تقرير عن شهر أيلول/ سبتمبر 2017



المحتويات

أولًا: نظرة إلى أهم مجريات شهر أيلول/ ديسمبر

ثانيًا: الضحايا

بيانات عن ضحايا شهر أيلول / سبتمبر بيانات مقارنة أخبار عن الضحايا

ثالثا: التغييب القسري

بيانات عن حالات التغييب القسري خلال أيلول / سبتمبر أخبار عن التغييب القسري

رابعًا: النزوح واللجوء والجاليات

أخبار عن النزوح أخبار عن اللجوء والجاليات

خامسًا: المشهد الميداني

تطورات الحرب على (داعش) تطورات المشهد الميداني في مناطق خفض التصعيد تطورات المشهد الميداني في باقي المناطق خرائط السيطرة والنفوذ

سادسًا: المستجدات على مستوى النظام والميليشيا الرديفة له

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى المستجدات في مناطق سيطرة النظام والميليشيا الرديفة له

سابعًا: المستجدات على مستوى المعارضة السورية

على المستوى السياسي على المستوى العسكري على المستويات الأخرى المستجدات في مناطق سيطرة المعارضة

ثامنًا: المستجدات على مستوى القوى الكردية

على المستوى السياسي على المستوى العسكري أوضاع السوريين في مناطق سيطرة الفصائل الكردية

تاسعًا: المستجدات على مستوى العملية السياسية

عاشرًا: المستجدات في مواقف القوى الإقليمية والدولية المؤثرة وسياساتها

الولايات المتحدة الأميركية روسيا الاتحادية دول الاتحاد الأوروبي الدول العربية تركيا إسرائيل الأمم المتحدة والمنظمات الدولية أخرى

حادي عشر: إطلالة على الإعلامين العربي والدولي تجاه سورية

ثاني عشر: تقدير موقف وتوقعات حول أهم المستجدات السياسية والعسكرية

أولًا: نظرة إلى أهم مجريات شهر أيلول/ ديسمبر

نبدأ مثل المعتاد بملف الضحايا حيث استطعنا رصد 1686 ضحية سقطوا هذا الشهر، بمعدل 56 ضحية في اليوم الواحد، نصفهم تقريبًا من المدنيين (814 مدنيًّا) منهم 192 طفلًا (11 بالمئة) و152 امرأة (9 بالمئة) و470 رجل (28 بالمئة). محافظة دير الزور كانت صاحبة النصيب الأكبر من عدد الضحايا، حيث سقط فيها 524 قتيلًا، ويعدون 31 بالمئة من إجمالي القتلى، وجاءت إدلب في الدرجة الثانية بنسبة 22 بالمئة، تلتها حماة، ثم الرقة. وسنورد رؤيتنا للأسباب عند إجراء المقارنة مع ضحايا الشهر السابق (آب). كان ملفتًا سقوط عدد كبير من الأطفال في دير الزور (88 طفلًا – يعادلون 46 بالمئة من إجمالي الضحايا من الأطفال). القصف الجوي -مثل المعتاد- حصد النسبة الكبرى من ضحايا هذا الشهر (814 ضحية نسبتهم 48 بالمئة) تلته الاشتباكات والقصف الأرضي والمعارك العادية بنسبة 40 بالمئة. كان من بين ضحايا هذا الشهر مدير إدارة الدفاع المدني السوري محمد قدادو الذي قضى في أثناء أداء مهمته في بلدة مسرابا بريف دمشق. وكان بين الضحايا أيضًا عدد من قياديي وشرعيي هيئة تحرير الشام الذين تم قتلهم اغتيالًا في محافظة إدلب. كذلك قُتلت المعارضة عروبة بركات مع ابنتها طعنًا بالسكين في شقتها بمدينة إستنبول. في المقارنة بين ضحايا شهر أيلول وضحايا شهر آب السابق، لا نلاحظ فرقًا يذكر في أعداد الضحايا، سواء بحسب الفئة، أو بحسب سلاح القتل، فالأرقام متقاربة، إنما بالمقارنة بين الشهرين بحسب المحافظة نلاحظ فروقًا كبيرة جدًا، ولا سيما في المحافظات الساخنة، من مثل الرقة ودير الزور وإدلب، والمحافظات الأقل سخونة من مثل درعا وحمص وحماة. ففي دير الزور ارتفع عدد القتلى في أيلول بنسبة 47 بالمئة عن آب، بينما ارتفع إدلب بحدود التسعة أضعاف (870 بالمئة)، وارتفع في حماة بحدود الثلاثة أضعاف أيضًا (270 بالمئة). بالمقابل انخفض في الرقة بنسبة ثلاثة أضعاف تقريبًا (280 بالمئة) وفي حمص خمسة أضعاف. وهذا التباين الكبير يفسره انتقال حدة المعارك من محافظة إلى أخرى، ويمكننا الحديث عن معركتين رئيستين في هذا الشهر؛ المعركة القائمة منذ أشهر مع تنظيم الدولة (داعش)، والمعركة التي نشبت في الجزء الثالث الأخير من شهر أيلول بين القوات الروسية والسورية من جانب، وهيئة فتح الشام (النصرة) وبعض الفصائل المتحالفة معها، وذلك في ريفي إدلب وحماة. ففي معركة داعش انتقلت السخونة من الرقة إلى دير الزور بعد أن تم طرد داعش من معظم محافظة الرقة، وبدأ السباق بين النظام والروس من جانب، وقوات سورية الديمقراطية (قسد) وقوات التحالف من جانب آخر، على طرد داعش من دير الزور والسيطرة على مواقعه. حيث انفجرت هذه المعركة فجأة في 19 أيلول/ سبتمبر عندما بدأت فتح الشام معركة ما سمي (المحاولة الأخيرة) ضد قوات النظام في ريفي إدلب وحماة، وكأن قوات النظام والقوات الروسية كانتا جاهزتين لتلقف هذه الفرصة، فبدأتا هجومًا شرسًا بالطيران والصواريخ والمدفعية استمر 11 يومًا متواصلًا (1500 غارة)، وأدى إلى هذه النتائج المأسوية في حماة وإدلب. والمفارقة، ذات الدلالة الواضحة، أن الضحايا كانوا بصورة خاصة من المدنيين البريئين، أو من العسكريين التابعين لفصائل الجيش الحر والمشاركين مع الروسيين في مؤتمر آستانة، وليس من تنظيم فتح الشام أو الفصائل الإسلامية التي ساندته، وأن التدمير طال المدارس والمستشفيات والبنية التحتية، وليس منشآت ومراكز تنظيم فتح الشام، والأخبار القادمة عن المشهد الميداني توضح الصورة تمامًا. ملف النزوح أيضًا كان ثقيلًا هذا الشهر، بسبب ارتباطه الوثيق بالعنف والمعارك. لكن يمكننا ملاحظة حدث بارز، وهو تفريغ مخيم حدلات للنازحين في البادية قرب الحدود الأردنية، ونقل نزلائه البالغ عددهم 5000 نازح إلى مخيم الركبان شرق حمص على الحدود الأردنية أيضًا، وذلك بناء على طلب غرفة عمليات الموك بحجة حماية النازحين من نيران النظام السوري. وفي ملف اللجوء نشير إلى فقد 24000 طالب لجوء في الولايات المتحدة الأميركية آمالهم في اللجوء بعد أن قبلت طلباتهم قبل مجيء ترامب، والسبب هو قرار المحكمة العليا في الولايات المتحدة الموافقة على مرسوم الهجرة الذي أصدرته إدارة ترامب. ونشير كذلك إلى تقرير منظمة (هيومن رايتس ووتش) عن ضياع أموال المساعدات المخصصة لتعليم الأطفال السوريين في بلدان اللجوء، وقد جاء فيه أن 530 ألف طفل سوري لاجئ في سن الدراسة بقي خارج المدرسة العام الماضي، لأن الأموال المخصصة لدعم تعليم الأطفال السوريين لم تصل إلى الدول المضيفة، وخاصة لبنان والأردن وتركيا. في ملف الحرب على (داعش) يمكن القول إنه تم القضاء على التنظيم في مدينة الرقة على يد قوات سوريا الديمقراطية المدعومة من قوات التحالف، وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة، ولم يبق سوى عدد محدود ومحاصر من العناصر المقاتلة، متوارين في بقعة ضيقة في قلب المدينة (المنطقة الممتدة بين الملعب البلدي والمخابرات الجوية) لكن يبقى التقدم بطيئًا جدًا بسبب كثرة الألغام المزروعة من قبل عناصر التنظيم، وبسبب إصرار عناصر التنظيم على القتال حتى النهاية، وبسبب الدمار الواسع في الأبنية (80 بالمئة من أبنية المدينة مدمرة). أما في ريف الرقة فقد خسر التنظيم سيطرته على الريف بأكمله بعد أن تمكنت قوات النظام السيطرة على آخر معاقله هناك (مدينة معدان بريف الرقة الشرقي). أما في دير الزور فقد تابعت قوات النظام زحفها باتجاه المدينة، وعبرت الفرات باتجاه الضفة الشرقية، وأطبقت الحصار على عناصر التنظيم في مدينة دير الزور. وقد أقامت روسيا جسرًا عسكريًّا هناك لنقل العتاد والآليات العسكرية، واستحضرت خبيري الألغام للتعامل مع الألغام التي يخلفها (داعش) وراءه في كل مكان. بصورة عام انحسرت نسبة سيطرة تنظيم الدولة على الأراضي السورية إلى 14 بالمئة، فقد بعد أن كانت بحدود 40 بالمئة. وتحدثت قوات التحالف عن انتزاع 44 ألف كيلو متر مربع من الأراضي التي كانت تحت سيطرة التنظيم، وتخليص 2.3 مليون إنسان من قبضته. وكان المبعوث الأممي ديمستورا قد تنبأ بإنهاء سيطرة التنظيم على الرقة من قبل قوات سوريا الديمقراطية المدعومة أميركيًّا مع نهاية تشرين الأول/ أكتوبر القادم، وإنهاء سيطرته على دير الزور من قبل قوات النظام المدعوم روسيًّا مع نهاية أيلول/ سبتمبر. في المشهد الميداني، نميز هذا الشهر عودة الطائرات الإسرائيلية لقصف مواقع عسكرية للنظام السوري، وهذه المرة قرب مصياف حيث يقع مركز البحوث العلمية. ونميز دخول محافظة إدلب في اتفاق مناطق خفض التصعيد، وقرار الدول الضامنات إرسال 1500 مراقب إلى هناك (500 مراقب لكل دولة ضامنة)، ونميز الحشد العسكري التركي في منطقة لواء إسكندرون (إقليم هاتاي) استعدادًا لدخول محافظة إدلب بعد إعلانها منطقة (خفض توتر). و4000 مقاتل من فصائل الجيش الحر الموجودة ضمن قوات درع الفرات ستتوجه إلى إدلب عبر تركيا لتكون جاهزة للعملية العسكرية التي ستبدأ هناك قريبًا بقيادة الجيش التركي. أما في الجنوب فكان الحدث الأبرز ميدانيًا هو طلب (غرفة الموك) ووكالة الاستخبارات الأميركية إضافة إلى الأردن والسعودية، من فصائل المعارضة التي تقاتل هناك، إنهاء القتال والانسحاب من البادية، وتسليم السلاح الثقيل، والدخول إلى الأردن، بحجة غياب القدرة على حمايتهم من قوات النظام وحلفائه. وربما يكون الحدث الميداني الأبرز هذا الشهر هو الهجوم الشديد من قبل القوات الروسية وقوات النظام على ريفي حماة وإدلب بعد بدء معركة (المحولة الأخيرة) من قبل هيئة تحرير الشام، وقد تناولنا ذلك في حديثنا عن الضحايا. أما بشأن العملية السياسية، فقد أطلقت تصريحات المبعوث الأممي ديمستورا موجة من الاستياء العارمة في صفوف المعارضة السورية، حيث قال إن على المعارضة السورية أن تعترف بحقيقة أنها لم تنتصر على بشار الأسد، بعد سنوات من الحرب، وعليها أن تكون موحدة وواقعية بالقدر الكافي. وقد أعلن ديمستورا عن نيته الدعوة لجولة ثامنة من محادثات جنيف في موعد لا يتجاوز نهاية تشرين أول وبداية تشرين الثاني، وطالب الأطراف بالتحلي بالواقعية والمسؤولية تجاه الشعب السوري، والتفضل بالمشاركة من دون شروط مسبقة، ما يُفهم منه أن على المعارضة التخلي عن شرط رحيل الأسد، والاستعداد لقبوله في المرحلة القادمة، وربما بعد القادمة أيضًا.

ومؤتمر آستانة الأخير يعلن منطقة خفض تصعيد رابعة في إدلب وأجزاء من اللاذقية وحماة وحلب. وحركة أحرار الشام تشارك هذه المرة بنشاط المؤتمر جميعه.

اضغط هنا لتحميل الملف




المصدر
مركز حرمون للدراسات المعاصرة