اتفاق الرقة.. الأنصار يخرجون والمهاجرون يرفضون



أكد محمد حجازي، نائب مجلس الرقة في الحكومة السورية المؤقتة، بدء تنفيذ اتفاق توصلت إليه ميليشيات (قسد) وتنظيم (داعش)، يقضي بإخراج مسلحي التنظيم وعوائلهم من المدينة إلى دير الزور. وقال لـ (جيرون): إنّ “جميع مقاتلي التنظيم من السوريين مع عائلاتهم خرجوا بموجب اتفاق مع (قسد)، إضافة إلى عدد من عائلات المهاجرين، فيما بقي نحو 500 مهاجر من (جيش دابق)، يقودهم مهاجر تونسي، يرفضون الخروج حتى الآن”.

وأوضح  أنّ “جزءًا من مقاتلي التنظيم وعائلاتهم نُقلوا إلى بلدة (صوَر) بريف دير الزور، آخر نقطة تماس بين (داعش) و(قسد)، واستسلم بعضهم للأخيرة؛ بغية تسوية أوضاعهم، وسُلّمت معظم عائلات المهاجرين، ممن يرغبون في العودة إلى بلدانهم، إلى (قسد)”.

عزا حجازي تأخر تنفيذ الاتفاق إلى “رفض فرنسا -وهي عضو في التحالف الدولي في الحرب على (داعش)- انتقالَ عناصر التنظيم من المهاجرين إلى دير الزور، وإصرارها على اعتقالهم؛ بسبب وجود أحد المسؤولين عن التخطيط لهجمات باريس”.

في الإطار ذاته، ذكر مصدر محلي في قرية (حاوي الهوى) التي تبعد كيلومتر واحد عن مدينة الرقة، أنّ “(قسد) أخلت القرية بالكامل، في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري؛ من أجل البدء بتنفيذ الاتفاق”، وأشار إلى وجود ثلاثة محاور لإخلاء عناصر التنظيم من المدينة، وهي “حاوي الهوى، المشلب، والأسدية”.

وقال متحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم (داعش)، الكولونيل ريان ديلون: إنّ “نحو 100 مقاتل من تنظيم (داعش) استسلموا في الرقة، خلال الـ 24 ساعة الماضية”، مشيرًا إلى “نقلهم إلى خارج المدينة”. بحسب (رويترز).

وكانت وكالة الأنباء الألمانية (د ب أ)، ذكرت صباح اليوم السبت أنّ الاتفاق، بين (قسد) ومن بقي من مسلحي (داعش) داخل المدينة، بلغ نهايته، وقد وصل عدد من الحافلات إلى قرب الرقة؛ من أجل نقل مسلحي التنظيم.

إلى ذلك، قال الناشط أبو عيسى الدملخي، من مدينة تل أبيض لـ (جيرون): إنّ “600 مقاتل من تنظيم (داعش) وصلوا إلى المدينة، في 11 تشرين الأول/ أكتوبر الجاري، وتم تسوية أوضاع البعض منهم من قبل الميليشيات الكردية، فيما تم تهريب عدد من المهاجرين باتجاه كردستان العراق؛ بعد دفعهم مبالغ مالية”.

على الرغم من التأكيدات حول اتفاق الرقة، إلا أنّ مصدرًا عسكريًا في (قسد) -فضّل عدم نشر اسمه- نفى وجود أي شيء في هذا الإطار، وقال لـ (جيرون): إنّ “المعارك ما تزال دائرة في الأحياء المتبقية من المدينة، وبالأخص في محيط الملعب، والمشفى الوطني”، وأضاف: “نحن في آخر فصول المعركة، ونقوم بالتدابير الاحتياطية واللازمة لما يلزمها”.

نفي القوات الكردية للاتفاق مع (داعش)، ربطه الصحافي محمد أمين بـمحاولة (قسد) الظهور أمام الرأي العام، بـ “مظهر المنتصر عسكريًا، لعدم زعزعة العلاقات المصلحية مع الروس الرافضين في الأساس أيّ اتفاق مع (داعش)”. وتوّقع خلال حديثه لـ (جيرون) نشوب “حرب سياسية حول مستقبل المدينة، لا تقلُّ ضراوة عن المعركة العسكرية، بخاصة مع وجود مجلسين محليين للمدينة، أحدهما مرتبط بـ (قسد) والآخر بالائتلاف السوري”.

أعلن التحالف الدولي في السادس من حزيران/ يونيو الماضي، بدء معركة الرقة، لطرد مقاتلي (داعش) من المدينة، من خلال تقديم الدعم الجوي لقوات (قسد) على الأرض، والمساهمة في تقدمهم نحو المدينة التي تُعدّ المعقل الأهم للتنظيم في سورية، وعاصمة المناطق الخاضعة لسيطرته في سورية والعراق.


منار عبد الرزاق


المصدر
جيرون