تاريخٌ حافلٌ بالإجرام منذ الثمانينات… النظام ينعى (وليد أباظة) أحد أعتى أذرعه الأمنية




وليد الأشقر: المصدر

نعى فرع حزب البعث في القنيطرة اليوم السبت العميد وليد أباظة، أحد أعتى رموز النظام الأمنية والمعروف ببطشه بالثوار السوريين منذ حقبة ثمانينات القرن الماضي حتى اندلاع الثورة السورية عام 2011.

وقال فرع الحزب الذي تولى أباظة رئاسته قبل نجله خالد، إن العميد فارق الحياة اليوم متأثراً بمرضٍ عضال.

تولى وليد أباظة مهام رئاسة فرع الأمن السياسي في حماة عام 1978 وبقي في منصبه حتى تسعينيات القرن الماضي في حقبة حافظ الأسد، وكان معروفاً ببطشه وقتله لعشرات المعتقلين إبان أحداث حماة، وكان ذراعه الأيمن في ذلك الوقت مساعد يدعى “نعسان العمر” الذي قتله الثوار في نيسان/أبريل عام 2012.

في حادثة شهيرة بين أوساط الحموية في تلك الآونة، سلب وليد أباظة برفقة مساعديه ومنهم العمر جميع محتويات سوق الصاغة بحماة، وهو أمرٌ كان يفاخر به المساعد نعسان بين عناصره بشهادة أحدهم لـ “المصدر”، كما كان يفاخر الأخير باغتصاب نساء أمام أزواجهن لانتزاع اعترافات منهم.

كان العميد أباظة يتولى عام 2005 مهام رئاسة مكتب اللواء غازي كنعان، وزير الداخلية في ذلك الوقت، والذي قالت رواية النظام الرسمية إنه انتحر مستندةً على شهادة مدير مكتبه أباظة، إلا أن شكوك كثيرة حامت حول هذه الرواية كون كنعان كان من المتهمين بقضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري في ذلك العام، حيث كان غازي كنعان مسؤولاً في المخابرات العسكرية في لبنان وفي وقتٍ سابقٍ.

عاد أباظة أيام بشار الأسد، ورغم كونه متقاعداً وكبر سنه، إلى فرع الامن السياسي بحماة عام 2011 ليدير بنفسه التحقيق مع المتظاهرين والمعتقلين، ومات تحت التعذيب على يده عشرات المعتقلين فقط بتهمة التظاهر ضد النظام، وعاد معه ذراعه الأيمن نعسان العمر قبل أن يلقى الأخير مصرعه اغتيالاً على يد ثوار حماة.

نعى وليد أباظة في حزيران/يونيو من عام 2012 نجله أنزور الذي كان قيادياً في ميليشيات الشبيحة ولقي مصرعه بسلاحه أثناء تنظيفه.

في التشكيلات الأخيرة لحزب البعث، اختارت القيادة القطرية نجله الأكبر خالد ليتولى مهام رئاسة الفرع بالإضافة لتوليه مهام قائد ميليشيا الدفاع الوطني (الشبيحة) في القنيطرة.

بقي أن نذكر أن “أباظة” مات عن عمرٍ يقارب السبعين عاماً وهو من مواليد محافظة القنيطرة من أصول شركسية، إلا أنه أمضى معظم وقته كمسؤولٍ أمنيٍّ في حماة.




المصدر