النازحون في ريف حلب الشمالي يواجهون الشتاء عُزّلا



ناشد نزار نجار، مدير مخيم باب السلامة القديم، جميعَ المنظمات الإنسانية والإغاثية التدخلَ العاجل، لتقديم المساعدة للنازحين في ريف حلب الشمالي، لمواجهة فصل الشتاء، وأوضح نجار في حديث لـ (جيرون) أن “المنظمات الإغاثية لم تنظّم -حتى الآن- أي مبادرة لمساعدة مئات آلاف النازحين والمُهجّرين قسرًا في تحمّل أعباء فصل الشتاء الذي بات على الأبواب، في حين أنها كانت، في السنوات السابقة، تقدّم البطانيات والعوازل والمدافئ”.

يرى نجار أنّ تلكؤ المنظمات “يندرج تحت الضغط السياسي الذي تسعى المنظمات من خلاله إلى  تنفيذ أجندة دولية، تُجبر النازحين على العودة إلى مناطق النظام أو مناطق ميليشيات (قسد)”.

استقبل ريف حلب الشمالي أعدادًا كبيرة من النازحين والمُهجّرين، ولا سيما بعد إتمام عملية (درع الفرات) التي خاضتها فصائل الجيش الحر بدعم تركي، العام الماضي، وشهدت المنطقة بعد انتهاء المعارك استقرارًا، جعلها مقصدًا لآلاف العوائل المُهجّرة قسرًا من مناطق حمص وريف دمشق، كما تشهد مدن وبلدات الريف الشمالي، في الوقت الحالي، وصولَ عشرات العوائل القادمة من الرقة ودير الزور يوميًا، هربًا من المعارك بين تنظيم (داعش) وميليشيات (قسد).

أكد الإعلامي عبد القادر محمد لـ (جيرون) أن “أوضاعَ النازحين والمهجرين سيئة جدًا، حيث إنّ المخيمات المنظمة لا يمكنها استيعاب نازحين جُدد؛ الأمر الذي رفع الأسعار، حيث وصل سعر الخيمة الواحدة إلى نحو 300 دولار، وهو مبلغ كبير يستحيل على النازحين تأمينه”.

عانى النازحون، داخل المخيمات وخارجها، الشتاء الماضي، أوضاعًا مأسوية لشدة البرد وعدم توفر خيم وعوازل جديدة؛ ما دفع الكثير منهم إلى بناء غرفٍ طينية. في هذا الموضوع، أوضح سعد الأحمد، أحد النازحين في ريف حلب الشمالي لـ (جيرون)، أسبابَ اللجوء إلى الغرف الطينية قائلًا: “كنتُ أسكن في خيمة، ولكنها تلفت بفعل العوامل الجوية، ولم يكن هناك بدائل؛ إذ إن المنظمات المعنية بتوفير خيمٍ جديدة لم تقف عند حاجات الأهالي ومطالبهم الضرورية”، لافتًا إلى أن “استئجار بيتٍ -بالنسبة إلى معظم النازحين- للهرب من خيار الغرفة الطينية، ضربٌ من المستحيل، إذ تزيد أجرة البيت عن 100 دولار شهريًا، ما يساوي تكلفة بناء غرفة الطين”.

في السياق ذاته، أوضحَ الأحمد طريقة بناء غرف الطين بقوله: “نقوم بخلط الطين مع مادة التبن، ونصنع (اللبن)، ثم نقوم ببناء الغرفة، وهي طريقة قديمة معروفة، منذ زمن أجدادنا. من المؤكد هذه الغرفة أفضل من الخيمة المهترئة”، فيما رأى محمد أن لجوءَ الناس إلى بناء هذه الغرف أتى “بعد خذلان معظم المنظمات لهم، وعدم تقديم أي مساعدة للنازحين الجدد”.

يذكر أن مناطق ريف حلب الشمالي تحتضن 11 مخيمًا منظمًا في منطقة إعزاز، ومخيمين في جرابلس، وتضم هذه المخيمات ما يقارب نصف مليون نازح من مختلف المناطق السورية، بحسب تقديرات ناشطين من أبناء المنطقة، بينما تتوزع مئات الأسر الواصلة حديثًا، في تجمعات عشوائية في محيط قرى وبلدات ريف حلب الشمالي.




المصدر
سامر الأحمد