مدن العالم السفلي (جوبر وعين ترما) كابوسٌ يُؤرّق عناصر النظام




بلال خربوطلي: المصدر

مر اليوم السادس بعد المئة على حملة النظام وميليشياته العسكرية على حي جوبر الدمشقي وبلدة عين ترما في الغوطة الشرقي. الحملة العسكرية يقودها كل من الحرس الجمهوري والفرقة الرابعة في قوات النظام، وقد بدأت منذ الشهر السادس بقصف صاروخي عنيف وتمهيد مدفعي لا يهدأ مصحوبة بالمدرعات وعربات الشيلكا والمصفحات وكاسحات الألغام الروسية.

لم تحقق قوات النظام أي تقدم مهم خلال هذه المعارك، بعد ما أبداه الثوار متمثلين بفيلق الرحمن من صلابة وقوة دفاع واستماتة عظيمة جداً وقدرة على التخطيط والتكتيك وبراعة في إدارة المعركة.

قوات النظام، ووفقاً لإحصائية تعترف بها الصفحات الموالية والإعلام الروسي، تكبدت مئات القتلى وخسرت عشرات الآليات منذ بدء المعركة حتى اليوم، وقد كان أكبر هذه الخسائر الكمين الأخير الذي أعدته وحدة الهندسة التابعة لفيلق الرحمن، والذي بدأ باستدراج عناصر قوات النظام لأحد الأبنية الواقعة بالقرب من أوتوستراد المتحلق بين عين ترما وجوبر، بعد صناعة اشتباك وهمي معهم لتتقدم قوات النظام إلى الأبنية معتقدة أنها حررتها ودحرت عناصر الثوار، ليتم بعد دقائق من تجمع القوات تفجير الأبنية بعد تفخيخها بكميات كبيرة جداً من المتفجرات، صنعت هزة أرضية أحس بها سكان دمشق القريبين من الأوتوستراد.

سياسة الكمائن والتفخيخ التي اتبعها فيلق الرحمن للدفاع عن جبهات شرق العاصمة أربكت قوات النظام وقذفت في نفوسهم الخوف والرعب بعد أن وصل عددها لما يقارب الـ 11 كميناً أوقعت أعداداً كبيرة من قوات النظام بين قتيل وجريح، وأدت لمشاكل بينية بين عناصرهم وضباطهم بتنا نشاهدها بشكل علني على وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام، فيتراشقون تهم التخوين والتعامل مع الثوار بالإضافة لمناشدات من عناصرهم للقوات الروسية بأن تتدخل معهم في هذه المعركة التي وصفوها بالصعبة وأحيانا المستحيلة.

من جهته، أعلن فيلق الرحمن عن إحصائية لخسائر قوات النظام بعد 100 يوم من المعارك، وتُشير هذه الإحصائية إلى مقتل أكثر من 450 عنصراً لقوات النظام بينهم ما يقارب 30 ضابطا، وتدمير وعطب أكثر من مئة آلية بين دبابة ومدرعة وعربة شيلكا، بالإضافة لخسائر مادية أخرى.

جبهات شرق العاصمة وفقاً لأهمية موقعها الاستراتيجي والمعنوي وباعتبارها آخر معاقل الثورة والمعارضة على أبواب العاصمة دمشق، يحاول نظام بشار الأسد الزج بمعظم إمكانياته البشرية والمادية بغض النظر عن خسائره التي لم تعد تُحصى هناك، بغية تحقيق نصر على أعتاب العاصمة في أحيائها الشرقية التي أضحت كابوسه المؤرق وشبح عناصره المميت، خاصة مع وجود سلسلة كبيرة ومعقدة وطويلة من الأنفاق والخنادق كان قد صنعها الثوار هناك للاعتماد عليها في تحصين نقاطهم وصد الهجومات العسكرية عليهم وإلحاق الهزائم بقوات النظام.




المصدر