قياديون من "تنظيم الدولة" يتوجهون إلى غرب درعا قادمين من الرقة والموصل.. ما مهمتهم وخطتهم المقبلة؟



السورية نت - مراد الشامي

تتضاءل خيارات تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا، مع تراجعه في شرق وشمال شرق سوريا، حيث يواجه هجومين ضخمين، في كل من الرقة التي يقاتل فيها ميليشيات قوات "سوريا الديمقراطية" بدعم أمريكي من جهة، وفي دير الزور حيث يواجه قوات نظام بشار الأسد بدعم روسي من جهة ثانية.

وكانت أبرز الخيارات أمام مقاتلي "تنظيم الدولة" التحرك نحو الصحراء السورية، إلا أن ذلك لم يحمي التنظيم من مزيد من الاستنزاف في قواته العسكرية، لا سيما عدم قدرة مقاتليه على التصدي لسلاح الجو الروسي أو ذلك التابع للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة.

هذا الحصار العسكري للتنظيم جعله يفكر جدياً بالانتقال من تجاذبات حرب الصحراء إلى مواقع أكثر تأثيراً على السياسة الإقليمية، وذلك بهدف إثبات قدرته على البقاء و التمدد، وهي الشعارات التي ارتكز عليها التنظيم في حربه التوسعية ضد العالم.

ففي جنوب سوريا وتحديدا في ريف درعا الغربي (منطقة حوض وادي اليرموك) حيث يسيطر (جيش خالد بن الوليد) المبايع لـ"تنظيم الدولة"، وصل مؤخراً عشرات القادة العسكريين للتنظيم قادمين من الموصل والرقة، وبدأوا فور وصولهم باتخاذ إجراءات كثيرة توحي بعودة قوية للتنظيم المتطرف في درعا.

مصادر عسكرية من المعارضة السورية جنوب سوريا، ذكرت لـ"السورية نت" أن أبرز الواصلين إلى منطقة حوض اليرموك، القيادي في التنظيم "أبو همام الجزراوي"، والذي قدم من مدينة الموصل العراقية عبر البادية السورية التي تسيطر عليها قوات النظام وصولا إلى مناطق سيطرة الجيش الحر، حيث تم إدخاله سراً إلى منطقة الحوض وادي اليرموك مقابل مبالغ مالية.

وذكرت المصادر التي طلبت عدم  الكشف عن هويتها، أن الجزراوي كان مسؤولاً عن تدريب مجموعات "الانغماسيين" في الموصل، مضيفةً أنه مع وصوله إلى منطقة الحوض غرب درعا، افتتح معسكراً لتدريب المقاتلين ضم أكثر من 330 مقاتلاً ينتمون إلى "جيش خالد بن الوليد".

واستعان الجزراوي ببعض القادة العسكريين الذين قدموا في فترة سابقة من الرقة بهدف تدريب هؤلاء المقاتلين وتجهيز مجموعات ذات قدرة عالية على القتال.

وتشير الوقائع الميدانية إلى أن التنظيم يتجهز لانطلاقة جديدة هذه المرة من جنوب سوريا، ذلك أن مقاتلي التنظيم الذين وصلوا إلى درعا جاؤوا بخطة متكاملة لإنقاذ
ما تبقى من "جيش خالد بن الوليد"، خاصة بعد الخسائر الكبيرة التي مُنيَ بها جراء ضربات جوية و أخرى صاروخية مجهولة المصدر استهدفت عدة اجتماعات لقادة الصف الأول والذين قتل معظمهم في تلك الهجمات.

وتشير المصادر التي تحدثت لـ"السورية نت" أن عدداً من الذين قدموا من محافظة الرقة السورية شمال شرق سوريا قاموا بتجهيز ما سمي (المكتب 7)، وهو عبارة عن خلية إعلامية تضم عدداً من إعلاميي التنظيم، ويهدف إنشاء هذا المكتب إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن طريق إغرائهم بالمال وحثهم على الالتحاق بصفوف "تنظيم الدولة".

وبدأ العمل في هذا المكتب أواخر شهر آب / أغسطس الماضي من خلال حسابات و غرف على شبكات التواصل الاجتماعي، وتم إقناع شباب ومراهقين واستدرجهم للدخول إلى منطقة حوض وادي اليرموك، ليقوم بعدها القائمون على ذلك المكتب بتصوير المتطوعين لابتزازهم في حال فكروا بالخروج من مناطق سيطرة التنظيم.

ويبدو أن تغييرات جذرية بدأت تطرأ على حال "تنظيم الدولة" غرب درعا، وهو ما ينذر بعمل عسكري وشيك للتنظيم ربما يؤدي في حال حدوثه إلى كسب مناطق جديدة في ريفي درعا، والقنيطرة، على حساب فصائل الجيش الحر، والتي شعرت بالخطر القادم من الغرب فبدأت بالتجهيز لعمل عسكري كبير بالاشتراك مع (هيئة تحرير الشام) التي انسحبت منه في الساعات الأخيرة قبل البدء به، بحجة أولوية مساندة الفصائل المقاتلة في منطقة بيت جن بريف دمشق الغربي، والتي تشن عليها قوات الأسد والميليشيات المساندة لها هجوماً واسعاً منذ أيام بهدف السيطرة عليها.

سيناريوهات كثيرة قد تحملها الأيام القادمة في غرب درعا، فازدياد قوة "تنظيم الدولة" يمثل قلقاً متزايداً لفصائل المعارضة، خصوصاً وأن التنظيم قد يلجأ إلى تجهيز خلافا نائمة تعمل في مناطق المعارضة جنوب سوريا، فتمدد التنظيم في أواخر شباط/ فبراير الماضي وسيطرته على قرى وبلدات (تسيل، وسحم الجولان، وعدوان، وجلين ) اعتمد على مجموعات من الخلايا الأمنية انتشرت حينها خلف خطوط الجيش الحر و أسقطت أكثر من 20 كم خلال نصف ساعة.

ويمثل ربط مناطق سيطرة "تنظيم الدولة" بمناطق النظام في جنوب سوريا، القلق الأكبر لدى فصائل الجيش السوري الحر، ففي حال سيطر التنظيم على بلدة الشيخ سعد المجاورة لبلدة عدوان التي يسيطر عليها التنظيم يكون قد وصل إلى مشارف مدينة الشيخ مسكين التي تسيطر عليها قوات الأسد.

وبهذا يكون التنظيم أعطى مبرراً لقوات الأسد بشن هجوم عسكري باتجاه ريف درعا الغربي، والذي سيحظى حينها بدعم دولي للقضاء على التنظيم، ما يعني في حال حدوثه تقسيم مناطق درعا الغربية المحررة إلى قسمين متناثرين.

ورجحت المصادر في حديثها لـ"السورية نت" أن الأوضاع في غربي درعا باتجاه التصعيد العسكري، وأشاروا إلى أن ما يعمل عليه التنظيم قد يؤدي بمحافظة درعا إلى سيناريو سيء بالنسبة للمعارضة، وهو ما يدفع فصائل من الجيش الحر إلى التجهيز لعمل عسكري مرتقب ضد التنظيم جنوب سوريا.

اقرأ أيضاً: "الدفاع الروسية" تعلن تحطم طائرة من طراز "سوخوي 24" في قاعدة حميميم ومقتل طاقمها




المصدر