أهالي درعا ينتظرون الشتاء بقلقٍ وعَوز



يخشى أهالي درعا من شتاءٍ قاسٍ، تتضاعف فيه معاناتهم ويزداد عوزهم لإمدادات التدفئة، في ظلّ تردي أوضاعهم المادية، وعدم قدرتهم على توفير مستلزمات فصل الشتاء التي ارتفعت أسعارها باطراد، خلال سنوات الحصار، فضلًا عن ضعف نشاط المؤسسات والمنظمات الإغاثية، وضآلة موارد المجلس المحلي في مواجهة احتياجات الناس.

قال أحمد الأبازيد، وهو أحد سكان مدينة درعا البلد، لـ (جيرون): “يتوقّع الأهالي أن يكون هذا الشتاء أقسى من سابقه، نتيجةَ تضاعف أسعار المحروقات عن العام الماضي، فقد وصل سعر الليتر الواحد من مادة (المازوت) إلى 550 ليرة سورية، أي أن سعر البرميل الواحد 110 آلاف ليرة، وهو مبلغ كبير جدًا، لا يستطيع معظم الأهالي توفيره”.

الحطب حاله كحال المازوت؛ ارتفع سعره على نحو غير مسبوق، ليصبح الاعتماد عليه من قِبل الفقراء ضربًا من المستحيل، وفي هذا الشأن، قال فراس جوابرة، أحد النازحين في ريف درعا الشرقي، لـ (جيرون): “وصل سعر الطن الواحد من الحطب إلى 90 ألف ليرة سورية، وكل عائلة تحتاج إلى ما لا يقل عن 3 أطنان في فصل الشتاء؛ ما يُشكّل عبئًا كبيرًا على الأسرة، في ظل انخفاض أجور اليد العاملة، وشُحّ الدخل الشهري للعاملين”، لافتًا إلى أن “الأهالي كانوا في الأعوام السابقة يعتمدون على الأشجار المزروعة في محيط السدود والحقول الكبيرة، لتأمين حطب الشتاء، لكنها انتهت مع طول مدة الاستهلاك، وبات الأهالي يلجؤون إلى قطع أشجار الزيتون والليمون من منازلهم، لتأمين بعض الأحطاب”.

عزا الناشط مهند الحوراني أسباب الغلاء، إلى “قطع النظام طريق تهريب النفط، من مناطق تنظيم (داعش) إلى ريف المحافظة”، وقال في هذا الصدد لـ (جيرون): “إن سيطرة قوات النظام على الطريق الواصل من البادية إلى شمال السويداء، وكان يُستخدم لتهريب المحروقات من مناطق التنظيم إلى المحافظة، أدى إلى ارتفاع أسعارها بشكل كبير، فضلًا عن حصار النظام لريف درعا، ومنعه دخول حاجات السكان من محروقات ومواد أساسية”.

شرح أبو حازم، من ريف درعا الشرقي، حاله في استقبال فصل الشتاء هذا العام، لـ (جيرون) قائلًا: “تمكّنتُ من جمع بعض الأخشاب والبلاستيك من الورش، لعدم قدرتي على شراء المازوت والحطب، ولدي ما يكفيني مدة شهر واحد فقط”، مؤكدًا أن “الدخل الذي يجنيه من عمله لا يكفي لتوفير تكاليف التدفئة، لذا يكتفي بشراء الطعام والشراب”.

يُعوّل ناشطو درعا على مبادراتٍ مستعجلة من المنظمات الإنسانية والإغاثية، من شأنها مساعدة الأهالي في توفير الحدود الدنيا من التدفئة، لهذا الشتاء، ومنع تكرار كوارث إنسانية سبق أن أوقعت وفيات بسبب البرد.


جيرون


المصدر
جيرون