة من إجمالي عدد الناخبين الذي يبلغ 5.34 مليون شخص”، بحسب (رويترز).
المتحدث باسم حكومة الإقليم (جوردي تورول) قال، في تصريح يوم أمس الأحد في برشلونة: إن نحو 7.8 بالمئة من عدد المشاركين رفضوا الانفصال، بينما نحو 2 بالمئة من المصوتين قدّموا بطاقات فارغة، وأشار إلى أن الشرطة الإسبانية المركزية “أغلقت نحو 400 من مراكز الاقتراع البالغ عددها 2315 خلال الاستفتاء”، واتهم الحكومة الإسبانية في مدريد بأنها هي مَن تسبب بـ “الأحداث التي شهدها الاستفتاء”.
الحكومة المركزية في مدريد، وبناء على قرار (المحكمة العليا)؛ وصفت الاستفتاء بأنه “غير شرعي”، وقد تدخلت الشرطة لإيقافه ومنع الناخبين من الوصول إلى صناديق الاستفتاء، وذكرت (الأناضول) أن التصادم، بين المواطنين والشرطة، أدى إلى “إصابة 844 من الناخبين، حسب وزارة الصحة في الإقليم، و33 من عناصر الأمن، حسب وزارة الداخلية الإسبانية”.
يُعدّ إقليم كتالونيا ذا أهمية اقتصادية وجغرافية، إذ يساهم بنحو 19 بالمئة من الناتج الإسباني، ويتم تصدير نحو 25 بالمئة من إجمالي الصادرات عبر موانئه، وتفيد تقارير اقتصادية أن نصف إنتاج إسبانيا من الأجهزة الإلكترونية يتم في كتالونيا، كما أن وجود 7 أنهار في الإقليم يساعد في تغذية إسبانيا بالكهرباء، عدا عن إنتاجه الزراعي والحيواني، ولهذا؛ فإن انفصاله عن إسبانيا سيؤثر في اقتصادها تأثيرًا كبيرًا.
تبلغ مساحة الإقليم نحو 32 ألف كيلو متر مربع، ويقع شمال شرق إسبانيا، وتحده من الشمال فرنسا، وإمارة أندورا (يتحدث سكانها اللغة الكتالونية)، ومن الشرق البحر الأبيض المتوسط، ويبلغ عدد سكانه نحو 7 ملايين ونصف، وهو واحد من أصل 17 إقليمًا في إسبانيا، يتمتعون بحكم ذاتي، وقد حصل عليه عام 1979، وتم اعتماد اللغة الكتالونية إلى جانب الإسبانية، لغةً رسميةً ثانية، وهو يدير شؤونَ التعليم والثقافة والصحة، وله قوات أمن خاصة به.
مدينة برشلونة هي عاصمة كتالونيا، وهي التي اشتهرت بناديها الرياضي، ويؤيد لاعبوه الانفصالَ عن إسبانيا، ويقطن المدينة قرابة خُمس سكان الإقليم، وما زالت الأمور في كافة مدن كتالونيا حذرة حتى اليوم مع ترقب أوروبي، حيث إن نتائج الاستفتاء قد تفتح الطريق لأقاليم أوروبية أخرى كي تذهب بهذا الاتجاه، وما زال المسؤولون الأوروبيون يتجنبون التعليق حول هذا الاستفتاء.
رئيس المفوضية الأوروبية (جان كلود يونكر) قال، في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي: “إذا جاء التصويت لصالح استقلال كتالونيا؛ فإننا سنحترم هذا الرأي”، وأضاف: “لكن الإقليم لن يكون دولة عضوًا في الاتحاد الأوروبي”، كونه يحتاج إلى تقديم “طلب”. يشار إلى أن عملية “الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي” قد تكون طويلة وشاقة، وتتطلب الالتزام بـ “معايير الاتحاد” وأيضًا يلزمها موافقة “حكومات الدول الأعضاء”، وبهذا؛ يمكن لإسبانيا عرقلة أو منع انضمام كتالونيا.
المصدر
حافظ قرقوط