لماذا تعتقد إيران أن روسيا ستخسر وجودها بسوريا خلال 3 أشهر؟




نشرت صحيفة “نيزافيسيمايا” الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن مصير الوجود العسكري الروسي في سوريا.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته “عربي21″، إن إيران تتابع بحماس سير العلاقات بين روسيا ومنافستها السعودية. فبعد انتهاء زيارة الملك سلمان إلى روسيا، نشرت وكالة الإعلام الإيرانية “إيران ري” تقريرا مفصلا، تطرقت فيه إلى العلاقات بين روسيا وإيران وتركيا والمملكة العربية السعودية.

وحسب ما أفادت به وكالة الإعلام الإيرانية، لا يوجد تضارب في المصالح بين طهران وموسكو في سوريا، إلا أنه من دون إيران وحلفائها؛ حزب الله، والشيعة العراقيين، وجيش المهدي، والهزارة الأفغان، لن يتمكن بشار الأسد من الصمود لأكثر من ثلاثة أشهر حتى في ظل دعم القوات الروسية. ومن هذا المنطلق، يحتم رحيل بشار الأسد خروج القوات الروسية من الجمهورية السورية.

وأضافت الصحيفة أن هذا الوصف لموازين القوى في سوريا لا يتلاءم مع الصورة التي تحاول وسائل الإعلام الروسية الترويج لها، خاصة أنها تقلل من شأن إسهام إيران في حل النزاع السوري. وفي هذا الصدد، تم تسريب بعض المعلومات التي تفيد بتضارب مواقف الجيش الروسي وإيران في سوريا.

وأوردت الصحيفة أن الخلافات العميقة حول القضايا الاستراتيجية في سوريا بين الممثلين الروس والإيرانيين، ظهرت على الساحة في نهاية شهر آب/ أغسطس، خلال اجتماع لقيادة الأركان السورية مع ممثلي الخبراء العسكريين الإيرانيين والروس، وذلك وفق معلومات سربها موقع “أنتليجنس أونلاين” الاستخباري الفرنسي.

ونقلت الصحيفة عن موقع “أنتليجنس أونلاين”، أنه في إطار مفاوضات سرية، عقد اجتماع في وزارة الدفاع السورية، بمشاركة الوحدات الروسية والإيرانية التي تقاتل إلى جانب الجيش العربي السوري. ومن الجانب السوري، حضر الاجتماع قائد الحرس الجمهوري، ماهر الأسد، ورئيس أركان الجيش العربي السوري، العماد علي عبد الله أيوب، مع قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإسلامي، اللواء قاسم سليماني. وخلال هذا الاجتماع، سعى سليماني إلى تغيير استراتيجية الحرب في سوريا، إضافة إلى التنظيم الإقليمي للمقاومة المسلحة.

وذكرت الصحيفة أنه بالإضافة إلى إنشاء العديد من الهياكل شبه العسكرية السورية، التي تعادل الحرس الثوري، يعوّل سليماني على إنشاء هيكل عسكري جديد مستقل يضم جميع رفات جيش النظام السوري. كما يود سليماني أن يعتمد هذا الهيكل بشكل كبير على تشكيل مليشيات، على غرار المليشيا الإيرانية “الباسيج”. وستسمح هذه المليشيا، التي تتكون إلى حد كبير من الشيعة العراقيين، وأفراد الهزارة الأفغان وأعضاء حركة حزب الله اللبنانية، بإدراج تشكيلات مسلحة من هذه الأقليات في الجيش السوري.

وبينت الصحيفة أن اللواء سليماني هو الذي أقنع القيادة الروسية بالتدخل في النزاع السوري منذ عامين. ووفقا لما ذكرته وكالة رويترز في شهر تشرين الأول/ أكتوبر سنة 2015، فإن اللواء، “نشر خريطة سوريا” خلال اجتماع في موسكو، وأوضح للروس “كيف يمكن لسلسلة إخفاقات الرئيس بشار الأسد أن تتحول إلى نصر بمساعدة روسيا.

وخلال ذلك الاجتماع، سلط الجنرال الضوء على الوضع المتدهور في سوريا؛ بسبب تقدم الثوار باتجاه ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تحظى روسيا بنقطة دعم مادي في طرطوس. ورغم هذا التفاعل والتقارب، لا يمكن الجزم بأن روسيا وإيران تعملان وفق مخطط واحد.

وأضافت الصحيفة أنه خلال اجتماع عقد في شهر آب/ أغسطس، لم يوافق قائد عمليات الأركان العامة الروسية في سوريا، الجنرال سيرغي رودسكوي، على الاقتراح الإيراني بشأن إنشاء هيكل عسكري جديد. في المقابل، أيد رودسكوي فكرة الحفاظ على الهيكل الحالي، وتجهيز الجيش بمعدات جديدة، وعلى وجه الخصوص تعزيز القوات البرية الروسية من قبل وحدات النخبة. كما أصر الجنرال الروسي على طلب المساعدة من الشركات العسكرية الروسية؛ لحماية المنشآت الاستراتيجية في الأراضي السورية.

وفي الختام، ذكّرت الصحيفة بالجدل القائم حول خط أنابيب السيل التركي، إذ تُعدّ إيران جزءا هاما من المفاوضات السرية حول “السيل التركي”. وبشكل قاطع، لا يريد الأتراك إعطاء شركة غازبروم الروسية الحق الحصري في ملء الأنابيب، مع العلم أنه كي يتم المشروع، ينبغي أن يمر الغاز عبر قطر وإيران.




المصدر