همسات صاخبة قيد التحضير



(همسات صاخبة) هي مجموعة من المعزوفات الموسيقية المكتوبة لآلة العود، ألّفها مهند نصر، أحد مستفيدي الدورة الثالثة من برنامج مختبر الفنون، ويرافقه في عزفها عازف الإيقاع رامي الجندي. كُتِبت المقطوعات في بيروت، بعد خروج مهند من دمشق بحثًا عن الأمان. يقول مهند: إن “المقطوعات تعكس التناقض الذي يواجه فناني المنطقة يوميًا، وهم يحاولون رفع أصوات آلاتهم فوق أصوات الحرب”.

يتطلب العمل في الموسيقى تدريبًا يوميًا، لصناعة موسيقى جديدة للجمهور. ولتحقيق ذلك، يحتاج الموسيقيون إلى الاستقرار الذي يساعدهم في تركيز وقتهم وجهدهم على تأليف الموسيقى. وهذا مناقض كليًا لواقع الحرب الذي يواجهه مهند إلى جانب العديد من الفنانين الموسيقيين السوريين.

يقول مهند: إن فكرة (همسات صاخبة) نشأت من هذه التناقضات، “لتسليط الضوء على أي عمل إبداعي في زمن الحرب. فكل موسيقي ورسّام وممثل، بل كل فنان، يسعى إلى خلق واقع أفضل من واقع الحرب. وفي هذا السعي، تتحول أصواتنا إلى همسات في وجه صخب الحرب وعنفها”.

تم تسجيل المشروع، بالصوت والصورة، في لبنان في مناخ حميمي جدًا. لم يرغب مهند في التسجيل وحده في الأستوديو، فدعا أصدقاءه للانضمام إليه: “جاء بعض الأصدقاء فأصبحنا في حفل غير رسمي، بشكل ما. وكان كل منهم يستمع إلى التسجيل على سماعة خاصة، وكان علينا التوقف والإعادة، إذا عطس أحدهم”.

يُقدَّم المشروع لأول مرة على خشبة مسرح المدينة، في 2 كانون الأول/ ديسمبر 2017، ضمن ملتقى فني تنظمه (اتجاهات)، وبعدها سيتم إطلاق مقاطع الفيديو المصورة على الإنترنت.

مهند نصر: عازف عود ومؤلف موسيقي سوري، وهو يمتلك خبرات في مجالات متعددة، منها العزف والإنتاج الموسيقي والتعليم. يكمل مهند حاليًا دراسته لنيل شهادة الماجستير في الأداء المعاصر وتركيز الإنتاج، في كلية بيركلي للموسيقى في إسبانيا.

في لبنان، قام مهند بتسجيل ألبوم مع فرقة (أومي)، يتم إطلاقه في تشرين الأول/ أكتوبر 2017، كما سجل مشروعه الإفرادي (همسات صاخبة). وقد تخرج من المعهد العالي للموسيقى في دمشق بتقدير جيد جدًا. وبعد انتقاله إلى لبنان، عمل مهند في تعليم الموسيقى، مع عدد من المنظمات التي توفر دورسًا للموسيقى لأطفال اللاجئين في مخيمات عدة. وتبعث هذه التجربة في مهند الإلهام للاستمرار في مساعدة الجيل الجديد من الأطفال، على إيجاد صوتهم الفريد.

نال مهند جوائز عدة في مسابقات دولية للعزف على العود، منها الجائزة الفضية في مهرجان قرطاج في تونس، 2010، والجائزة الثالثة في جامعة الكسليك في لبنان، 2009، والجائزة الأولى في معهد صلحي الوادي في دمشق، 2008.


جيرون


المصدر
جيرون