هل اقترب الأسد فعلاً من النصر وبإمكانه إعادة الاستقرار لسوريا؟



السورية نت - مراد الشامي

فيما يستعيد نظام بشار الأسد مناطق كان قد خسرها في سوريا، مدفوعاً بدعم رئيسي من القوات الجوية والبرية والبحرية لحليفتيه روسيا وإيران، فإن السمة العامة للخطاب الذي يتحدث به النظام عن الأوضاع في سوريا يحمل طابع "النصر" كما يحلو له تسميته.

وخلال الأيام القليلة الماضية صرح الأسد وحلفائه أن "الحرب في سوريا في طريقها للنهاية"، بل ذهب زعيم ميليشيا "حزب الله" المدعومة من إيران، حسن نصر الله، إلى إعلان "النصر" في سوريا.

صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أشارت في مقال نشرته أمس الأربعاء، إلى أن الاستقرار الذي يتحدث نظام الأسد عن عودته رويداً رويداً إلى سوريا ما يزال بعيداً.

وتشير الصحيفة إلى عدم صواب الاعتقاد بأن "الأسد انتصر في الحرب"، فعلى الرغم من استعادته لمزيد من المناطق في سوريا التي خسرها خلال السنوات القليلة الماضية بفضل حلفائه، إلا أن 40 % من مساحة سوريا ما تزال خارجة عن سيطرته، بما في ذلك المناطق التي توجد فيها معظم حقول النفط.

واعتبرت الصحيفة أن الأسد لم ينتصر حتى الآن، وأن ما قام به هو منع الآخرين من الانتصار أيضاً، معتبرةً أن الانتصار يعني تغلب طرف على بقية منافسيه وبالتالي نهاية "للصراع" (وهو ما لم يتحقق حتى الآن)، مؤكدة أن فكرة "أنه لا يوجد حل عسكري في سوريا" ما تزال قائمة.

هل تستقر سوريا تحت قيادة الأسد؟

وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن "مؤسسات الدولة السورية" أصبحت أضعف من أي وقت مضى، فضلاً عن أن حجم قوات نظام الأسد تقلص إلى الثلث (بسبب الخسائر المستمرة في صفوفها)، بالإضافة إلى أن الاقتصاد قد أصبح مدمراً.

وتعتقد الصحيفة أن "الحرب في سوريا قد تكون هدأت إلى حد ما"، لكن الأسباب الرئيسية للكارثة التي تشهدها سوريا ما تزال قائمة، مشيرةً أن "الصراع" سينفجر مجدداً ما لم يتم التوصل إلى تسوية سياسية.

وفيما يتحدث نظام الأسد عن إعادة الإعمار في  المدن السورية المدمرة، فإن الصحيفة شككت بصحة أن تجلب إعادة الإعمار عن طريق النظام الفائدة للسوريين.

وتشير إلى أن معظم المناطق التي تسيطر عليها حالياً قوات المعارضة كانت منسية ومهمشة من قبل النظام حتى قبل بدء الثورة في سوريا، وقالت إن تلك المناطق هي أكثر ما تعرض للتدمير من قبل النظام، فضلاً عن أن معظم اللاجئين ينحدرون منها.

وشككت الصحيفة في أن يرسل الأسد أي من المساعدات أو الأموال إلى تلك المناطق التي قصفها، والتي تتعرض للحصار والتجويع منذ ست سنوات مضت، وأضافت أن النظام سيستخدم الأموال التي تأتي لحكومته من أجل دعم المقربين منه وأمراء الحرب التابعين له.

واقترحت الصحيفة أن يتم إرسال المساعدات إلى المجتمعات المحلية والمحتاجين لها، وأن يتم إرسالها أيضاً إلى المناطق التي خرج منها تنظيم "الدولة الإسلامية"، لأن ذلك سيمنع من عودته مجدداً، كما أنها ستعزز من قدرة المجتمعات المحلية وتسمح لها في معالجة الأسباب التي مكنت المتشددين من استغلال أوضاع السكان، فضلاً عن  أنها تحفز تلك المجتمعات على طرد كل من "تنظيم الدولة" والقاعدة من مناطقهم.  

وكانت دول أوروبية على رأسها بريطانيا، وأمريكا، وفرنسا، أعلنت في وقت سابق أنها لن تدعم إعادة الإعمار في سوريا حتى يكون هناك انتقال سياسي بعيداً عن رأس النظام في سوريا بشار الأسد.

ونتيجة لاعتماد النظام الواسع على حلفائه في تحقيق مكاسب في سوريا، رجحت صحيفة "تاز" الألمانية أن يكون الأسد غير قادر على استعادة كامل المناطق في سوريا، وقالت إنه سيكون مجبَراً على تقسيم بلاده مع حلفائه، خاصة أن إيران وروسيا ساهمتا بشكل كبير في بقائه بكرسي الحكم إلى حد الآن.

وأشارت إلى أن الأسد سيبقى مطالَباً بمكافأة قادة ميليشياته ورجال الأعمال الموالين له، مضيفةً أن السوريين لن ينعموا بالهدوء وأنهم في "أحسن الأحوال سيتمتعون بالاستقرار النسبي في ظل سيطرة المخابرات، في مناخ تسوده سياسة التهجير والقتل المنهجي بمراكز الاعتقال النظامية، فضلاً عن مصادرة الحقوق".

اقرأ أيضاً: محققون أمميون يزورون قاعدة الشعيرات التي ارتكب منها نظام الأسد مجزرة الكيماوي في خان شيخون




المصدر