المرتزقة خيار بوتين المُفضل لتقليل خسائر روسيا في سوريا.. هكذا تعمل موسكو لزيادة الاعتماد عليهم



السورية نت - مراد الشامي

تعمل روسيا على إضفاء طابع "الشرعية" على استغلال جيشها للمتطوعين المرتزقة الأجانب الذين  يقاتلون في صفوف قواتها بالخارج، لا سيما في سوريا حيث تقود روسيا حملة جوية عسكرية هناك لدعم نظام بشار الأسد منذ سبتمبر/ أيلول 2015.

مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية أشارت في تقرير لها نشرته يوم الأربعاء 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2017، إلى أن مرسوماً طُرح ولم يصدق عليه البرلمان الروسي بعد، يسمح للأجانب بخدمة ما يسمى "بعثات مكافحة الإرهاب وبعثات حفظ السلام".

وبحسب ألكسي خلبنيكوف المحلل لدى مجلس الشؤون الدولية الروسي فإن التعديل الذي تعمل روسيا لتطبيقه بخصوص المرتزقة، ينص على "تنظيم مشاركة الأجانب الذين يشاركون في الحملة الروسية.

وتشير المجلة الأمريكية بحسب ما نقل عنها موقع "هاف بوست"، إلى أنه بعد الخسائر التي لحقت بجنود روس انتقلوا إلى سوريا، يبدو أن بوتين يسعى لتخفيف تواجدهم هناك، بإصداره هذه المرسوم، خوفاً من المعارضة الداخلية في موسكو على مثل هذه المهمات التي تقوم بها الحكومة الروسية.

وقال خلبنيكوف إن "هذه النسخة الجديدة من المرسوم قد تفتح الباب أمامهم للاندماج في الجيش الروسي".

وبموجب القانون الروسي (قبل تعديله)، يُمنع العمل كمتعاقد عسكري خاص في دولة أخرى، ومع ذلك فقد شارك مواطنون روس في أوكرانيا، وتمت الاستعانة بهم مجدداً بسوريا.

ورغم دورهم غير الرسمي، وفقاً لهذه الروايات، فإنهم يعملون بالتنسيق مع الجيش الروسي ويحصلون على امتيازات بروسيا، تُمنح في العادة للجنود النظاميين، كما يحصلون على مكافآت مادية مجزية.

ولا يخلو عمل المرتزقة الذين تنقلهم روسيا إلى سوريا من المشكلات، فبحسب "فورين بوليسي" انتقلت وحدات من مجموعة غامضة كانت تتمركز في هونغ كونغ، معروفة باسم "الفيلق السلافي" إلى سوريا.

وبعد عدم تلقي المجموعة المعدات التي وُعدت بها وفقدان عدد من أعضائها في سلسلة من المناوشات، غادر الفيلق سوريا وأُلقي القبض على أفراده فورَ عودتهم إلى روسيا؛ لانتهاكهم قوانين ضد خدمة المرتزقة.

ولعبت شركة "فاغنر" التي تجلب  المرتزقة للقتال في سوريا، دوراً أكثر نجاحاً في الحملة الروسية في سوريا، وشارك المقاتلون التابعون للشركة في معارك بسوريا بينها تلك التي دارت في مدينة تدمر ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".

تفضيل المرتزقة

تلجأ روسيا إلى المرتزقة في العمليات العسكرية التي تقودها بالخارج لأن ذلك يسمح لموسكو بالحفاظ على وجودٍ أطول أمداً في تلك الصراعات، حسب مجلة "فورين بوليسي"، فضلاً عن أن ذلك يُقلل من خسائر المواطنين الروس في المعارك.

وفي هذا السياق، قال جيفري مانكوف، وهو زميل بارز بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: "إذا نظرت إلى القوات في أوكرانيا وسوريا، تجدهم جنوداً محترفين تطوعوا للقتال. إنهم لم يرسلوا مجندين على الإطلاق. وهذا يجعل قضية دعم الناس لهذه العمليات أقل وضوحاً. إن لم تجند الناس في حرب يُقتلون فيها، فستكون المعارضة أقل".

وأضاف مانكوف: "هذا يمنحهم قابلية أكبر للانتشار للعمليات الاستطلاعية التي قد لا تحظى بدعم الشعب الروسي إذا اضطروا إلى إجبار المواطنين الروس على القتال فيها".

شاركوا بمعارك دموية

ولدى روسيا تاريخ طويل في استخدام المقاتلين المرتزقة، فخلال الحرب الباردة استخدم الاتحاد السوفييتي الجنود غير الروس في الصراعات الأجنبية على نطاق واسع.

ففي أثناء الحرب السوفييتية-الأفغانية التي استمرت 10 سنوات، نشر الاتحاد السوفييتي وحدات منفصلة من مقاتلي آسيا الوسطى في بعض أشد المعارك دموية بالصراع.

واعتقد المخططون آنذاك أن هؤلاء الجنود القادمين من مناطق لها لهجات مشابهة لمن يتحدثون في أفغانستان، يمكن أن يُستخدموا بشكل فعال فى العمليات السرية.

ورغم أن هؤلاء الجنود لم يكونوا من الروس، فإنهم كانوا من مواطني الاتحاد السوفييتي.

واشترك أعضاء إحدى هذه الكتائب المسماة "كتائب المسلمين"، والتي كانت تتألف أساساً من مجندين من أصل أوزبكي وطاجيكي وتركماني، في اقتحام قصر التاج بيغ بكابل في عام 1979، كجزء من وحدة العمليات الخاصة السوفييتية؛ مما أدى إلى مقتل الرئيس حفيظ الله أمين.

وكانت وكالة رويترز قد قالت مراراً إن روسيا تستخدم المتطوعين في حربها بسوريا، ومن الناحية الرسمية يتمتع هؤلاء بصفة المدنية لكنهم كثيراً ما يكونون من المحاربين القدامى المتقاعدين الذين لديهم خبرة في ميدان القتال.

وسبق أن قالت مصادر مطلعة على العمليات في سوريا لرويترز إن هؤلاء يلعبون دور القوة الهجومية في العمليات البرية تحت قيادة عسكرية.

ولا تعترف موسكو بشكل رسمي بوجود متعاقدين عسكريين في سوريا ولا تكشف عن أرقام الخسائر في صفوفهم.

اقرأ أيضاً: رفعَ الأتاوات ونوَّع أساليب الابتزاز.. حاجز للفرقة الرابعة بالسويداء يضيّق على السائقين ويثير غضبهم




المصدر