بعض اللصوص دفعوا حياتهم ثمناً… سرقة الدراجات النارية تتفشى في إدلب




عبد الرزاق الصبيح: المصدر

لحظاتٌ قليلةٌ وجرأةٌ زائدةٌ كافيةٌ ليقتنص اللص مئات الدّولارات دون تعب، حيث تعاني معظم المناطق في ريف إدلب من انتشار حوادث السّرقة بشكل كبير، وخاصةً سرقة الدراجات النّاريّة التي ازدادت خلال الأشهر القليلة الماضية.

وشهدت معظم مناطق ريفي إدلب الجنوبي والشّمالي مئات حوادث سرقة الدّراجات الناريّة، ولاسيما الدرّاجات الناريّة الحديثة، من النّوع الصّيني غالية الثّمن، وتركّزت السّرقات في القرى والبلدات بنسبة أكبر.

وهناك أسباب كثيرة تقف وراء حوادث السّرقة، ومنها البطالة والفقر وقلّة فرص العمل، والنّزوح والتّشرد لكثير من العائلات السّورية، وانتقالها إلى أكثر من مكان في سوريا، وعدم توافر المسكن والمأكل والملبس.

وقال معاون رئيس فرع الإعلام في شرطة إدلب الحرة النقيب “عبد الرحمن البيّوش”، إنه قد “تم تنظيم (671) ضبط سرقة في محافظة إدلب، حتى نهاية الشّهر التّاسع أبريل، ومنها سرقة سيارات ودرّاجات، والقسم الأكبر منها درّاجات ناريّة، كما تم تسجيل ستّة جرائم سرقة دراجات نارية في شهر أيلول فقط”.

وأشار “البيّوش” في تصريح لـ (المصدر)، إلى أنه تم إلقاء القبض على أربعة لصوص في شهر أيلول الماضي، وتم تقديمهم إلى القضاء، ويجري البحث عن الباقين، موضحاً أن ثمن الدّراجة الناريّة الواحدة يُقدر بحوالي (500) دولار أمريكي.

معاون رئيس فرع الإعلام في شرطة إدلب الحرة النقيب “عبد الرحمن البيّوش”

وحول الأسباب التي تقف وراء السّرقات بحسب اعترافات الفاعلين ومبرّراتهم، قال “البيّوش”: “إن من أكثر الأسباب التي تدفع على السّرقة هي الفقر والبطالة، بالإضافة إلى قلّة وعي الكثير منهم، وأنّ الكثير منهم بحاجة إلى تأمين مصروف خاص بهم”.

وعن الأماكن التي تشهد سرقات بشكل كبير والفئات العمريّة التي تسرق، أوضح معاون رئيس فرع الإعلام في شرطة إدلب الحرة أن من أكثر الأماكن التي يحدث فيها سرقات هي محيط المساجد، والأسواق الرئيسية المكتظّة بالسّكان، وكذلك المناطق ذات الكثافة السكانيّة العالية، مشيراً إلى أنّ الفئات العمرية التي تسرق هي فئة الشباب، بين سن الـ 15 والـ 25.

وفي توصيته للمدنيّين قال النقيب “عبد الرحمن البيّوش”: “نطلب من المدنيّين المبادرة فوراً إلى إبلاغ أقسام الشّرطة، وإبلاغ المخافر المنتشرة في المناطق والأرياف عن حالات السّرقة، وكذلك تسجيل أرقام محرك السّيارات والدرّاجات الناريّة والاحتفاظ بها”.

وما يحتاجه اللّصوص من أدوات من أجل السرقة، هي قطّاعة صغيرة، حيث يلجأ اللّصوص إلى قطع أسلاك الدرّاجات النّارية من الجهة الأمامية تحت المقود، ووصل الأسلاك ببعضها البعض لتشغيلها.

وتسببت حوادث سرقة كثيرة بمقتل العديد من اللّصوص أثناء سرقتهم للدراجات الناريّة دون معرفة القاتلين، حيث يتم إطلاق النّار عليهم بشكل مباشر أثناء السّرقة، وأحياناً إطلاق النار عليهم على الطّرق أثناء قيامهم بالتشليح والسّطو.

التشرّد والنّزوح والتّهجير والفقر والفوضى وانتشار السّلاح، أمراض كثيرة ابتليت بها المناطق التي خرجت عن سيطرة النظام، ولكن مع تنظيم الحياة مدنياً في تلك المناطق وتوفير الخدمات رويداً رويداً، يمكن أن ينعكس ذلك بشكل مباشر على حياة المدنيّين واستقرارهم.




المصدر