مساعٍ لإنهاء أزمة إدلب بأقل الخسائر.. سيجري: انقسام في تحرير الشام ومعظم عناصرها لا يرغبون بالمواجهة



السورية نت - مراد الشامي

تعيش هيئة "تحرير الشام" حالة من الانقسام الحاد على خلفية المعركة المرتقبة ضدها في محافظة إدلب شمال سوريا، بمشاركة من الجيش التركي وفصائل من المعارضة السورية المنضوية في "درع الفرات"، وسط تسريبات تتحدث عن إجراء مفاوضات مع الهيئة لتجنيب إدلب المزيد من الدماء.

ولم يصدر أي تأكيد رسمي على إجراء مناقشات مع مسؤولين من الهيئة للتوصل إلى تسوية تفضي إلى تطبيق اتفاق إقامة منطقة لـ"تخفيف التصعيد" في إدلب بحسب ما نصت عليه مباحثات أستانا 6 في سبتمبر/ أيلول الماضي دون اللجوء إلى مواجهة عسكرية.

رئيس المكتب السياسي لـ"لواء المعتصم" مصطفى سيجري، قال في تصريحات خاصة لـ"السورية نت"، اليوم الخميس،  حول المعركة المرتقبة في إدلب: "ما يحدث الآن هو محاولات منا لإتمام الأمر بأقل الخسائر والتكاليف، يشاركنا بهذا التوجه الجانب التركي، وبعض الشخصيات التي لها تأثيراً على الهيئة"، دون أن يدلي بمزيد من التفاصيل.

وأشار سيجري إلى انقسامات حاصلة داخل "تحرير الشام"، وقال إن معظم مقاتلي الهيئة غير راغبين في المواجهة العسكرية، لافتاً في الوقت ذاته إلى عدد من الشخصيات التي وصفها بـ"العميلة" داخل الهيئة، تحاول جر الأخيرة إلى "معركة خاسرة تُفنى فيها جميع الكوادر الشبابية وخصوصاً السورية، وتغرر ببعض المهاجرين لإدخالهم في مواجهة مفتوحة مع تركيا الدولة المناصرة للشعوب المستضعفة"، وفق قوله.

وأضاف سيجري أن "هنالك عدد من المهاجرين والشخصيات المعروفة كان لها دور إيجابي مساعد لنا، ولم تعد تنطلي عليهم تلك الشعارات الكاذبة".

ولفت سيجري أيضاً إلى أن هذا الانقسام داخل الهيئة يشكل ضغطاً على من وصفهم بـ"العملاء والخونة والغلاة داخل الهيئة".

وفي إجابته على سؤال لـ"السورية نت" عن الخطوط الحمراء لدى فصائل المعارضة إذا وافقت الهيئة (افتراضاً) على الدخول في تسوية لتجنب نفسها المواجهة العسكرية، قال سيجري: "لدى الجيش السوري الحر أولويات أهمها حماية أهلنا في إدلب وحماية المحرر (المناطق المحررة من قبضة النظام)، وحقن الدماء فوق كل اعتبار، أما أي حديث عن استمرار فرض سيطرة النصرة (هيئة فتح الشام)، على المنطقة ومنع الجيش السوري الحر من إعادة الانتشار فهذا خط أحمر بالنسبة لنا".

وخلال الأيام القليلة الماضية تحدث مراقبون وتقارير صحفية عن وجود محاولات للتفاوض مع الهيئة تُفضي إلى تسوية بعيدة عن المواجهة العسكرية، وتقضي بخروج الهيئة من بعض المناطق في إدلب دون مواجهة مقابل تجنيبها عمل عسكري كبير ضدها.

وفي هذه الأثناء، تواصل تركيا حشد قواتها العسكرية على الحدود مع إدلب، بالموازاة مع تأهب لفصائل من "درع الفرات"، وتواجه هيئة "تحرير الشام" ضغوطاً محلية، كما يحملها البعض مسؤولية أي تصعيد يدفع ثمنه المدنيون في إدلب.

وتمثل إدلب ومناطق مجاورة في شمال غرب سوريا أكبر معاقل المعارضة السورية وأكثرها سكاناً، إذ تضم أكثر من مليوني نسمة معظمهم نزحوا من أنحاء أخرى من البلاد.

اقرأ أيضاً: هل اقترب الأسد فعلاً من النصر وبإمكانه إعادة الاستقرار لسوريا؟




المصدر