انطلاق ورشة العمل بين (حرمون) و(إيرام) حول العلاقات الروسية الإيرانية في سورية



انطلقت، اليوم السبت، في العاصمة التركية أنقرة، فاعليات ورشة العمل المشتركة، بين مركز (حرمون) للدراسات المعاصرة ومركز الدراسات الإيرانية في أنقرة (إيرام)، تحت عنوان (محددات العلاقات الإيرانية-الروسية وتجلياتها في سورية).

جاء في الكلمة الافتتاحية لمركز (حرمون) التي ألقتها نور آل عمو أن “أهمية هذه الورشة تأتي استكمالًا لمشروع المركز في التكامل والتعاون، مع عدة جهات بحثية ومشاريع مختلفة”، وأن المركز (حرمون) “يهتم في هذه الندوة بالتعمق في أفكار الباحثين في مركز الدراسات الإيرانية، إذ يعتقد أن أبحاثهم ودراساتهم المتخصصة في الجانب الإيراني، إضافة إلى الرؤى التي يطرحها مركز (حرمون)، ستساهم في تفسير العلاقات المتشابكة في منطقة الشرق الأوسط، وبخاصة سورية، بما يتيح لنا رصد السياسات التي تتبعها الدول الإقليمية، تجاه المنطقة، وتفسير المواقف المتغيرة وتقدير الأوضاع المستقبلية”.

بدوره، قال رئيس مركز الدراسات الإيرانية في أنقرة أحمد أويسال: إن “إيران حاضرة في كافة الملفات الإقليمية والدولية، ولا سيّما في سورية والعراق”، وأضاف: بعد سقوط الاتحاد السوفيتي؛ لم يقم نظام مستقر في العالم، وإنْ كان الرئيس الأميركي بوش الأول قد حاول بعض الشيء تحقيق ذلك”. وأضاف مبينًا: “بعد المشاريع التقسيمية التي باتت جلية، في أجندة الولايات المتحدة، باتت المنطقة في مرحلة أصعب. نحن في منطقة غير هادئة من حيث الحركية والفوضوية”، مشيرًا إلى أنهم (في المركز) سيركزون في المرحلة القادمة، على موضوع إقليم كردستان.

رأى أويسال أن ما يلفت الانتباه هو أن النظام السوري كاد أن يسقط ثلاث مرات، في المرة الأولى تدخّل “حزب الله” لمنع سقوطه، وفي المرة الثانية تدخلت إيران لمنع سقوطه، لكن في المرة الثالثة، عندما فشلت إيران، تدخلت روسيا مباشرة لمنع سقوط النظام. وتابع: “حتى لو اجتاحت روسيا سوريةَ عسكريًا، فإن ذلك لن يكون حلّا. الحل الدائم لا بد أن يكون مقبولًا من الشعب”، وقال مشددًا: “هنا يأتي دور تركيا في التأسيس للمرحلة القادمة”، واختتم أويسال كلامه بالقول: إن “روسيا وإيران يستفيدان من بعضهما في سورية، لكن الأهداف متباينة”.

من جهته، قال الباحث في مركز (حرمون) للدراسات عبد الله تركماني: إن “روسيا سعت إلى تثبيت حلفاء في مواقع مختلفة كمناطق عازلة، ضد النفوذ الأميركي في العالم، ووفق هذا التصور، تحتل إيران مكانتها لدى موسكو، باعتبارها شريكًا لروسيا، في منطقة الشرق الأوسط والخليج وآسيا الوسطى، بحيث يحقق المحور الجنوبي لروسيا الخروجَ إلى المياه الدافئة عبر الخليج”.

وأضاف أن “روسيا تتعاون مع إيران، بوصفها محفزًا متقدمًا في وجه النفوذ الأميركي المتغلغل على مقربة من روسيا، سواء في أفغانستان أو الخليج العربي أو تركيا”، وأكد أن “أهمّ المحددات لسياسة موسكو تجاه إيران تتمثل في الأولوية التي تحظى بها العلاقات الروسية الأميركية، وعزم موسكو على رأب العلاقات مع الولايات المتحدة، وبصورة أساسية من خلال المقايضات والمساومات”.

اعتبر تركماني أن روسيا تحاول تمتين العلاقات الاقتصادية، مع دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب آسيا، من خلال محور شمال-جنوب، وهنا تلعب إيران دور الترانزيت ذي الأهمية المحورية بالنسبة إلى روسيا”. وأكد أن “روسيا -وهي التي التزمت تسوية سلمية للمسألة السورية- لا تريد أن تتحول سورية إلى مستعمرة إيرانية متشيعة”، وقال: “روسيا حاولت التعامل مع القضية السورية، من منطلق كونها قوة كبرى تسعى لأن تصبح قوة عظمى”.

تبحث الورشة المشتركة التي تنتهي اليوم السبت أيضًا، عدة قضايا توضح محددات العلاقة الروسية الإيرانية، منها :”حدود التعاون ما بين الاستراتيجي والتكتيكي، نظرة عامة إلى الاستراتيجية الروسية بعيدة المدى في المنطقة، معوقات العلاقات الروسية الإيرانية في سورية”.

يشارك في ورشة العمل: أحمد أويسال، عبد الله تركماني، عبد الوهاب بدرخان، فاطمة الصمادي، أفشار سليماني، محمود حمزة، إسماعيل ساري، حسين علي زادة، عبد السلام سليمي، صالح يلماز، حامد هاشمي، صابر عسكر أوغلو، علي باكير.




المصدر
صبحي فرنجية