مواقف دولية متفاوتة من “استراتيجية” ترامب حيال إيران



توالت ردات الأفعال الدولية؛ بعد قرار الرئيس الأميركي دونالد ترامب، عدم التصديق على الاتفاق النووي مع إيران، وإعلانه استراتيجية جديدة للتعامل مع إيران، وذلك في مؤتمر صحفي من البيت الأبيض يوم أمس الجمعة، إذ سارع زعماء أوروبيون إلى بلورة موقف موحد، محذرين الولايات المتحدة من اتخاذ قرارات قد تضر بالاتفاق النووي مع إيران، ومشددين على دعمهم الاتفاق النووي.

قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، في بيان مشترك: “نحث الإدارة الأميركية والكونغرس على الأخذ بالحسبان العواقبَ التي ستمسّ أمن الولايات المتحدة وحلفائها، قبل اتخاذ أي خطوات قد تقوض الاتفاق النووي؛ مثل إعادة فرض العقوبات على إيران التي رفعت بموجب الاتفاق”.

أضاف البيان: “نشاطر الولايات المتحدة المخاوفَ، بشأن برنامج إيران للصواريخ الباليستية والأنشطة المزعزعة للاستقرار في المنطقة، ونحن على استعداد للعمل مع واشنطن؛ لتبديد هذه المخاوف”، وفق (رويترز).

في السياق، أعلن مكتب الرئيس الفرنسي أن إيمانويل ماكرون أبلغ الرئيس الإيراني، حسن روحاني، بأن قرار الولايات المتحدة عدم التصديق على الاتفاق لن ينهيه، مؤكدًا التزام فرنسا وشركائها الأوروبيين بالاتفاق النووي الذي وقعته طهران مع القوى العالمية الست عام 2015.

الرئيس الإيراني حسن روحاني رفض، في خطاب متلفز، الاستراتيجيةَ الجديدة للرئيس الأميركي لمواجهة إيران، موضحًا أن بلاده ستبقى ملتزمة بالاتفاق النووي، وبالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معتبرًا أن الاتفاق النووي ليس ثنائيًا بين طهران وواشنطن. في الوقت الذي أصدرت فيه الخارجية الإيرانية بيانًا، أكدت فيه أن الاتفاق النووي دولي وغير قابل للتفاوض مجددًا.

الموقف الروسي جاء محذرًا من خلق وضع غير مستقر، وداعيًا إلى تفادي تدمير الاتفاق، ونقلت وكالة (إنترفاكس) عن رئيس لجنة الدفاع بالبرلمان الروسي فرانتس كلينتسفيش قوله إن “قرار ترامب الخاص بعدم التصديق على الاتفاق النووي المبرم مع إيران ينذر بخطر تأجيج الصراع، وخلق وضع غير مستقر؛ من الممكن أن يؤدي إلى ردة فعل من قبل إيران، وفي ظل مواردها وقدراتها، تعد إيران دولة خطرة للغاية”. وقال نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف، لـ (إنترفاكس): “ثمة فرصة للاتفاق النووي الإيراني المبرم منذ عامين، ليتفادى هجومًا كاملًا ومدمرًا من قبل معارضيه، وتتعين محاولة اقتناصها”.

المملكة العربية السعودية أيّدت ما وصفته بالاستراتيجية “الحاسمة” تجاه إيران، وذكرت في بيان رسمي -نشرته (واس)- أنها ترحب وتؤيد الاستراتيجية الحازمة التي أعلن عنها الرئيس الأميركي تجاه إيران، وأشادت برؤية ترامب وبـ “التزامه بالعمل مع حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، لمواجهة التحديات المشتركة، وعلى رأسها سياسات وتحركات إيران العدوانية في المنطقة”.

كما أعلنت دولة الإمارات العربية المتحدة دعمها “بشكل كامل” للاستراتيجية الأميركية الجديدة تجاه إيران، مجددة التزامها بالعمل مع واشنطن، لمواجهة دعم إيران للتطرف، بحسب وكالة أنباء الإمارات.

في السياق ذاته، هنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الرئيسَ الأميركي ترامب على استراتيجية الإدارة الأميركية الجديدة، وذلك عبر فيديو قام بنشره على صفحته على (فيسبوك)، آملًا أن يكون هناك فرصة لتغيير الاتفاق النووي وسلوك إيران في المنطقة. وقال نتنياهو: “واجه ترامب بجرأة نظامَ إيران الإرهابي، وخلق فرصة لإصلاح هذا الاتفاق السيئ، والتصدي لعدوان إيران ومواجهة دعمها الإجرامي للإرهاب”.

مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو، أكد أن إيران “تخضع لأشد نظام للتحقق النووي في العالم”، بينما اعتبر المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية محمد البرادعي، أن رفض الرئيس الأميركي دونالد ترامب لدعم الاتفاق النووي مع إيران، يعيد إلى الأذهان أجواء حرب العراق.

قال البرادعي، في تغريدة له على حسابه في (تويتر): “إنّ تجاهل ترامب نتائج تفتيش الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بالتزام إيران بالاتفاق النووي، يعيد إلى الأذهان أجواء الفترة السابقة على حرب العراق. هل سنتعلم في أي وقت؟”.

يذكر أن إيران ومجموعة الدول الست (روسيا وبريطانيا والصين والولايات المتحدة وفرنسا وألمانيا) توصلوا، في تموز/ يوليو 2015، إلى اتفاقية دولية حول الملف النووي الإيراني، تنص على رفع العقوبات المفروضة على إيران على خلفية برنامجها النووي، من قبل مجلس الأمن والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وذلك مقابل تعهدات طهران بالحد من الأنشطة النووية ووضعها تحت الرقابة الدولية.


جيرون


المصدر
جيرون