الأهالي في مناطق الإدارة الذاتية بمدينة حلب بين مرحبٍ بدخول النظام ورافضٍ له




زياد عدوان: المصدر

تُسيطر الإدارة الذاتية في مدينة حلب على عدة أحياء مهمة بالنسبة للنظام، فحي الشيخ مقصود الذي تسيطر عليه الإدارة الذاتية منذ عدة سنوات تكمن أهميته الاستراتيجية في ارتفاعه وإطلالته على معظم أحياء المدينة، بالإضافة لإشرافه على طريق الكاستيلو مدخل حلب الشمالي.

وبعد خروج كتائب الثوار من بعض الأحياء الشرقية التي سيطرت عليها الإدارة الذاتية، يعيش معظم المدنيون حالة من الترقب وخصوصاً في ظل الإشاعات التي يتم تداولها بين المدنيين عن نية النظام الدخول إلى تلك الأحياء، وما بين رافض للفكرة ومؤيد لها ينقسم سكان الأحياء التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية إلى قسمين.

بعض المدنيين القاطنين في مناطق سيطرة الإدارة الذاتية في مدينة حلب يفضلون دخول النظام إلى تلك الأحياء، وذلك بسبب تردي الأوضاع الخدمية التي يعاني منها معظم السكان، إلا أن الوضع الخدمي لا يقف عائقاً بوجه القسم الآخر من المدنيين والذين يرون أن دخول النظام والميليشيات إلى تلك الأحياء هو بمثابة إعدام لهم، حيث يُمضي النسبة الأكبر من السكان حياتهم اليومية والمحصورة ضمن أحياء الشيخ مقصود والهلك وعين التل وبستان الباشا والشيخ خضر والشيخ فارس وغيرها من الأحياء التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية، ويقومون بالتجول ضمن تلك الأحياء بكل أريحية دون التعرض لهم من قبل عناصر الإدارة الذاتية.

إلا أن بعض المدنيين الذين يستطيعون الذهاب إلى مناطق سيطرة النظام والعودة إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية يتمنون دخول النظام والميليشيات إلى تلك الأحياء من أجل تحسين الواقع الخدمي والذي ينعدم في الأحياء الشرقية التي يسيطر عليها النظام وميليشياته، وبالرغم من تواجد مئات العائلات التي نزحت من معظم أحياء المدينة إلى مناطق سيطرة الإدارة الذاتية، إلا أن هاجس الكثيرين منهم يبقى متقبلاً لفكرة دخول النظام والميليشيات إلى تلك الأحياء.

وخلال متابعة الموضوع، تحدثت (المصدر) مع عدة مدنيين، اعتبر العديد منهم أن دخول النظام والميليشيات إلى تلك الأحياء سيحسن الواقع الخدمي بالإضافة لإيصال الكهرباء والماء لتلك الأحياء.

وقال “أبو أحمد” أحد سكان حي الشيخ خضر إن دخول النظام وميليشياته إلى تلك الأحياء يُعتبر كارثة، وتابع في حديث لـ (المصدر): “مطالبة النظام بالدخول إلى تلك الأحياء هو بمثابة دعوى للنظام وميليشياته لارتكاب المجازر بحق المدنيين، غير أن بعض سكان الحي يقبلون ببقاء الإدارة الذاتية في شمال سوريا”.

ومازالت مدينة حلب تخضع لسيطرة طرفين، ويسعى كل من النظام والإدارة الذاتية إلى إبقاء نفوذه وهيمنته على المناطق التي يسيطر عليها، فيما ينقسم المدنيون في المناطق التي يسيطر عليها النظام لرافض لبقائه مع ضرورة إخراج الميليشيات الشيعية، فيما يرى موالو الإدارة الذاتية في مدينة حلب أن بقائها في تلك الأحياء هو بمثابة ضمانة لعدم تعرض المدنيين للمضايقات والإهانات من قبل عناصر النظام وميليشياته، الذين استباحوا كل شيء في الطرف الشمالي والغربي لمدينة حلب.

ولم تشهد الأحياء الشرقية التي تسيطر عليها الإدارة الذاتية حملات دهم واعتقالات من قبل عناصر المخابرات والأفرع الأمنية التابعة للنظام منذ أكثر من شهر، الأمر الذي يعتبره سكان تلك الأحياء أنه أتى نتيجة قيام عناصر الإدارة الذاتية بمنع دخول سيارات الأجهزة الأمنية التابعة للنظام.




المصدر