الآثار السورية.. ندوة (يونسكو) في فنلندا



عقد مكتب منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، في العاصمة الفنلندية هلسنكي، يوم أمس الثلاثاء، ندوة علمية متخصصة بعنوان (تدمير سورية.. والحفاظ الرقمي على العمارة من تدمر إلى حلب)، تناولت أهمية الآثار السورية من الناحية التاريخية، ورسالتها الحضارية، وضرورة العمل على حمايتها، وطرق توثيق القطع المنهوبة منها خلال سنوات الحرب.

الباحثة الفنلندية مينا سيلفر التي زارت سورية، وعملت قبل الثورة عدة سنوات على دراسة الآثار في جبل (البشري) في منطقة تدمر، تحدثت حول القيمة التراثية والتاريخية التي توثق وتعطي معلومات مهمة، وتصوّرًا جيدًا عن الحضارات التي مرت على المنطقة.

مانيا الخطيب، رئيسة مجلس إدارة (جمعية الصداقة الفنلندية السورية) قالت لـ (جيرون): إن المشاركين في الندوة هم “باحثون ومهندسون معماريون متخصصون بعلم الآثار، قدِموا من عدة جامعات عالمية”، وجاء توقيت الندوة “احتفاء بمرور 50 عامًا على تأسيس مكتب (يونسكو)، في العاصمة الفنلندية”.

أوضحت الخطيب أن البروفيسور الإيطالي غابرييل فانجي “تحدث مطولًا عن جميع المناطق الأثرية تقريبًا في سورية”، وبيّن في أثناء العرض “أهم المحطات التي تعرضت فيها تلك الآثار القيمة للدمار والنهب”، وتم عرض “عدة صور من مناطق أثرية مختلفة في سورية”، داخل صالة دار العلوم بالعاصمة هلسنكي، كما أشارت الخطيب إلى أن فانجي أهدى -في نهاية الندوة- جمعية الصداقة “جميع مخطوطاته المتعلقة بالآثار السورية”.

خُصّص جزء مهمّ من الندوة للحديث عن آثار مدينة تدمر، وقدّم البروفيسور أحمد دينكر من جامعة (بيلجي) التركية عرضًا عن تلك المدينة وما تحويه، فيما تحدثت سيلفر عن كتاب بعنوان (إعادة الحياة إلى تدمر في أبعاد متعددة: صور، آثار وذاكرة ثقافية، منحوتات)، أعدته مع البروفيسور فانجي الخبير في المسح الجوي عن بعد، وهو يتبع إلى مجموعة خبراء منظمة (يونسكو) الخاصة بسورية، والبروفيسور دينكر المتخصص في النماذج البصرية للمواقع الثقافية والتراثية، حيث تم نشر الكتاب هذا العام 2017 في بريطانيا.

لفتت الخطيب إلى أن جزءًا من العرض كان “يتهم تنظيم (داعش) فقط بتدمير ونهب الآثار”، فيما أوضحت للحضور أن مدينتها “شهبا، في محافظة السويداء جنوب سورية، كانت على سبيل المثال تحوي برك ماء رومانية قديمة، لكن نظام الأسد ردم معالمها منذ عقود، وحولها إلى كراجات للنقل العام”، وهذا يشير -بحسب الخطيب- إلى “أن عملية تدمير الآثار السورية ونهبها وتشويهها شاركت فيها عدة جهات، إضافة إلى تنظيم (داعش) الإرهابي، في مراحل مختلفة”.

جميع المشاركين -وفق الخطيب- أكدوا “ضرورة تضافر الجهود الدولية لحماية تلك الآثار وإيقاف التعدي عليها، لما لها من قيمة تراثية مهمة”، وأضافت أن جمعية الصداقة في فنلندا “تنوي خلال الفترة المقبلة تنظيم لقاءات ومعارض عامة، تتعلق بالمواد التي أُهديَت إلى الجمعية؛ لفتح المجال للجالية السورية التي رغبت في تقديم آراء وشهادات حول الآثار السورية، من خلال مشاهدات ومعلومات لديها”. ح . ق.




المصدر
جيرون