اللاجئون السوريون لا يفضلون البرتغال



قال الشاب السوري (رأفت)، وهو مساهم في مشروع مطعم (مازة) الشرقي الذي افتُتح في العاصمة البرتغالية (لشبونة) في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي: “لا أفهم لماذا غادر اللاجئون الذين وصلوا إلى البرتغال”، مضيفًا: “بعض أصدقائي السوريين غادروا دون أن يفهموا أن اللغة هي المفتاح، لم يحاولوا تعلم اللغة؛ ولهذا فشلوا في الاندماج”. وفق (فرنس برس).

مطعم (مازة) هو مطعم سوري دمشقي، أُنشئ بمبادرة من  الصحافية (فراشيسكاهنريكيس) التي لجأت إلى التمويل التشاركي لمساعدة اللاجئين السوريين في تأمين مصدر دخل. يعمل في المطعم 10 لاجئين سوريين، وحقّق منذ افتتاحه قبل نحو شهر نجاحًا باهرًا، وساعد في تحقيق الاندماج الثقافي بين الجانبين البرتغالي والسوري.

طلبت المفوضية الأوروبية من البرتغال استقبالَ خمسة آلاف لاجئ، من سورية والعراق وأفغانستان بشكل خاص، في إطار خطة اعتمدت في خريف 2015؛ لإعادة توزيع 160 ألف شخص، وصلوا إلى إيطاليا واليونان على بلدان الاتحاد الأوروبي، تضمنت الخطة حصصًا إلزامية اعترض عليها العديد من بلدان الاتحاد الأوروبي، في حين أن البرتغال اقترحت في شباط/ فبراير 2016 زيادة حصتها إلى عشرة آلاف شخص.

على الرغم من تطوع البرتغال إلا أنها لم تستقبل حتى الآن سوى 1400 لاجئ، لم يلبث نصفهم أن غادروا البلد، وفق آخر التقديرات الرسمية، وتعزو السلطات رحيلهم إلى الحوافز الاقتصادية التي توفرها بلدان أخرى مثل ألمانيا وبريطانيا، ومن بين أولئك الذين استقروا في البرتغال، تمكن الثلث من الاندماج في سوق العمل، وفق الحكومة التي تقر مع ذلك بأن عروض العمل ما تزال أقل من الطلب.

يُذكر أن سياسة البرتغال في التعامل مع اللاجئين صارمة؛ إذ تُقطع المساعدات الحكومية عن اللاجئين بعد 11 شهرًا، وينبغي على اللاجئين -بعد انقضاء هذه المدة- الاعتماد ماديًا على أنفسهم، وتخطّي مشكلات الاندماج وتعلّم اللغة بمفردهم.


جيرون


المصدر
جيرون