واشنطن تدعو لمواصلة عمل “آلية التحقيق” في سورية



أعلنت الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، يوم أمس الخميس، موقفهما المؤيد لاستمرار التحقيقات حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وذلك بعد أن أثبتت تحقيقات منظمة حظر الأسلحة الكيميائية استخدامَ غاز السارين، في قصف بلدة اللطامنة في ريف حماة الشمالي، قبل 5 أيام من جريمة الهجوم على مدينة خان شيخون، بحسب (أ ف ب).

وكان مدير المنظمة أحمد أوزومجو قد كشف يوم الأربعاء للوكالة الفرنسية أن “تحليل العينات التي جمعتها المنظمة ترتبط بحادثةٍ، وقعت في القسم الشمالي من سورية في 30 آذار/ مارس من العام الجاري”، وهي بلدة اللطامنة، وأوضح أن لجنة التحقيق التابعة للمنظمة “عثرت على عينات تربة وملابس وقطع معدنية، تم إرسالها إلى مختبراتنا”.

أضاف أوزومجو أن المنظمة حصلت على نتائج التحقيق والتحليل “قبل أيام”، وهي “تثبت وجود السارين”، كما أفادت التقارير عن إصابة “50 شخصًا فيما لم تسجل أي وفيات”، ووصف مدير المنظمة استخدام السارين أو التعرض له حتى قبل حادثة 4 نيسان/ أبريل، بأنه “مقلق”، وحول زيارة فريق التحقيق لبلدة اللطامنة، اعتبر أنه “صعب”؛ حيث لا يزال القتال دائرًا بين “القوات التابعة للنظام السوري وفصائل المعارضة المسلحة”.

المندوبة الأميركية في الأمم المتحدة نيكي هالي علقت على ذلك قائلة: إن تجديد عمل (آلية التحقيق المشتركة) في استخدم السلاح الكيميائي بسورية “يجب أن تكون أولوية رئيسية، لدى مجلس الأمن الدولي”، وتابعت: “من الواضح أن النظام السوري لا يكذب بشأن نطاق برنامجه للأسلحة الكيميائية فحسب، بل إنه مستمر في رفض التعاون مع هيئات الرقابة مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية”.

من جهته، قال السفير الفرنسي لدى الأمم المتحدة فرنسوا ديلاتر: إنّ ما أعلنته منظمة (حظر الأسلحة الكيميائية) حول استخدام غاز السارين في قرية بشمال سورية، قبل خمسة أيام من الهجوم الكيميائي على مدينة خان شيخون، “يؤكد مرة إضافية على الضرورة المطلقة إلى أن تواصل المنظمة وآلية التحقيق المشتركة التابعة للأمم المتحدة عملهما في سورية”، وأوضح أن هذا “عامل جديد ومقلق جدًا”.

كلام السفير الفرنسي جاء قبيل انعقاد جلسة لمجلس الأمن الدولي، حول استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، حيث تتولى فرنسا الرئاسة الدورية للمجلس للشهر الحالي تشرين الأول/ أكتوبر.

وأشار ديلاتر إلى أنه ينتظر “التفاصيل”، وأن خبراء المنظمة “بحاجة إلى أن يحققوا وأن يكشفوا كل ملابسات استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية، وتحديد المسؤولين” عن ذلك، وأكد أن هذا الأمر يعني ضرورة وجود “تعاون تامّ من النظام السوري”.

يذكر أن الهجوم على مدينة خان شيخون، بالسلاح الكيميائي في 4 نيسان/ أبريل الماضي، أدى إلى مقتل نحو 90 مدنيًا وإصابة المئات، بسبب استنشاق الغاز السام الذي أثبتت التحقيقات الدولية أنه “غاز السارين”. وقد ردّت الولايات المتحدة الأميركية، بعد يومين من الهجوم، بقصف مطار الشعيرات العسكري في ريف حمص، من حيث انطلقت الطائرات، بصواريخ (توماهوك).

وكان الأمين العام السابق للأمم المتحدة بان كي مون قد أعلن في أيلول/ سبتمبر 2015 تأليفَ هيئة من ثلاثة أفراد، تتولى عملية التحقيق في استخدام أسلحة كيميائية في سورية، بناءً على قرار مجلس الأمن الدولي 2235 الذي جرى تبنيه في آب/ أغسطس من العام نفسه.

تشير التقارير الحقوقية السورية وتلك الصادرة عن لجنة التحقيق الدولية، إلى أن نظام الأسد استخدم الغازات السامة أكثر من مرة، بعد هجوم خان شيخون، ومنها هجمات تم توثيقها على حي جوبر الدمشقي، وفي الغوطة الشرقية بريف دمشق التي تعرضت بدورها لهجوم بالسلاح الكيميائي في آب/ أغسطس 2013، تسبب بمقتل وإصابة المئات، جلهم من الأطفال والنساء، الأمر الذي أدى إلى تشكيل لجنة دولية تشرف على سحب وإتلاف السلاح الكيميائي الموجود بحوزة نظام الأسد. ح – ق.




المصدر
جيرون