لهذه الأسباب تسقط سريعاً مدن وبلدات دير الزور في يد قوات الأسد وميليشياته



السورية نت - ياسر العيسى

أثار السقوط المتسارع لمدن وبلدات دير الزور أمام قوات النظام والميليشيات المتحالفة معها خلال الأسابيع الماضية، صدمة كبيرة لدى أبناء المحافظة. وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الأراء حول الأسباب التي أدت إلى سقوط أجزاء كبيرة من المحافظة بشكل سريع بيد النظام.

وتشير آخر التطورات الميدانية في هذا المجال، إلى أن النظام والميليشيات تمكنوا من السيطرة على المزيد من البلدات والقرى والمدن في ريف دير الزور الشرقي عقب سيطرتهم على مدينة الميادين التي كانت التوقعات تشير إلى أنها العاصمة البديلة لتنظيم "الدولة الإسلامية" بعد الموصل.

وبعد انسحاب عناصر التنظيم من الميادين وبقرص، أكمل ما تبقى من مقاتلي "تنظيم الدولة" في بلدة البوليل ومدينة الموحسن في الريف الشرقي انسحابهم، كما دخلت قوات النظام إلى قرى الحسينية وحطلة والصالحية في ريف المحافظة الشمالي دون مقاومة، بعد أن سيطرت على أغلب قرى وبلدات الريف الغربي الشهر الماضي.

ناشطون من دير الزور  فسروا أسباب سقوط البلدات والقرى في ريف المحافظة وبعض أحياء المدينة التي عجز عن دخولها منذ 5 سنوات، بانتهاء مهمة "تنظيم الدولة" في المنطقة، وأنه قام بتسليمها إلى قوات النظام التي وصفوها بـ"المحتل الجديد". ويقول أحمد الرمضان في هذا السياق: "لم يبق إلا أحياء معدودة في المدينة وتلتقي قوات النظام مع بعضها البعض وبذالك ستسقط المدينة بيد محتل جديد باتفاق مع التنظيم الإرهابي".

الصحفي أحمد يساوي من أبناء محافظة دير الزور، رأى في حديث مع "السورية نت"، أن سقوط مدن وبلدات محافظة دير الزور كان متوقعاً، لكن ربما ليس بهذه السرعة.

وأضاف: "لعل هذا السقوط يرجع لأسباب أهمها انعدام الحياة بشكل كامل وخلو المنطقة من المواطنين بسبب القصف العنيف الذي انتهجته روسيا خلال الفترة الأخيرة والذي يراد منه حرق المنطقة، الأمر الذي ساعد على سرعة السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي".

وتابع: "الأمر الآخر هو تغيير خطة الهجوم عما كان متوقعاً من قبل النظام، ويبدو أن الروس هم من خطط لهذا الهجوم، فقد اعتادت قوات النظام أن تحاول التقدم من محور المطار باتجاه الريف الشرقي، إلا أن الهجوم الأخير جاء من البادية الغربية للميادين على بعد 10 كلم تقريبا من المدينة، ما قلل فرص المواجهة مع تنظيم الدولة بسب انكشاف الأرض وعدم وجود تضاريس تساعد التنظيم على الاحتماء والمناورة".

وأشار يساوي، إلى أنه من الضرورة لفت النظر إلى أن انهيار قوات التنظيم هناك بعد معارك طويلة مع "ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" في الرقة وريف دير الزور الشمالي على خط الحسكة – دير الزور، ما جعل تلك القوات تعاني نزفا كبيرا بالقدرات القتالية على مختلف الجبهات.

كما نوه يساوي، إلى أن انعدام الحاضنة الشعبية للتنظيم وحالة الاستياء العامة جعلت المدنيين، يتوقون إلى الخلاص مهما كانت الجهة التي ستسيطر على المحافظة، "وهذا حدث بعد معاناة طويلة من الظلم والقهر والاستغلال عاشه المدنيون تحت سيف هذا التنظيم الظالم والدخيل على المجتمع"، ناهيك عن "انتهاء الدور المنوط بتنظيم الدولة من قبل من أوجده وعمل على تضخيمه واستخدامه وفق مصالحه ثم إنهاؤه بشكل سريع".

شبكة "الناطق" الإخبارية المعنية بنقل أخبار محافظات دير الزور والرقة والحسكة، قدمت رؤيتها حول أسباب السقوط السريع للتنظيم في دير الزور، وذكرت في هذا الإطار، أن السبب يعود إلى هروب العشرات من قادة "تنظيم الدولة" من الصف الأول والثاني إلى مناطق ريفي حماة والشمال السوري، إضافة إلى وصول العشرات من أمنيي التنظيم إلى ريف حلب، فيما استطاع البعض منهم العبور إلى تركيا ولا سيما السوريين منهم أو ما يُسمون بـ"الأنصار".

ونوهت الشبكة عبر رأيها الذي طرحته على صفحتها في موقع "فيسبوك" صباح اليوم الثلاثاء، إلى أن الكثير من قادة الصف الأول وخاصة "المهاجرين" منهم اختفوا في ظروف غامضة، "ورافق اختفاء هؤلاء اختفاء مبالغ مالية ضخمة معهم، وقد لاحظ الكثيرون في الثلاثة أشهر الأخيرة كثرة عمليات الإنزال التي نفذها التحالف الدولي لسحب عملائه الذين كانوا في صفوف التنظيم".

وشددت الشبكة، على أن هذه الأسباب تركت التنظيم يعيش حالة تخبط في اتخاذ القرارات، ولا سيما قرار المواجهة.

وقالت أيضاُ: "ولأن أغلب من بقي في محافظة دير الزور هم من الأنصار الذين رأوا ما آل الوضع إليه في الموصل والرقة، واختفاء قادتهم، وفقدان كثير من الأموال التي كانوا يعيشون عليها أو يطمعون بها، دب الرعب في قلوبهم، ما دفع العشرات منهم لترك السلاح والسعي للهروب والخروج من مناطق التنظيم".

كما تطرقت "الناطق" إلى أسباب أخرى تتعلق بـ"عملاء نظام الأسد والمخابرات الروسية المتواجدين في صفوف التنظيم، الذين سهلوا سيطرة قوات النظام والمليشيات التابعة له على عشرات المدن والبلدات والقرى بأقل الخسائر وبلا أي مقاومة تذكر، عبر تزويدهم بالمعلومات اللوجستية وأدق التفاصيل عن إمكانيات التنظيم في أي منطقة يراد الدخول إليها".

يذكر بأن نظام الأسد كان يروج عبر إعلامه وتصريحات مسؤوليه خلال الأشهر الماضية، على أن هدفه المقبل هو السيطرة على دير الزور.

وقال فيصل المقداد نائب وزير خارجية نظام الأسد في لقاء مع قناة "سي ان ان" في 7 أغسطس/ الماضي، إن نظامه يرى أولويته في المرحلة الحالية هي "تحرير البادية السورية وصولاً إلى دير الزور بالتعاون مع الأصدقاء الروس وسائر الحلفاء".

وسيطر "تنظيم الدولة" منذ يوليو/ تموز 2014 على معظم محافظة دير الزور، بينما بقيت قوات النظام تسيطر على أجزاء من مدينة دير الزور وريفها، بينها المطار العسكري، وحاصر التنظيم ما تبقى من أحياء خاضعة للنظام منذ نحو عامين ونصف، دون أن يتمكن عبر محاولاته المتعددة من إحكام سيطرته على ما تبقى من دير الزور، قبل أن يقلب النظام والميليشيات المتحالفة معه الوضع الميداني في المحافظة خلال الأسابيع الماضي، بدعم جوي مكثف من الطيران الروسي.

اقرأ أيضاً: إضراب "البطون الخاوية" يبدأ في سجن حمص المركزي.. ومخاوف من أعمال انتقامية تنفذها قوات الأسد ضد المعتقلين




المصدر