في اليوم العالمي للفتاة.. الطفلات السوريات يتصدرن المعاناة
11 تشرين الأول (أكتوبر)، 2017
في الذكرى السادسة للاحتفال باليوم العالمي للفتاة، ما تزال إحصاءات منظمة الأمم المتحدة تشير إلى وفاة فتاة كل عشر دقائق في مختلف ربوع العالم، بسبب ممارسات العنف والاضطهاد بحقهن.
تشير تقارير صادرة عن صندوق الأمم المتحدة للسكان إلى أن الفتيات -في كثير من الدول النامية- ما زلن يعانين من العيش في ظروف سلبية وقاسية، وذكرت التقارير المنشورة على الموقع الإلكتروني للصندوق أن “ثمة تطورًا ملحوظًا طرأ على حياة الفتيات المراهقات، خلال الـ 15 عامًا الأخيرة على مستوى العالم، بينما ما تزال معاناة الفتيات في مرحلة الطفولة متواصلة”.
تأتي معاناة الطفلات السوريات من بين إناث الدول النامية في المقدمة، إذ أدت الحرب المستمرة منذ 6 سنوات إلى تجريدهن من كل حقوقهن، وعلى رأسها حق التعلم، الأمان الجسدي والنفسي، والتمتع بحياة الطفولة بعيدًا عن التزويج القسري الذي تضاعف إبّان الحرب السورية.
تؤكد بعض الآراء المُختصة في مجال علم النفس والاجتماع أن الطفلات السوريات، بسبب العنف الذي شهدوه خلال سنوات الصراع، والنزوح والتشرّد، والعمل المبكر وتحمل مسؤوليات الأسرة والأخوة الأصغر، أصبن باضطرابات نفسية من الممكن أن يكون لها أثر لاحق على بنيتهن الجسدية.
أما في ما يخص العنف الذي عايشته الطفلات السوريات، بسبب القصف والهجمات العسكرية التي أدت إلى إصابتهن بعطب، فقد نبه مختصون إلى أن الإناث (الطفلات) أكثر تضررًا من الذكور بهذه الإعاقات الدائمة، لأن مستقبلهن ينطوي على اكتمالهن الجسدي، وتتضاعف معاناتهن في ظل نقص الرعاية الطبية وغياب الأهل المباشرين في حالات كثيرة.
تؤكد منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) أن عدد الفتيات الصغيرات في العالم بلغ 1.1 مليارًا، منهن 62 مليون طفلة لا يذهبن إلى المدرسة، و16 مليون أخريات معرّضات إلى مخاطر بشأن مواصلة تعليمهن، وأوضحت (يونيسف) أن فتاة من كل سبع بين أعمار 15 و 19، تتعرض إلى الزواج القسري على مستوى العالم، في حين يصل العدد في الدول النامية إلى فتاة من كل ثلاثة، تتزوج قبل بلوغها سن الـ 18 عامًا.
ونظرًا إلى صغر أعمارهن؛ تتعرض غالبية هذه الفتيات إلى ممارسات العنف الجسدي والجنسي، إلى جانب إجبارهن على ترك مدارسهن، لتولي المسؤوليات المنزلية، بحسب (يونيسف)، كما يُلاحظ بشكل بارز ارتفاع نسبة حمل هذه الفتيات في أعمار مبكرة؛ بسبب جهلهن بطرق تنظيم الأسرة، والوصفات الطبية المتعلقة بها، وتؤثر هذه الظواهر وغيرها تأثيرًا مباشرًا في صحة الفتيات، وتسبب لهن مشكلات جسدية، وأزمات نفسية عديدة.
بحسب صندوق الأمم المتحدة للسكان، فإن مرض نقص المناعة المكتسبة (الإيدز) هو أبرز الأمراض التي تؤدي إلى وفاة الفتيات بين أعمار الـ 10 والـ 19 على مستوى العالم، بينما يحل الانتحار في المرتبة الثانية في قائمة الأسباب التي تؤدي إلى وفاة الفتيات.
اعتبارًا من عام 2012، تحتفل الأمم المتحدة في 11 تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام، باليوم العالمي للفتاة؛ بغرض لفت الانتباه إلى ظواهر سوء المعاملة، وانعدام المساواة، والعنف التي تتعرض لها الفتيات في عدد من دول العالم.
[sociallocker] [/sociallocker]جيرون