on
عفرين على قائمة الأهداف العسكرية لأنقرة شمال سوريا.. صحيفة: قد تدخلها تركيا بموافقة روسية
السورية نت - مراد الشامي
يواصل الجيش التركي انتشاره في محافظة إدلب شمال غرب سوريا، في عملية تحمل أهدافاً عدة وتخلو حتى الآن من أية مشكلات، لا سيما على صعيد ما تم توقعه من وقوع اشتباكات بين القوات التركية وفصائل من "درع الفرات" من جهة، وهيئة "تحرير الشام" من جهة أخرى.
هذا التحرك التركي يأتي بتفاهم مع روسيا وإيران، وهذه الدول الثلاث كانت قد توصلت في سبتمبر/ أيلول الماضي إلى اتفاق في مباحثات أستانا 6، يقضي بإقامة منطقة لـ"خفض التصعيد" في إدلب.
وأقامت تركيا حتى الآن 14 نقطة مراقبة في إدلب، إلا أن الأنظار تتجه إلى تحركات الجيش التركي بالقرب من مدينة عفرين الواقعة بريف حلب الشمالي، التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية، حيث تعزز أنقرة من انتشارها العسكري في محيط المدينة، وتبقى فرضيات حدوث معركة مع الميليشيات الكردية في عفرين قائمة.
صحيفة "يني شفق" التركية، نقلت أمس الإثنين عن مصادر عسكرية قولها أنه من المحتمل حدوث عملية عسكرية في مدينة عفرين، وأنها "محل رضا وارتياح من روسيا المنشغلة بالقتال إلى جانب قوات نظام الأسد في منطقة دير الزور"، معتبرةً أن "العملية العسكرية في عفرين ذات أهمية استراتيجية لسلامة وأمن تركيا".
وأضافت المصادر - التي لم تكشف الصحيفة عن اسمها - أنه "في حال نجاح الجيش التركي من تنظيف منطقة عفرين من سيطرة تنظيم بي ي دي الإرهابية وإحكام سيطرتها عليه، فإنه يعني نهاية مشروع الممرّ الإرهابي المدعوم بقيادة الولايات المتحدة وإسرائيل تمامًا"، وفق قول الصحيفة.
تحركات على الأرضوتشير الوقائع في شمال سوريا، إلى أن تركيا ماضية في تطويق مدينة عفرين، عبر إحاطتها بالقوات التركية، في محاولة لعزلها عن بقية المناطق التي تسيطر عليها الميليشيات الكردية.
وذكرت صحيفة "ديلي نيوز" التركية، أمس الإثنين، أن تركيا تعمل على منع تحقيق طموح الميليشيات الكردية في توحيد قواتها الموجودة في مدينة عفرين، مع تلك الموجودة في منطقة جنديريس الواقعة بريف المدينة.
وتقيم القوات التركية نقطة مراقبة لا تبعد عن مواقع الميليشيات الكردية في عفرين سوى 3 - 4 كيلومترات، ويتمركز الجيش التركي حالياً في قرب قلعة سمعان على جبل الشيخ بركات في إدلب، ليصبح بذلك على مسافة قريبة جداً من القوات الكردية في جنديريس.
وتُعد مدينة عفرين نقطة ارتكاز لربط المنطقة التي شهدت عملية "درع الفرات" والتي تشمل مثلث "إعزاز- الباب- جرابلس" وربطها بمنطقة إدلب. ولمحت صحيفة "يني شفق" التركية إلى أنه من الوارد أن يتقدم الجيش التركي لاحقاً للسيطرة على منبج وطرد الميليشيات الكردية منها، معتبرةً في تحقيق ذلك "توجيه ضربة قوية للولايات المتحدة والبنتاغون التي تستخدم تنظيم بي كا كا الإرهابي كقوة برية"، على حد تعبيرها.
وكانت وكالة رويترز نقلت يوم الأحد الفائت نقلت عما قالت إنها مصادر من المعارضة السورية على دراية بإجراءات الانتشار التركي في إدلب، أن "العملية جاءت بعد تنسيق استمر لأسابيع بين تحرير الشام وضباط مخابرات أتراك لضمان عدم وقوع اشتباكات".
وأضافت الوكالة نقلاً عن مصادرها أن "هدف الحملة التوغل في عمق إدلب، ومد خطوط إمداد، وإقامة مواقع مراقبة"، مشيرةً إلى أن مقاتلي هيئة "تحرير الشام" سيتراجعون جنوباً في إطار انسحاب تدريجي.
والهدف في نهاية الأمر إقامة "منطقة عازلة" تمتد من باب الهوى إلى مدينة جرابلس غربي نهر الفرات، وجنوبا حتى مدينة الباب، لتوسعة جيب على الحدود الشمالية تسيطر عليه فصائل المعارضة السورية المدعومة من تركيا.
وكانت إدلب ذات الكثافة السكانية العالية هدفاً لمئات الضربات من القوات الجوية الروسية وطائرات نظام الأسد، وارتكب الطرفان مجازر عديدة بحق المدنيين، أعنفها مجزرة الكيماوي التي ارتبكتها قوات الأسد في أبريل/ نيسان الماضي بمدينة خان شيخون بريف إدلب، وراح ضحيتها ما لا يقل عن 100 شخص، فضلاً عن إصابة المئات.
اقرأ أيضاً: ليبرمان: إسرائيل لن تسمح لإيران بنقل أسلحة متقدمة لحزب الله عبر سوريا
المصدر