on
الأوضاع المزرية في مخيمات اليونان تودي بحياة لاجئ سوري
تسبب الإهمال الطبي، وسوء الخدمات العامة للاجئين في الجزر اليونانية، بوفاة اللاجئ السوري محمد قجيجة، الذي وصل من مدينة سلقين في محافظة إدلب عبر تركيا، قبل 8 أشهر، على أمل أن يأتي قرار “لمّ شمل” زوجته وأولاده الموجودين في ألمانيا، بحسب ما ذكرت (دويتشه فيله)، يوم أمس الإثنين.
وفق ابنه (جميل) الذي جاء من ألمانيا لدفنه، فإن والده كان موجودًا في مخيم بجزيرة (خيوس) اليونانية، بانتظار الموافقة على طلبه، وقد أبلغهم من قبلُ عن طبيعة معاناتهم بالمخيم قائلًا: “لو أنه كان يعيش في الشارع؛ لوجَد اهتمامًا أكثر، مقارنة بالمكان الذي وضعوه فيه، لكننا كنا نصبر ونقول إن أوراق لمّ شمله ستنتهي، وسيصل إلينا قريبًا”.
أوضح قجيجة أن السلطات أبلغته أن والده قد أُدخل، قبل وفاته بيوم، إلى المستشفى، ثم أخرجوه، وتساءل: “لماذا أخرجوه دون أن يكملوا علاجه!”، ويضيف: “لقد رفضوا أن يقدموا لي أي تقرير، يثبت أن أبي كان يتلقى العلاج بالأصل”.
ووصف المكان الذي عاش والده فيه بالمخيم بأنه أشبه بـ “الدكانة الصغيرة”، ثم نقلوه إلى “إحدى دور العجزة”، وعندما سأل موظفة تابعة لمفوضية اللاجئين عن “سبب عدم الاهتمام باللاجئين”، حيث إن حالتهم “مزرية”؛ أجابته إن ذلك يعود إلى “قلة الدعم”، وأوضح أنه دفن والده في “إحدى المقابر، قرب الحدود اليونانية التركية، إلى جانب قبور امرأة وثلاثة أطفال سوريين ولاجئ أفغاني، قضوا نحبهم في رحلة الوصول إلى أوروبا”، ويخشى أن يخبر والدته بالوفاة، كونها “تعاني من أمراض في القلب ومن السكري”.
يشار إلى أن منظمة (أطباء العالم الخيرية) حذرت، الأسبوع الماضي، من سوء الرعاية الصحية والخدمات المقدمة للاجئين المتواجدين في اليونان، وأوضحت أن اللاجئين “لا يحصلون على رعاية طبية تذكر، أو لا يتلقون علاجًا على الإطلاق، وذلك بالنسبة إلى معظم المشكلات الصحية التي تواجههم. وأن أكثر من نصف النساء الحوامل لا يتلقين الرعاية اللازمة”.
بحسب المفوضية العليا، يوجد في مخيم (موريا) على جزيرة (ليسبوس) نحو “1500 لاجئ”، وفي جزيرة (ساموس) القريبة يعيش نحو “400 لاجئ”، في خيام “مؤقتة من دون عزل أو أرضيات أو أنظمة تدفئة”، وبسبب الازدحام في المخيم، فإن نحو “300 لاجئ” آخرين، بينهم “نساء وأطفال”، موجودون في خيام بالغابات “من دون مرافق”، وطالبت المفوضية السلطات اليونانية بضرورة الإسراع بـ “الاستعدادات اللازمة لقدوم فصل الشتاء، في مخيمات اللاجئين على الجزر في بحر إيجة”.
وكانت الحكومة الألمانية أفادت أن “322 سوريًا فقط” تمكنوا، خلال الأشهر الماضية، من اللحاق بذويهم في ألمانيا، من أصل نحو 4950 شخصًا معظمهم سوريون، كان (المكتب الاتحادي للهجرة واللاجئين) في ألمانيا وعد بإلحاقهم بذويهم، كما تنص اتفاقية (دبلن) التي تعطي الحق للاجئين المعترف بهم، في جلب ذويهم من دولة أخرى من دول الاتفاقية.
تفيد بيانات (المفوضية العليا للاجئين) التابعة للأمم المتحدة أن نحو “20 ألف لاجئ وصلوا إلى الجزر اليونانية قادمين من تركيا، منذ بداية العام الحالي”، منهم نحو “5 آلاف لاجئ” عبروا في أيلول/ سبتمبر الماضي وحده، معظم هؤلاء من أسَرٍ “سورية وعراقية”، ويقدّر عدد اللاجئين في اليونان بنحو “60 ألف شخص”.
حافظ قرقوط
المصدر
جيرون