التواجد التركي في إدلب.. محاور الانتشار وأفق الوجود



انتشرت القوات التركية التي دخلت محافظة إدلب، أمس الخميس، في عشر نقاط تماس مع مقاتلي الميليشيات الكردية، في منطقة عفرين، بريف حلب الغربي وريف إدلب الشمالي، وقال النقيب عبد السلام عبد الرزاق، الناطق باسم (حركة نور الدين الزنكي) لـ (جيرون): إنّ “القوات التركية التي دخلت يوم أمس انتشرت في عدة نقاط من بينها (قيلا، وصلوة) في ريف إدلب الشمالي، وسمعان وجبل سمعان في ريف حلب الغربي، في إطار تنفيذ اتفاق أستانا الأخير”.

أوضح عبد الرزاق أنّ “الرتل التركي الذي  تمركز في جبل سمعان غرب حلب، مؤلف من خمسين مدرعة وآلية، إضافة إلى جنود ومعدات هندسية، لكن لا معلومات عن حجم أعداد تلك القوات في إدلب”، وأضاف: إنّ “جبل سمعان الواقع تحت سيطرة (هيئة تحرير الشام) يُعدّ نقطة استراتيجية، تطل على كامل مدن حلب وإدلب وعفرين”.

وتابع: “يطل الجبل أيضًا على ريفي إدلب الشمالي وحلب الجنوبي، وخطوط التماس بين فصائل المعارضة، وقوات النظام السوري وميليشيا (قسد)”، مشيرًا إلى أنّ “انتشار القوات التركية سيكون على سبع مراحل، نفذت المرحلة الأولى منها فقط”.

أعلن الجيش التركي، اليوم الجمعة، أن عناصر من قواته بدأت بتشكيل نقاط مراقبة، في “منطقة خفض التوتر” بمحافظة إدلب السورية، في إطار مسار أستانا. وقال بيان صادر عن رئاسة الأركان التركية إن “فعاليات تشكيل نقاط المراقبة في إدلب بدأت اعتبارًا من يوم أمس الخميس، بهدف تهيئة الظروف المناسبة من أجل ضمان وقف إطلاق النار، وضمان استمراره، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين، وإعادة النازحين إلى منازلهم”.

أشار البيان إلى أن “عناصر من القوات المسلحة بدأت بفعاليات استطلاعية، في منطقة خفض التوتر بإدلب في الثامن من الشهر الجاري، وبدءًا من 12 تشرين الأول / أكتوبر الحالي، بدأت فعاليات تشكيل نقاط مراقبة في المنطقة”.

يرى الناشط معاذ المعري المقرّب من (هيئة تحرير الشام)، أنّ الأخيرة في طريقها إلى حل نفسها، في إطار جيش وطني منتظم، وقال لـ (جيرون): “أعتقد أن اتفاق الهيئة مع تركيا هو اتفاق مصلحي من أجل إنفاذ اتفاق أستانا، من دون دماء”، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنّ “حكومة الإنقاذ التي أعلن عن تسمية الدكتور محمد الشيخ رئيسًا لها، ستكون الجهة المخلصة للهيئة من تبعيتها للقاعدة وتصنيفها على لوائح الإرهاب”.

في المقابل، لا يتفق القيادي في الجيش السوري الحر، المقدم فارس بيوش مع المعري على نية الهيئة حلّ نفسها، وقال لـ (جيرون): إنّ “الهيئة تُعدّ العصا التي يستخدمها الجميع ضد الجميع،  لذلك لن يقوم أحد بكسرها الآن، و إنما سيتم استخدامها في مناطق صراع النفوذ بين الدول الفاعلة في الملف السوري”. واعتبر بيوش أنّ “حل الهيئة لنفسها لا يعني إزالتها من قوائم الإرهاب الدولية؛ بسبب تواجد شخصيات مطلوبة دوليًا”.

قال النقيب عبد السلام عبد الرزاق: إنّ “الأتراك على تنسيق دائم مع كافة الفصائل في الشمال السوري، وتركيا لم -ولن- تفرض آليات تنفيذ اتفاق أستانا، بمعزل عن الجيش السوري الحر”، مشيرًا إلى أنّ “الدور المحوري والأساس في المناطق الخارجة عن سيطرة النظام، للجيش السوري الحر، فتركيا قوة مراقبة لإنفاذ اتفاق أستانا”.

ولا يتوقع المقدم فارس بيوش أن يكون للجيش السوري الحر أي دور في المرحلة الحالية، لكنه مع ذلك يُرجح أن يكون له دور في مستقبل عمليات القوات التركية في المحافظة، متوقعًا أن “يجنب التواجد التركي التجمعات المدنية في المحافظة القصف”، مشيرًا إلى أنّ “القصف الجوي سيكون مركّزًا ومختلفًا عن سابقه، إن تم”.

في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي، أعلنت الدول الضامنة لمسار أستانا (تركيا وروسيا وإيران) توصلها إلى اتفاق على إنشاء منطقة خفض توتر في إدلب، وفقًا لاتفاق موقع في أيار/ مايو الماضي. وفي إطار الاتفاق الذي توصلت إليه الدول الثلاث، خلال اجتماعات أستانا، تم إدراج إدلب ومحيطها (شمال غرب) ضمن “مناطق خفض التوتر”، إلى جانب أجزاء محددة، من حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون