بعد أن قتلوا من (أحرر الشام)… عناصر (تحرير الشام) تسأل عن حكم الشرع فيهم




سامي الرج: المصدر

تساءل جنود من هيئة (تحرير الشام) في ريف حلب الشمالي، عن الحكم الشرعي فيهم، عقب ارتكابهم جرائم قتل بحق عناصر من حركة (أحرار الشام)، وذلك بناءً على الفتاوى التي صدرت عن الشرعي المسؤول عن الجناح العسكري في الهيئة المدعو “أبو اليقظان المصري”، الذي هدر دماء عناصر الأحرار، متذرعاً بحجة تنسيق القيادة العامة في الحركة، مع الحكومة التركية، والعمل على تسهيل دخول قواتها مع فصائل (درع الفرات) إلى محافظة إدلب.

وقال “قائد عسكري” في هيئة تحرير الشام، رفض الكشف عن اسمه: “بعد أن قررت العودة مع مئات العناصر عن قرار العمل تحت راية تحرير الشام، زارني أكثر من خمسة جنود من عناصر الهيئة في ريف حلب، وطلبوا مني أن أرتب لهم لقاء مع أحد الشرعيين الرافضين للاقتتال الداخلي، وذلك للاستفسار منه عن الحكم الشرعي حوّلَ قضية القتال مع أحرار الشام، بعد قيامهم بقتل عدد من عناصر الحركة، خلال المعارك في معبر باب الهوى والقرى المحيطة به، بالإضافة إلى عدة مناطق في ريف إدلب”.

ونوّه القائد العسكري في تصريح لـ “المصدر”، إلى أن “أحد المقاتلين الخمسة اعترف أمامي بقتل اثنين من حركة أحرار الشام، أثناء هجومهم على الحاجز الأمني ومبنى المحكمة في مدينة الدانا، بينما تحدث أحدهم عن حادثة قتل جندي بالقرب من الحاجز الأول على الطريق الواصل بين مدينة سرمدا ومعبر باب الهوى، فيما أكد آخر أنه فتح نيران رشاشاته الثقيلة على موقع عسكري في أحد التلال المطلة على معبر باب الهوى، بعد أن تحصن بداخله مجموعة من مقاتلي الحركة، دون تمكنه من معرفة عدد القتلى الذين سقطوا خلال استهدافهم”.

وأضاف “القائد” الذي برر انشقاقه عن (تحرير الشام)، بعدة أسباب أهمهما، “قيام الأخيرة بالقضاء على عدة فصائل، وتجاوز المجلس الشرعي في الهيئة خلال اتخاذ القرار بضرب حركة أحرار الشام”، وأن “أحد المقاتلين تساءل عن الحكم الشرعي فيمن قُتل من رفاقهم خلال المعارك مع أحرار الشام، كونه كان شاهداً على مقتل عدد من زملائه داخل سيارة عسكرية بالقرب من مدينة الدانا في قرية دير حسان شمال إدلب، بعد تعرضهم لإطلاق نار كثيف من قبل مقاتلي الحركة”، فيما أكد مقتل أكثر من عشرة عناصر في عدة مناطق أخرى، أبرزها مدينة سراقب وجبل الزاوية في إدلب.

وأوضح “القائد العسكري” لـ “المصدر”، أنه رفض الدخول في هذا الأمر بأي شكل من الأشكال، بسبب ما سمعه من المقاتلين الخمسة، وما شاهده من جرائم بحق الثورة السورية وأبنائها، خلال المعارك الداخلية التي لم تخدم سوى النظام والميليشيات الإيرانية واللبنانية والعراقية، بحسب وصفه.

وفِي السياق، أفتى “أبو اليقظان المصري” المسؤول الشرعي عن الجناح العسكري في تحرير الشام، خلال كلمة تحريضية ألقاها على مقاتلي الهيئة، بعد سيطرتهم على مدينة الدانا في ريف إدلب الشمالي، عندما قال: “إذا كان الحاجز لا أستطيع أن أخذه إلا بالقتل، اضرب في الرأس وأنا مسؤول يوم القيامة”.

وسيطرت هيئة (تحرير الشام) في الفترة الماضية، على معظم معاقل حركة (أحرار الشام) في إدلب وريفها، أبرزها معبر (باب الهوى) والشريط الحدودي مع تركيا، عقب توجيه اتهامات للحركة، بالتنسيق مع تركيا والرضوخ إلى مطالبهم ورفضهم مواجهة الجيش التركي، في حال قرر الأخير الدخول إلى محافظة إدلب، لتطبيق بنود اتفاقية (تخفيض التصعيد)، التي أُبرمت في وقتٍ سابقٍ بين تركيا وروسيا.




المصدر