ضعف الخدمات الطبية يقتل أطفال الغوطة الشرقية



ناشد الطبيب عماد قباني -مدير صحة ريف دمشق التابع للحكومة السورية المؤقتة- المنظماتِ الدولية، التدخلَ من أجل إعادة تشغيل عددٍ من المراكز الصحية المتوقفة عن العمل؛ نتيجة فقدان المحروقات والأدوية، وتزويد مدن وبلدات الغوطة الشرقية بالمواد الطبية والغذائية، مُحذّرًا من “توقف قسم العناية المشددة في مشفى القطاع الأوسط، خلال أسبوع؛ إن لم يتم تأمين المحروقات لتشغيل المولدات”.

وقال لـ (جيرون): “سجّلت المديرية خلال الشهريين الماضيين 12 حالة وفاة لمرضى، بينهم 8 أطفال، نتيجةَ ضعف الخدمات الطبية ومنع النظام إدخال الأدوية والأجهزة الضرورية، كما يوجد 300 حالة مرضية حرجة بحاجة إلى نقل سريع إلى مشافي دمشق لتلقي العلاج، فضلًا عن ارتفاع نسب سوء التغذية بين الأطفال، خلال الشهرين الماضيين، إلى  نحو 50 بالمئة؛ ما ينذر بكارثة تهدّد حياتهم”.

في السياق ذاته، أكد الناشط عبد الملك عبود من مدينة دوما وصولَ القطاع الطبي إلى مرحلة حرجة، وأوضح في هذا الجانب لـ (جيرون): “رفَضَ مشفى دوما إجراء عملٍ جراحي لساقي، منذ يومين، بسبب قلة مواد التخدير، حيث خصّص ما تبقى من هذه المواد للحالات الإسعافية فقط”.

أكّد عبود انتشار حالة الإصابة بالإغماء بين الأطفال في المدارس نتيجةَ الجوع، مضيفًا: “سُجّلت عدة حالات إغماء في قطاع دوما والقطاع الأوسط؛ بسبب فقدهم العناصر الغذائية الأساسية؛ ما أدى إلى ضعف مناعتهم وانهيارهم”.

تشهد الغوطة ارتفاعًا جنونيًا في أسعار المواد الغذائية الرئيسة، حيث توقفت غالبية الأفران في مدن الغوطة عن إنتاج الخبز، بسبب نفاد المحروقات، كما وصل كيلو السكر إلى 4000 ليرة، بينما تجاوز سعر ليتر الحليب العادي -إن وُجد- 600 ليرة، مع انعدام تام لمادة حليب الأطفال، حيث تحظر حواجز النظام إدخالها.

الناشط أنس الخولي، من القطاع الأوسط، قال لـ (جيرون): “يتجه الوضع في الغوطة نحو المجاعة؛ بسبب منع حواجز النظام دخول المواد الغذائية كليًا”، مشيرًا إلى أن “الأمم المتحدة تمكنت مؤخرًا من إدخال مساعدات إنسانية قليلة جدًا، لم تكفِ سوى 1000 عائلة، من أصل 70 ألف عائلة في الغوطة”، لافتًا إلى أن “الحصار يزداد يومًا بعد يوم، والمواد الغذائية تنفد من الأسواق، فضلًا عن عدم توفر الكهرباء، الغاز والمحروقات مع اقتراب فصل الشتاء”.

يعيش في الغوطة الشرقية نحو 400 ألف نسمة -بحسب إحصاءات مكتب التنسيق الإنساني التابع للأمم المتحدة- وهم مُحاصرون منذ عام 2013، واستطاع بعض التجار، في مرحلة سابقة من الحصار، إدخالَ مواد غذائية إلى الغوطة وبيعها بأسعار مرتفعة، غيرَ أن النظام منع إدخال السلع الغذائية وأغلق المعابر بالكامل، منذ نحو شهرين.


سامر الأحمد


المصدر
جيرون