‘الإعلامي أحمد زيدان: دخول قوات تركية لإدلب دون إراقة نقطة دم واحدة يمثل انتصاراً للحكمة والحكماء’

11 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
5 minutes
السورية نت – رغداء زيدان

رأى الكاتب والإعلامي السوري أحمد موفق زيدان، أن التدخل التركي الراهن في القضية السورية، وتحديداً في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، يمثل “انتصاراً للحكمة”، خاصة أنه تم “دون إراقة نقطة دم واحدة”.

وأعلن الجيش التركي الإثنين، أنه ينفذ منذ الأحد عملية استطلاعية في إدلب، تمهيداً لتأسيس نقاط مراقبة لخفض التوتر في المحافظة ضمن تحرك عسكري تركي مرتقب، بالتنسيق مع قوات روسيا وإيران، واللتين تمثلان مع تركيا الثلاثي الضامن لمحادثات “أستانا”.

وأضاف زيدان، أن “الشعب السوري دعا في البداية إلى حماية دولية إلى حماية تركية إلى حماية عربية إلى حماية إسلامية لكن لم يتدخل أحد، بل على العكس” جاءت أطراف عدة “لحماية المجرم القاتل القابع في دمشق (يقصد رأس النظام بشار الأسد)، الذي يحظى بدعم دولي (..) إنه تآمر على هذا الشعب”.

وأثنى على أسلوب دخول الجيش التركي إلى إدلب، قائلاً: إن “الدخول بهذه الطريقة السلسة، ودون إراقة نقطة دم واحدة يمثل انتصاراً للحكمة والحكماء وهزيمة لمناوئيهما”.

وشدد على أنه “كان هناك من يعول على صدام بين الفصائل السورية الثورية والجهادية والجيش التركي”. وتابع: “أنا كسوري سعيد بهذا اليوم (..) وسعيد لسوريا ولتركيا، لأننا نرى الأخوة التركية السورية تتجلى في أبهى صورها”.

وأعلنت الدول الضامنة لمسار “أستانا” منتصف سبتمبر / أيلول الماضي، توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقاً لاتفاق موقع في مايو / أيار الماضي.

واعتبر الكاتب والإعلامي السوري أن “التحدي الأكبر أمام تركيا هو منع التواصل بين إدلب والمناطق الكردية”.

ودعا تركيا إلى الانتباه لـ “عدة أمور مهمة للنجاح، منها أن النموذج الذي شُكل في (مدينة) جرابلس شمالي حلب (شمال)، بالتعاون بين تركيا وفصائل سورية، وتحديداً درع الفرات، لم يكن مشجعاً، ولم يكن ملهماً للشعب السوري بشكل كافٍ”.

وتابع زيدان أن “إدلب تضم كفاءات وثقافات وحضارة ومدنية عريقة، وتحتوي على مهاجرين ولاجئين من مدن دمشق وحلب وحماة وحمص، وبالتالي نحن نتحدث عن نخب وأشخاص أصحاب ثقافة ومدنية مرتفعة لا بد من التعاطي معهم بحساسية وذكاء”.

ودعا تركيا إلى “التعامل مع الفصائل التي لها وزن اجتماعي وتأثير حقيقي على الأرض، مع عدم إغفال العلاقات مع الوجهاء والمؤثرين والمتنفذين والنشطاء، وكذلك الأكاديميين، في إدلب، لا سيما جامعتها التابعة لقوى الثورة”.

وحذر من أن “التعامل مع الروس بشأن خفض التوتر في إدلب مقابل قتال بعض الفصائل الموجودة في المحافظة سيكون له تداعيات خطيرة”. وزاد بأن هذه التداعيات “ستكون على الداخل السوري، وعلى الثورة السورية، وعلى سمعة الإخوة الأتراك الذين يعتمدون في علاقتهم مع الأمة الإسلامية على القوة الناعمة وتأثيرهم الرائع في مجالات الإعلام والتعليم والإعمار وجهود الإغاثة”.

واستدرك زيدان مشدداً على أن “القوة الخشنة ليست موجودة عند الإخوة الأتراك كما هي موجودة عند الإيرانيين والروس (الداعمين لنظام الأسد)، فالقوة الناعمة هي التي يتميز بها الإخوة الأتراك”.

تطمينات تركية

وتحدث زيدان عن ضرورة أن “يقدم الجيش التركي تطمينات كافية للفصائل الثورية على الأرض بأنه موجود في إدلب لحماية الشعب السوري”.

ومضى قائلاً: إن “سكان محافظة إدلب يعلقون آمالاً على قدوم الجيش التركي، لتوفير الكهرباء على مدى 24 ساعة، حيث إنها متوفرة حالياً لست ساعات يومياً، فضلاً عن أملهم في توفيره خدمات أخرى تزيد من حاضنته الاجتماعية والشعبية”.

وشدد على أن مثل هذه الخدمات المأمولة “ستزيد من رصيد الإخوة الأتراك، فالشعب السوري في الشمال يرى أنهم قدموا الكثير، وعانوا الكثير (..) فقدر الجغرافيا أن نكون معاً”.

وحذر زيدان من أنه “إذا تمكن الطائفيون والانفصاليون الأكراد من التواجد على حدود تركيا (شمال سوريا) فسيكون ذلك أمراً خطيراً جداً”.

وشدد على ضرورة “انتشار الجيش التركي في مواجهة الانفصاليين الأكراد، لمنعهم من إقامة الدويلة المزعومة على طول الشريط الحدودي التركي السوري ووصلها بالبحر المتوسط، وهي المهمة الأولى والأساسية للجيش التركي، إضافة إلى ضمان وقف الغارات الجوية على إدلب من العصابة الحاكمة وسدنتها المحتلين”.

اقرأ أيضاً: روسيا تكشف أسباب تحطم طائرتها في حميميم والمدينة التي كانت هدفاً لغاراتها

[sociallocker]

المصدر

[/sociallocker]