الهيئة العليا تستكمل اجتماعاتها في الرياض.. ومصدر معارض: لا جديد



تدخل اجتماعات الهيئة العليا للمفاوضات يومها الثاني، في العاصمة السعودية الرياض، وتبحث في جدول أعمالها -بشكل رئيس- مسألة توسيع الوفد المفاوض والتحضيرات لاجتماع (الرياض 2) الذي تم تأجيله في وقت سابق، في وقتٍ توقعت فيه مصادر معارضة -خلال حديثها مع (جيرون)- أن اجتماع الهيئة لن يكون كثير جدوى، وبخاصةٍ وسط الخلاف الحاد مع المنصات المعارضة الأخرى التي يُفترض أن تكون حاضرة في (الرياض 2).

تبحث الهيئة في اجتماعاتها التي من المفترض أن تنتهي غدًا الثلاثاء “التحضير لمؤتمر الرياض الذي من المرجح أن يُعقَد قبل نهاية الشهر، ليسبق موعد مفاوضات جنيف المقبلة”، وفق ما نقلت صحيفة (الشرق الأوسط) عن مصدر في الهيئة.

المصدر أضاف أن لدى الهيئة رغبة شبه جامعة في توسعة الوفد، و”ذلك عبر إدخال شخصيات وطنية من الداخل، مثل تنظيمات المجتمع المدني، وإجراء تعديلات على ممثلي الفصائل، إضافة إلى انضمام منصتي (موسكو) و(الرياض) اللتين ما تزال المباحثات معهما مستمرة”، موضحًا أن “الإعلان عن الوفد الجديد سيكون في مؤتمر (الرياض 2)، بحيث من المتوقع زيادة العدد من 33 إلى نحو 56 شخصًا”.

مصدر معارض متابع لهذا الشأن، قال لـ (جيرون): إن اجتماع الهيئة هو “تحصيل حاصل من الناحية المؤسساتية، ومن الناحية السياسية، وبخاصةٍ مع اقتراب مفاوضات جنيف القادمة، لكن لو سألنا: ما الذي ستخرج به الهيئة؛ فسأقول إن الجديد ليس متوقعًا”.

أضاف المصدر أن “الإشكالية -اليوم- ليست فقط في منصة موسكو التي تحاول تخريب مسار توحيد المعارضة أمام النظام في جنيف؛ إذ إن أطرافًا في الهيئة باتت ترى في منصة القاهرة أيضًا مسألة ضعفٍ في مسارها”، دون أن يوضح أيّ تفاصيل.

حول (الرياض 2)، قال المصدر: “على الرغم من أن العيون شاخصة إليه، لكني لست متفائلًا حقيقة، ولا سيما أن الخلافات، بين الهيئة ومنصتي القاهرة وموسكو، ما زالت قائمة من جهة، ولم تسعَ جهة من هذه الجهات إلى تذليل الخلافات بشكل فعلي”. واعتبر أن “جوهر المفاوضات والترتيب للمسار السياسي في جنيف بات مفرغًا، وسط كل هذه التحولات على الساحة السورية. بتعبير آخر: المعارضة والنظام سيذهبان إلى تنفيذ الأجندة الدولية حول سورية، والاتفاقات التي تتم، خارج إطار مظلة الأمم المتحدة، ربما تعكس هوامش المسار المقبل”.

في السياق، دعا الائتلاف الهيئةَ العليا للمفاوضات -في وقت سابق- إلى التحضير لمؤتمر (الرياض 2)، ووضع آلية لتشكيل وفدٍ تفاوضي واحد وموحد برؤية ومرجعية تفاوضية، عبر الهيئة العليا للمفاوضات، مؤكدًا على “مأسسة تُعنى بالملفات التفاوضية، وتفعيل عملها، لتصبح أكثر فاعلية، ووضع هيكلية إدارية ونظام داخلي يحقق الأهداف”.

في وقت سابق، قال المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات رياض حجاب: إن الهيئة لا تملك “حق التنازل عن مطالب شعبنا عن تضحياته… نحن منفتحون للتباحث بشأن كل ما من شأنه التخفيف من معاناة السوريين دون التنازل عن المبادئ.. لا يمكن القبول ببشار الأسد وزمرته كجزء من الحل في سورية”، وفق ما نقل عنه موقع الهيئة الرسمي.

وأضاف أن الأسد وزمرته “أساس مشكلات البلاد، وخروجهم من السلطة يمثل المطلب الرئيس لشعبٍ يرفض استمرار الدولة القمعية والحكم الدكتاتوري الشمولي، ويخطئ من يظن أننا سنوافق على منح بشار الشرعية، بعد أن فقدها”، مشيرًا إلى أن “الهيئة العليا للمفاوضات تواجه محاولات مستمرة من قبل النظام وحلفائه، للطعن بصدقيتها والتشكيك في مرجعيتها”.

وتابع: إن “الجهود التي تبذلها هذه الجهات لإنشاء جماعات تصِف نفسها بأنها معارضة، بينما هي في حقيقة الأمر جزء من منظومة النظام ومؤسساته الاستخباراتية. هذه القوى تعمل على تأسيس جماعات مهجنة تنادي بشرعية النظام، وتطعن في المبادئ الأساسية للمعارضة، وتطالب في الوقت نفسه بالحصول على مقاعد متقدمة وحصص تمثيل غير واقعية، في مفاوضات أستانا وجنيف”. (ص.ف).


جيرون


المصدر
جيرون