باسيل يسعى لمكاسب سياسية في لبنان على حساب اللاجئين السوريين.. ماذا تُخفي جهوده لإعادتهم إلى بلدهم؟
6 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
يواصل وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مساعيه لإعادة اللاجئين السوريين الموجودين في لبنان، بالموازاة مع محاولته استرضاء نظام بشار الأسد حليف ميليشيا “حزب الله” الذي يدخل في شراكة سياسية مع حزب “التيار الوطني الحر” الذي يرأسه باسيل.
ونقلت صحيفة “الحياة” اللندنية، اليوم الجمعة عن مصدر وزاري لبناني – لم تسمه – أن باسيل يقود حملة سياسية لإعادة اللاجئين السوريين إلى بلادهم لسببين: الأول يتعلق بتقديم أوراق اعتماده إلى نظام الأسد اعتقاداً منه أن الأخير “انتصر” على معارضيه وبات يمتلك زمام المبادرة التي تتيح له أن يستعيد دوره المؤثر على الساحة اللبنانية.
والثاني لأهداف انتخابية يتعامل معها على أنها جزء من حملته السياسية والإعلامية لتأمين حصوله في الانتخابات النيابية المقررة في مايو/ أيار المقبل على أكبر كتلة نيابية يعتمد عليها لتقديم نفسه المرشح الأبرز لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.
وكان باسيل قد التقى مؤخراً وزير خارجية نظام الأسد وليد المعلم في الأمم المتحدة، ووفقاً للمصدر الوزاري اللبناني “أراد باسيل من الاجتماع التعويض عن رفض مجلس الوزراء السماح لوزير الاقتصاد رائد خوري بالتوجه إلى دمشق أسوة بغيره من وزراء حركة أمل، وحزب الله، مع أ نهم زاروا العاصمة السورية بصفتهم الشخصية وليس الرسمية”.
ولفت المصدر أيضاً إلى أن باسيل اختار اللقاء مع المعلم في نيويورك ليتجنب الذهاب إلى دمشق للاجتماع معه أو دعوته لزيارة بيروت لهذا الغرض، وأكد المصدر أن “باسيل يدرك جيداً أن لا جاهزية لدى نظام الأسد لإعادة اللاجئين، وإلا لكان وافق على إعادة بعضهم ممن لجأوا هرباً من الحرب إلى العراق ومصر والأردن، خصوصاً أن هذه الدول على تواصل مع النظام، وإن كان بعضها يرتبط به بعلاقات جيدة”.
وأضاف المصدر ذاته في هذا السياق: “النظام لن يراعي بعض أصدقائه ممن يتولون السلطة في عدد من الدول العربية فكيف ستطلب منه مراعاة لبنان في الوقت الذي لا يريد تأمين إعادة النازحين، لأن استمرار بقاء هؤلاء في دول الجوار يؤمن التوازن الديموغرافي في داخل سورية”، كما قال الأسد في أكثر من مناسبة، إضافة إلى أن سفيره في لبنان علي عبدالكريم علي كان أول من قال إن الأولوية بالنسبة إلى النظام هي “أن يعيد النازحين من الداخل إلى الداخل”.
وأشارت صحيفة “الحياة” إلى أن باسيل يعلم أنه لا نية للنظام في إعادة اللاجئين، لكنه يدرك أن “إصراره على طرح خطته لإعادة اللاجئين (…) يأتي في سياق لجوئه إلى المزايدة الشعبوية في الشارع المسيحي الذي بدأ يتحسس من وجودهم في لبنان لعلها تكسبه أصواتاً في الانتخابات النيابية المقبلة”.
ضد اللاجئين
ويُعد باسيل من بين أكثر الشخصيات في لبنان عداءً للاجئين السوريين، ولم تختلف مواقفه باسيل من اللاجئين السوريين قبل شغله منصب وزير الخارجية وبعده، ودأب في مناسبات رسمية محلية وإقليمية على إظهار مساوئ اللاجئين السوريين والتخويف منهم.
وقال باسيل خلال مشاركته في برنامج “كلام الناس” الذي بثته محطة “إل بي سي” في 6 يوليو/ تموز الماضي، أنه ينبغي القيام بما يلزم لتحقيق عودة النازحين السوريين الموجودين في لبنان إلى بلدهم.
وفي العام 2014 قاد باسيل جهوداً مع ميليشيا “حزب الله” لعدم إقامة مخيمات للسوريين على الأراضي اللبنانية، وقال حينها إنه “يخشى من أن تكون تلك المخيمات مقدمة للتوطين”.
ووصف في يوليو/ تموز 2014 النزوح السوري بأنه “كارثة كبيرة”، وفي محاولة منه لحشد الرأي العام اللبناني ضد السوريين، وزعم أن “لبنان يدفع 35 مليون دولار شهرياً لاستجرار الكهرباء من سوريا، في حين أن اللاجئين يحصلون عليها مجاناً”.
وفيما يشتكي مسؤولون لبنانيون من ضغط اللاجئين السوريين، يتغاضون في ذات الوقت عن الآثار الإيجابية لوجودهم في لبنان، حيث يساهم اللاجئون بدعم الاقتصاد اللبناني بمعدل 1.4 مليون دولار أمريكي يومياً، وفقاً لما ذكره ناصر ياسين، مدير الأبحاث في معهد “عصام فارس” التابع للجامعة الأمريكية في مايو/ أيار الفائت.
وأشار ياسين إلى أن مجمل ما يدفعه السوريون خلال عام كامل هو 378 مليون دولار على السكن، ناهيك عن الأموال التي يدفعونها مقابل الحصول على الطعام والمواصلات والرعاية الطبية، فضلاً عن أن بعضهم افتتح مشاريع تجارية ووفر فرص عمل لشبان لبنانيين.
وأشار أيضاً إلى أن اللاجئين السوريين ساهموا في توفير ما يزيد عن 12 ألف وظيفة بين اللبنانيين عام 2016، لافتاً أن هذه الوظائف التي يشغلها لبنانيون تتركز في الدوام المسائي لمدارس خصصتها الأمم المتحدة لأبناء اللاجئين السوريين.
اقرأ أيضاً: مسؤول روسي يُقر بإعدام “تنظيم الدولة” اثنين من الروس في سوريا.. ادعى أنهما خُطفا وهذه حقيقتهما
[sociallocker] [/sociallocker]