بالَأعلام والنُصُب التذكارية.. الروس يفرضون وجودهم “شعبيّاً”




باتت النصوب التذكارية الروسية تنافس تماثيل حافظ الأسد، وابنه بشّار في مناطق النظام، وهو ما يوحي بمحاولة روسيًة لتكوين انطباع لدى السوريين يوحي بقوة الحضور الروسي في البلاد، وهو ما يعني تالياً أن نظام بشار الأسد بات واجهةً للحكم تحت سلطة الروس لا أكثر.

وشهدت الفترة الماضي انتشار عدّة نصُب تذكارية في المناطق التي تسيطر عليها قوات النظام خصوصاً في فعاليات إجتماعية وفنية وحتّى خدمية، ليطغى العلم الروسي على علم النظام وتماثيله ورموزه التقليدية التي اعتاد نشرها في كل مكان.

“شهداء” مَن؟

يوم السبت الفائت، دشّن النظام السوري نصباً تذكارياً لمن سقطوا من قوات الجيش الروسي المشاركين فيما يسمّى “الحرب على الإرهاب” وفقاً لما نقلت وكالة الأنباء الرسمية سانا.

وجاء التدشين في منطقة يمكن وصفها بـ “الأمنية” بالنسبة للنظام ضمن مدينة حلب، إذ تقع في قلب “دوار السياسية” الملاصق تماماً لفرع الأمن السياسي بمنطقة “التلفون الهوائي” في حي ميسلون الحلبي.

وقال رئيس اللجنة الأمنية والعسكرية في محافظة حلب، اللواء زيد صالح: “النصب التذكاري يخلد شهداء الجيشين السوري والروسي الذين امتزجت دماؤهم على تراب سوريا انطلاقاً من الواجب المقدس في الدفاع عن الأرض، والحق في مواجهة الإرهاب أينما وجد”.

وحصلت وكالة سانا أيضاً على تصريحات روسية من ممثّل مركز التنسيق الروسي في حميميم، اللواء ” يغور إيميليانوف” إذ تحدّث عن “التعاون الروسي السوري في محاربة الإرهاب”، الذي سهّل، بحسب المسؤول “عودة نحو 500 بلدة ومدينة للحياة الآمنة، وأدى لإيصال آلاف أطنان المساعدات الإنسانية للمحتاجين”، حسب زعمه.

وأضاف أن “هذه الإنجازات على الأرض كانت بفضل تضحيات ودماء العسكريين الروس والسوريين، ونجتمع اليوم لتخليد ذكراهم في هذا النصب التقديري لهم في مدينة حلب”.

وبهذا يكون الروس قد انتقلوا إلى مرحلة متقدمة من نسب الانتصارات إلى راياتهم وأعلامهم وقتلى جيشهم بعد أن كان هذا الأمر محصوراً بتماثيل “الأسدين”.

مناسبات ودلالات

قبل فترة، أعلن النحات السوري “إياد بلال” أنه يستعد لإنهاء عمل نحتي جديد للطيار الروسي الذي قتل في سوريا بعد أن أسقطت الدفاعات الجوية التركية طائرته، في قضية أحدثت أزمة في العلاقات بين أنقرة وموسكو حينها.

أشعل الخبر مواقع وصفحات السوريين المؤيدين حينها، الذين انتقدوا تصرّف النحّات الموالي، بسبب عدم تقديمه أي منحوتة أو عمل فنّي يتحدّث عن قتلى النظام السوري.

بعد هذه الحادثة بأشهر، دخل النظام السوري إلى حي “الوعر الحمصي” عقب اتفاقية أفضت بتهجير المدنيين والمقاتلين منه بعد سنواتٍ من الحصار.

وخلال تغطية دخول قوات النظام كانت صحفية “الإخبارية السورية” تغطّي رفع “العلم السوري” على أعلى أبراج الحي، ولكن الموقف المُحرج كان رفع العلم الروسي على البرج وحيداً دون أي وجود لعلم النظام، ما وضع المذيعة في موقفٍ محرج.

كما وُضع العلم الروسي أيضاً على معظم المناطق التي سيطرت عليها قوات النظام بدعمٍ جوي روسي، حتّى أن النقاط العسكرية التابعة للنظام استبدلت صور بشار الأسد بالأعلام الروسية وصور فلاديمير بوتين.

تكوين حاضنة

على رُكام أحياء حلب المُدمّرة ينتشر العلم الروسي وصور بوتين، بشكلٍ أكثر كثافة من صور بشار الأسد وأعلامه. ويُرجع المراقبون سبب هذه المظاهر في هذه الأحياء تحديداً، إلى المحاولات الروسية لكسب الحاضنة الشعبية، على غرار القوات الإيرانية التي تتفوّق على الروسية بهذه النقطة، حيث تملك إيران حاضنة شعبية كبيرة.

وبحسب مصادر “صدى الشام” فإن القوات الروسية تقوم كل يوم بدخول أحياء مدينة حلب وتوزّع  مساعدات إنسانية وغذائية عليها الأعلام الروسية، كما تقوم بإجراء إصلاحات بسيطة في البُنى التحتية التي دمّرتها الطائرات الروسية، لتحاول بهذه الخطوة أن تكسب أكبر تأييد شعبي يُشرعن وجودها بمنأى عن نظام الأسد.




المصدر