أزمة كردستان تعزز تقارب أنقرة وطهران




ساهم «الهم الكردي» في تعزيز التقارب بين تركيا وايران، وشدد الرئيس الإيراني حسن روحاني بعد لقائه نظيره التركي رجب طيب أردوغان في طهران أمس، على أن البلدين «لن يقبلا تقسيم المنطقة وتجزئتها»، فيما أعلن أردوغان أن طهران وبغداد وأنقرة ستتخذ «خطوات أكثر صرامة» رداً على استفتاء الاستقلال الذي نظمته كردستان العراق.

أتى ذلك خلال زيارة دامت يوماً للرئيس التركي إلى طهران، التقى خلالها روحاني والمرشد علي خامنئي. وقال الرئيس الإيراني إن محادثاته مع أردوغان تطرقت إلى «ملفات حساسة في المنطقة، خصوصاً القضية السورية وإقليم كردستان العراق»، إضافة إلى «مزيد من التعاون بين إيران وتركيا وروسيا من أجل الاستقرار والأمن في سورية، وتعاون ثلاثي بين إيران وتركيا والعراق في شأن قضية إقليم كردستان».

وأضاف أن طهران وأنقرة «ترفضان تأجيج خلافات عرقية ومذهبية خطّط لها في منطقتنا متآمرون وأجانب، و(تعتبران أن) العراق بلد واحد وسورية بلد واحد»، وزاد: «نريد الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط. استفتاء استقلال كردستان العراق مؤامرة انفصالية تقف وراءها دول أجنبية وتعارضها أنقرة وطهران. لن نقبل تغيير الحدود وتقسيم المنطقة وتجزئتها تحت أي ظرف». وتابع: «أهالي كردستان العراق إخوان أعزاء وجيران جيّدون، ولا نرغب بالضغط عليهم، لكن على قادة في الإقليم التراجع عن قرارات خاطئة اتخذوها. لذلك، فإن تركيا وإيران والعراق مضطرة إلى تحقيق أهدافها الاستراتيجية، من خلال إجراءات جديدة وضرورية». ولفت روحاني إلى أن «مكافحة الإرهاب من الأهداف المهمة لدى البلدين»، متحدثاً عن اتخاذهما «قرارات مهمة في شأن تنمية علاقاتهما الاقتصادية»، بما في ذلك «تنمية علاقاتهما المصرفية وتبادلهما التجاري بالعملة الوطنية للبلدين». وأعلن أن «تركيا ستستورد مزيداً من الغاز من إيران».

أما أردوغان فقال إن أنقرة وطهران «لا تعترفان باستفتاء كردستان العراق»، مضيفاً: «لا أعلم ماذا يفعل مسؤولو الإقليم». وتابع: «إن أحداً لا يدعم استقلال إقليم كردستان العراق سوى إسرائيل، ولا شرعية لاستفتاء نُظم بالتنسيق مع الموساد»، في إشارة إلى أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. ونبّه إلى أن الاستفتاء «سيؤدي إلى عزلة الإقليم»، لافتاً إلى أن «طهران وبغداد وأنقرة قررت اتخاذ خطوات أكثر صرامة» في هذا الصدد. وأعرب عن أمله بزيادة عدد مناطق «خفض التوتر» في سورية، مبدياً ثقته بأن «تصبّ الجهود للكفاح المشترك ضد الجماعات الإرهابية، بينها داعش وجبهة النصرة، في مصلحة الشعب المظلوم هناك».

وكرّر أن تركيا وإيران تسعيان إلى رفع حجم التبادل التجاري بينهما من 10 إلى 30 بليون دولار، مشيراً إلى أن هذا التبادل «سيكون بالعملتين التركية والإيرانية، للحدّ من ضغوط العملات الأجنبية».

وأفادت وكالة «مهر» الإيرانية بأن أردوغان أنهى مؤتمره الصحافي مع روحاني ممازحاً بالفارسية «خدا حافظ»، وتعني «وداعاً وفي رعاية الله وحفظه». وأضافت أن البلدين وقّعا أمس 4 مذكرات تفاهم للتعاون الثنائي.

إلى ذلك، حذر الجنرال يحيى رحيم صفوي، مستشار الشؤون العسكرية لخامنئي، من أن «تغييراً في الحدود الجغرافية في المنطقة يعني اندلاع حرب طويلة الأمد بين 4 دول وإقليم كردستان».

وأضاف أن «داعش كان يبعد من إقليم كردستان 30 كيلومتراً، ولولا تدخل إيران لسقط في يد التنظيم»، متحدثاً عن «علاقات متنامية للبارزانيين مع الكيان الصهيوني». ورأى أن «محور إيران والعراق وسورية ولبنان يمكنه أن يكون اقتصادياً أيضاً».




المصدر