ترامب يفرض عقوبات قاسية على "الحرس الثوري" ويعلن استراتيجيته الجديدة نحو إيران.. والسعودية تُرحب



السورية نت - مراد الشامي

هدد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، اليوم الجمعة، بالانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران في حال فشل الكونغرس الأمريكي وحلفاء واشنطن في معالجة عيوبه، معلناً فرض عقوبات قاسية على "الحرس الثوري" الإيراني.

وجاء ذلك خلال إعلان ترامب استراتيجته الجديدة تجاه إيران في خطاب ألقاه أمام وسائل الإعلام في البيت الأبيض، مساء اليوم، وقال فيه أنه في حال "عدم توصلنا إلى حل بالعمل مع الكونغرس وحلفائنا، فسيتم إبطال الاتفاق".

وأعلن عدم اعتزامه المصادقة على التزام إيران بالاتفاق النووي، الذي قال إنه "مليء بالعيوب، التي ستعمل الإدارة (الأمريكية) مع الكونغرس من أجل التعامل معها".

ومن المقرر أن يبلغ ترامب الكونغرس، في موعد غايته 15 أكتوبر/تشرين أول الجاري، إن كان يعتبر طهران تفي بالتزاماتها في إطار الاتفاق النووي أم لا، ومن ثم تجديد التصديق على الاتفاق أم لا.

وشدد الرئيس الأمريكي على اعتبار أن الاتفاق النووي مع إيران كان واحداً من أسوأ الاتفاقات التي أبرمتها الولايات المتحدة. وتساءل: "ما هو الهدف من اتفاق يؤدي في أفضل أحواله إلى تأخير امتلاك إيران للقدرة النووية؟".

واشتكى من أنه لا يسمح للمجتمع الدولي سوى القيام |بعمليات تفتيش ضعيفة" بموجب الاتفاق المبرم عام 2015 الذي تم التفاوض عليه من قبل الحكومة الأمريكية، في ظل سلفه الرئيس السابق باراك أوباما وخمس قوى عالمية أخرى مع إيران.

وهاجم ترامب طهران وقال إنها "تزرع الموت والدمار والفوضى في أنحاء العالم"، وأن "عدوان الديكتاتورية الإيرانية مستمر حتى اليوم"، مضيفاً أن "الحرس الثوري يستحوذ على جزء كبير من الاقتصاد الإيراني لتمويل الحرب والإرهاب في الخارج"، وطلب من وزارة الخزانة اتخاذ عقوبات أشد بحقه. ورغم ذلك، لم يقرر ترامب تصنيف هذه المجموعة ضمن "المنظمات الإرهابية".

بدورها، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية أن "الحرس الثوري" "يدعم العديد من المجموعات الارهابية" في مقدمها فيلق القدس المكلف العمليات الخارجية داخل الحرس.

وقال وزير الخزانة ستيف منوتشين في بيان أن "الحرس الثوري أدى دوراً مركزياً لجعل إيران أكبر دولة داعمة للإرهاب في العالم"، مضيفاً أن "فيلق القدس هو الكيان الرئيسي في منظومة الدعم الايراني لنظام بشار الاسد وحزب الله وحماس ومجموعات ارهابية اخرى"، وفق قوله.

واستعرض ترامب خلال خطابه أنشطة تتهم واشنطن طهران بالضلوع فيها، بينها التعاون مع "تنظيم القاعدة" في ضرب مصالح أمريكية.

إيران ترُد

وبعد انتهاء كلمة ترامب، صدرت تصريحات من الرئيس الإيراني حسن روحاني، هاجم فيها الرئيس الأمريكي، وقال إن "أمريكا الدولة الوحيدة التي استخدمت السلاح النووي"، متهماً إياها بأنها تدعم الإرهاب وتنظيم "الدولة الإسلامية".

واعتبر روحاني أن ترامب أطلق العديد من الأكاذيب ضد إيران. وأشار إلى أن دولاً أوروبية "وقفت أمام الموقف الأمريكي فيما يخص الاتفاق النووي"، حسب قوله.

وأبدى روحاني استعداد بلاده لمواصلة التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية بشأن الاتفاق النووي.

إشادة سعودية

وحظيت الاستراتيجية الجديدة لترامب ضد إيران بترحيب سعودي، وأعلنت الرياض تأييدها لـ"الاستراتيجية الحاسمة" تجاه إيران التي أعلنها ترامب.

وقالت المملكة، في بيان نشرته وكالة أنبائها الرسمية (واس)، إنها "تبدي تأييدها وترحيبها بالاستراتيجية الحازمة الـتي أعلن عنها ترامـب تجاه إيران ونهجها العدواني".

وأشادت الرياض برؤية ترامب في هذا الشأن، وبـ "التزامه بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها سياسات وتحركات إيران العدوانية في المنطقة".

وتابع البيان أنه "سـبق للرياض أن أيّدت الاتفاق النووي بين إيران والدول 5+1، إيمانا منها بضرورة الحد من انتشار أسلحة الدمار الشامل في منطقـتنا والعالم، وبأن يؤدي ذلك إلى منع إيران من الحصول على سلاح نووي بأي شكل كـان".

واتهمت الرياض إيران بـ "استغلال العائد الاقتصادي من رفع العقوبات، واستخدامه للاستمرار في زعزعة الاستقرار في المنطقة، خصوصا من خلال برنامج تطوير صواريخها الباليستية".

كما اتهمتها أيضا باستغلال هذا العائد في "دعمها للإرهاب في المنطقة بما في ذلـك حزب الله (اللبناني) والميليشيات الحوثية (اليمن)".

ويعد هذا أول رد فعل على الصعيد العربي والدولي للإستراتيجية التي أعلن عنها ترامب اليوم الجمعة.

إسرائيل تُرحب بسياسة ترامب

وفي أول تعليق منها على استراتيجية الإدارة الأمريكية الجديدة، هنأ رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو الرئيس الأمريكي ترامب على كلمته ضد إيران، ورأى أن هناك فرصة لتغيير الاتفاق النووي وسلوك إيران في المنطقة.

وقال نتنياهو في فيديو نشره على "فيسبوك": "واجه (ترامب) بجرأة نظام إيران الإرهابي، وخلق فرصة لإصلاح هذا الاتفاق السيئ، والتصدي لعدوان إيران ومواجهة دعمها الإجرامي للإرهاب".

من جانبه، وصف وزير المخابرات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، كلمة ترامب ضد الاتفاق النووي الإيراني بـ"المهمة للغاية"، وقال إنها قد تؤدي إلى حرب في ظل تهديدات طهران.

وسألت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي الوزير كاتس عما إذا كان يرى خطر نشوب حرب بعد كلمة ترامب فأجاب: "بالقطع نعم. أعتقد أن الكلمة مهمة للغاية (...) إيران هي كوريا الشمالية الجديدة. نرى كيف تسير الأمور".

أطراف الاتفاق

ولم تحظى كلمة ترامب بتأييد الدول الأطراف بالاتفاق النووي مع إيران، حيث قالت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في بيان إن "الحفاظ على الاتفاق النووي مع إيران يصب في مصلحتنا الوطنية".

وفي وقت سابق، قالت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، فيديريكا موغيريني، إن إلغاء أمريكا الاتفاق النووي الذي صادقت عليه مع إيران، سيوجه رسالة لبقية العالم مفادها أنه "لايمكن الاعتماد على أمريكا".

وأشارت إلى أنه سيتشكل انطباعاً حول إعادة النظر في كل الاتفاقيات لدى تغير الإدارات الأمريكية، في حال ألغى الرئيس دونالد ترامب، الاتفاق النووي. وتابعت : "وهذا يؤثر على علاقات الدول مع أمريكا".

وكانت إيران ومجموعة الدول (5+1)، التي تضم روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا، قد توصلت، في 14 يوليو/تموز 2015، إلى اتفاقية لتسوية المسألة النووية الإيرانية، وأقرت خطة عمل شاملة مشتركة، أعلن في 6 يناير/كانون ثاني 2016 بدء تطبيقها.

ونصت الخطة على رفع العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي، من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وبالمقابل تعهدت طهران بالحد من أنشطتها النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية.

اقرأ أيضاً: المرتزقة خيار بوتين المُفضل لتقليل خسائر روسيا في سوريا.. هكذا تعمل موسكو لزيادة الاعتماد عليهم




المصدر