القوات العراقية تواصل تقدمها في مناطق الأكراد وتدخل ناحية "سنوني" على الحدود السورية



السورية نت - رغداء زيدان

أعلن مسؤول محلي عراقي أن قوات من "الحشد الشعبي" الموالية لبغداد دخلت، اليوم، مركز ناحية سنوني التابعة لقضاء سنجار في محافظة نينوى (شمال)، والمتاخمة للحدود السورية العراقية.

وأوضح مدير ناحية سنوني، نايف سيدو، أن "قوات من الحشد الشعبي دخلت مركز ناحية سنوني بعد انسحاب قوات البيشمركة (التابعة لإقليم شمال العراق) منها".

ولفت إلى أن "قوات الشرطة المحلية تتولى حفظ الأمن داخل الناحية ولم تترك مواقعها".

وفي وقت سابق اليوم، بدأت البيشمركة بالانسحاب من بلدة بطنايا المسيحية التابعة لقضاء تلكيف شمال مدينة الموصل (مركز نينوى).

كما بدأت 150 عربة عسكرية مدرعة تابعة للجيش العراقي بالتمركز على حدود ناحية زمار التابعة لقضاء تلعفر غرب الموصل، بهدف استعادة السيطرة عليها من البيشمركة.

وفي اليوم الثاني من حملة مفاجئة نفذتها الحكومة العراقية لاستعادة مدن وقرى من القوات التابعة لإقليم كردستان العراق انسحبت قوات البشمركة الكردية من منطقة خاناقين المتنازع عليها القريبة من الحدود مع إيران.

وسيطرت القوات الحكومية على آخر حقلين للنفط في محيط كركوك، المدينة التي يقطنها مليون نسمة والتي انسحبت منها قوات البشمركة أمس مع تقدم القوات الحكومية.

وأعاد تقدم القوات الحكومية رسم خريطة شمال العراق وقلص مكاسب الأكراد الذين أثاروا حفيظة بغداد في الشهر الماضي بإجراء استفتاء على الاستقلال.

ويحكم الأكراد ثلاثة أقاليم جبلية في شمال العراق في منطقة تحظى بالحكم الذاتي وسيطروا على المزيد من الأراضي في الشمال معظمها بعدما ساعدوا في صد تنظيم "الدولة الإسلامية".

ووضع تقدم القوات العراقية واشنطن في مأزق وهي الحليف الوثيق لكل من بغداد والأكراد والتي سلحت الجانبين ودربتهما في إطار حملتها الناجحة لطرد مقاتلي "تنظيم الدولة" من العراق.

وقال الرئيس "دونالد ترامب" للصحفيين في البيت الأبيض أمس: "لا نحب فكرة اشتباكهم. نحن لا نتحيز لأي جانب. كانت علاقاتنا جيدة للغاية على مدار أعوام مع الأكراد كما تعلمون وكنا أيضاً في جانب العراق".

وحتى الآن يبدو أن معظم تقدم القوات يتم بدون مقاومة حيث ينسحب الأكراد قبل وصول القوات الحكومية. ووردت تقارير بشأن اشتباك كبير واحد فقط في الساعات المبكرة أمس عند مشارف كركوك وهو ما أرجعته واشنطن إلى سوء فهم.

اتهامات كردية

وبالنسبة للأكراد تعد خسارة أرض، خاصة كركوك التي يعتبرونها قلب وطنهم، ضربة قوية بعد ثلاثة أسابيع فقط من تصويتهم على إعلان دولة مستقلة وهو هدفهم منذ عقود.

وأدت هذه الانتكاسات لاتهامات حادة متبادلة بين أكبر حزبين سياسيين كرديين يسيطر كل منهما على وحدات منفصلة من مقاتلي البشمركة.

واتهم مسؤولون في الحزب الديمقراطي الكردستاني الذي ينتمي له زعيم الإقليم مسعود برزاني منافسه التاريخي حزب الاتحاد الوطني الكردستاني الذي كان يرأسه الزعيم الكردي والرئيس الراحل جلال طالباني "بالخيانة" لتخليه عن الأكراد.

ونفت أرملة طالباني الذي تولى منصب الرئيس العراقي الشرفي بين عامي 2003 و2014 وتوفي منذ أسبوعين هذا الاتهام.

وقالت "هيرو" طالباني إن حزبها حاول لكنه فشل في إقناع الحكومة العراقية بالعدول عن "خطة الهجوم" على كركوك عبر اتصالات مع ممثلين للحكومتين الأمريكية والعراقية.

وقالت قناة روداو الكردية إن برزاني سيصدر بياناً قريباً يدعو فيه الفصائل الكردية لتفادي "حرب أهلية".

وقال مسؤولو نفط في بغداد إن جميع حقول النفط القريبة من كركوك تعمل بشكل طبيعي اليوم بعدما سيطرت القوات الحكومية على آخرها. وكركوك هي مقر شركة نفط الشمال العراقية، إحدى شركتي النفط الحكوميتين مصدر جميع الإيرادات الحكومية تقريباً.

ورفعت القوات العراقية علمها على مقرات الحكومة المحلية في كركوك بعد ظهر أمس بعد اقتحام المدينة من الجنوب والغرب.

وفي سنجار، التي تقطنها أغلبية من الأقلية اليزيدية التي واجهت إبادة عام 2014 بعد سيطرة "تنظيم الدولة" على المنطقة، سيطرت جماعة "لالش" اليزيدية على البلدة بعد انسحاب البشمركة الكردية.

وقال أحد السكان عبر الهاتف: "لم يكن هناك عنف. تحركت جماعة لالش بعد انسحاب البشمركة".

وأثار قرار الأكراد إجراء استفتاء على الاستقلال حفيظة تركيا وإيران المجاورتين.

كما دعت واشنطن، التي ظلت صديقة للأكراد على مدار عقود، لإلغاء الاستفتاء خشية أن يؤدي لنشوب حرب تقود لتفكيك العراق وتؤثر على جيرانه.

اقرأ أيضاً: استطلاع: غالبية الألمان يرفضون اعتماد عطلات إسلامية في بلادهم




المصدر